رمضانُ أقبلَ أيها الشعـراءُ=ضاءتْ بطلَّتِهِ بنا الأجواءُ
والكونُ يبسمُ في الوجوهِ بنضرةٍ= والعينُ تدمعُ والقلوبُ ظِماءُ
فاستقبلوا الشهر الكريم بلهفةٍ=مهجًا يمور بشوقها الإيماءُ
واستلهموا منه المحبةَ والهدى=شهرٌ به الإرواءُ والإحياءُ
رمضانُ يأتي للديار فلا يرى=غير المآتمِ والرَّصاصُ عـواءُ
في كلِّ ناحيةٍ تواجدَ قاتـلٌ=قدمتْ به الأطماعُ والأهواءُ
ياربُّ إنَّ العيشَ أضحى محزنًـا=والقلبُ باكٍ والوفـاقُ هبـاءُ
تقسوالوحوشُ على براعمِ شعبنا=والسِّلمُ طارَ فصادَه الأعـداءُ
ياربُّ حررْ أمتي من جهلهـا=طال الظلام وجلُّنـا مستـاءُ
ندعوك لكن لانكون كما تريدُ= فيجتبينا النحسُ والإعيـاءُ
متذبذبون على المدى ماهمَّنـا=دينٌ ولاسكنَ القلوبَ نقـاءُ
رمضان يأتي إنَّمـا آمالنـا=تغفوعلى كتفٍ بها البغضاءُ
كيفَ السبيلُ إلى الحياةِ برفعةٍ=إن لم يعدْ بعلومِنا الإحيـاءُ
مزقًا تفرَّقنا، وراح يلوكنا =همُّ الفراق بليلهِ، والداءُ
نغفو على أمل اللقاء وإنَّما=نصحو بضعفٍ، والعقولُ خواءُ
ياليتنا ياخيرَ شهرٍ نرعوي=ونعود قومًا كلُّهم نجباءُ
ماذنب جيلٍ قادمٍ حتى بنا=يلقى المهانة والسلامُ هباءُ؟
رمضانُ جمِّعْ بالوفاقِ عقولنا=لتهبَّ فينا نخوةٌ وإباءُ
حارَ الفؤاد وقُطِّفتْ بسماته=لمَّا تملَّك أرضنا الغرباءُ
ياربُّ نقِّ النَّفسَ من آثامِها=فالعمرُ ماضٍ والحياةُ فناءُ
سنردُّهم عن أرضنا مهما طغوا=لكن بإذن الله كيـفَ يشـاءُ
ومشيئة الربِّ العظيم بنصره=أنْ يستجيبَ لشرعه الأحيـاءُ
لابالتواكل ِ ينتهـي إذلالنـا=فالعزُّ ديدنـه هـدى ونقـاءُ
والمسرفون توطَّنوا الفكرَ الذي=فيه يسودُ الفسقُ والأهـواءُ
قلبي حزينٌ قد تسارعَ نبضُـهُ=مما بـه قـد ألقـتِ الأنـواءُ
يجري بهمِّي حيثُ شاءَ له الجوى=والخطو خوفٌ والوجـومُ رداءُ
شعر
زاهية بنت البحر
يكفيكم فخرًا فأحمد منكم ***وكفى به نسبًا لعزِّمن