صباح الشكوى يا.....
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
من تسأل ولمن تشتكي
وكل نقص لا يجبره ناقص
وكل علة يُرجى لها عند القدير برء وزوال
يقولون الشكوىلغير الله مذلة ومع ذلك يعشق البعض هذه المذلة
أينما حلّ أو توجه يصحب معه شكوته وكأنها حقيبة سفره أو زاده في الطريق
ينام على مساء الشكوى يا ....
ويستيقظ على صباح الشكوى يا ...
ويا هذا حرف نداء لمنادى متعدد الأشكال والصفات والأحجام ، قد يكون زوجة وقد يكون الغلاء وقد يكون وطن وأكبر الأحجام هي الكرة
الأرضية بأسرها وتستطيع كلماته أن تصورها كتلة من السواد يلقي بها في وجهك ثم يتركك تتجرع الحسرات
الشوارع قذرة ، الغلاء أتى على الراتب فدمره ، الفساد انتشر واستفحل ، الشباب تغنج ، النساء استأسدت
القائمة طويلة وإن استطاع أن يشتكي من نفسه لفعل .
وإن كان على الكلام فما أكثره يستطيع أحدهم أن يُصور لك الأرض غابة وخراب والأخر يُصورها جنة وروضة غنّاء وكلُ يصورها من منظور
حالته التي يُعايشها والهم الذي يشغله
الصورة قاتمة نعم قاتمة ولكنها ليست معتمة وإلا لانعدمت الرؤية وما استطعنا رصد هذه الصور
هناك من يبحث عن بصيص النور وأخر لا يستطيع إلا رؤية الظلام
والكلام يبدو كالمطرقة التي ليس لها رأس فلا هي شكّلت الحديد ولا احتفظت بصفة مسماها
اقتل الظلام شكوى ولن ينجلي إلا بإشعال شمعة تضيء هذا الظلام
إن أردت تحويل البيداء إلى واحة خضراء فاعمل في صمت ودع النتائج تلجم الشكوى
وما ينطبق على زيد ينطبق على عبيد وكل منادى من فصيلة الشكوى قابل للتغيير والإصلاح حتى تصبح الشكوى فصيلة مهددة بالانقراض
قال رسول الله ( صلّ الله عليه وسلم )
مَنْ رَأَى مِنْكُمْ مُنْكَرًا فَلْيُغَيِّرْهُ بِيَدِهِ، فَإِنْ لَمْ يَسْتَطِعْ فَبِلِسَانِهِ، فَإِنْ لَمْ يَسْتَطِعْ فَبِقَلْبِهِ، وَذَلِكَ أَضْعَفُ الْإِيمَانِ .رَوَاهُ مُسْلِمٌ
http://www.arabicebook.com/publisher...s.aspx?pid=209