مر الأمس الحزين وقبله الحلم الفريد،كان يوم الحلم مستغربا ومندهشا ،فكان الأمس حزينا ومحبطا بالالم ،اختلط الحزن بالامس وخاف على صديقه خوفا شديدا من أن يصيبه مكروه وهولايقدر على فعل شئ سوىأن يكتب له بضعة أسطر في رسالة،ولما لم يقدرعلى مواصلة الدرشة الكتابية بسبب حالته الصحية ذهب للاسترخاء قليلا لعل حالته تتحسن،انتظر كأنه يعصر انفاسه ،احتار في أن يواسي نفسه أويواسيه في محنته،كان قلبه معلقا بين بين السماء والارض لما حدث له ،أنفاسه تتلاحق وتطير، لايعرف أين يضع قدميه ،استرجع صورا مما راه وسمعه فقال: كان ممددا على فراشه وهو ينظر الى شريكه في المتجر ،ثم اتاه مناد يقول له سآخذ روحك فكان هو من راه فقط ،التفت اليه وقال له يبدو أني.......لم يبد الاخر أي ردفعل ،وحين هم بالنهوض أحس أن روحه قامت دون جسم فعرف صدق ماذهب إليه في طلبه وانه يرى نورا وشعاعا مستقطبا له وميسرا له طريقه ، ثم ما لبثت روحه ترجع الى مكانها مستبشرة وهو ينطق بالشهادتين بأعلى صوته راضيا دون خوف، حينذاك كان الاخر يهم بالانصراف، وحين سمع كلمات الشهادة تتكرر ،عاد ينظر اليه دون أي رد فعل ثم قال:
كنت ياصديقي رائعا كما كنت دائما في يقظتك كما في منامك، فلا ادري أقاصر هو عمق تعبيري الذي يبقى بشريا في حد ذاته، فلا يحدوا حدو ذوي الاجنحة من الملائكة؟ إن الانسان بطبيعته لايسموا في السماوات العلى بجسمه وقد يسموا بعقله وقلبه فيكون إلى جانب ملك طاهر لايرى منه إلا كل معاني الجمال والعزة والبراءة، لكني أرى أن لابد من تضحية من البشر حتى يتحمل مشقة العروج في السماوات فيبقى بذلك وفيا ومصاحبا لذوي الاجنحة ،أعجب منك مستعدا للتضحية بدون تردد ،ولا معتبرا لأي قيد ولا حكم ،بدا لك كل شئ جميل ،أعرف ان كل الناس يحبون ا لأشياء الجميلة ويسخرون كل ما يملكون لتحقيق ولو جزء يسير من السعادة ،لكن المشكلة هي انك تجدها متارجحة بين المصير والواقع المرير وبين الأمل فتعم الحيرة .اندفاع وتوقف فجائي يجعل الاسئلة تتقاطر عليك من كل صوب فتعجز عن القيام بأية خطوة إلى الأمام ذاكرا اشياء بطول أو قصر زمان تفعلها وتكملها،صرت أرى أن كل مابيننا مستحيل أن ينقلب إلى ماكان قبل هذا ولا ادري كيف يكون طعم الحياة بدونك ،أسأل الله أن يهبني الصبر من عنده لأتحمل مايأتي به الزمان وابقى وفيا لك في متجرنا هذا ،هدفنا النجاح والوفاء والتوفيق.
14.07.2010