خندق الشام
وجاؤوه مساء يلهثون ، وقد لطخت الدماء نياشينهم وأحذيتهم الغليظة ...
قالوا : كأننا نقتل الجن ، يردون النار بالابتسام وهم يغرسون في الأرض الأقدام
جذورا ، ويمدون الأيادي في كل الاتجاهات أغصانا وظلالا ...
وكلما يصاب منهم أحد يزكمنا أريج النسغ ...
ثم صاحوا : لا بد من حل ...
ابتسم وقال : سامحنا يا سلمان ، حفرته لكي لا يدخل أحد ...
ونحفره نحن لكي لا يخرج أحد ...هيا اذهبوا ... وليكن عميقا كالبئر مظلما كالليل ...