هل غادر الشهداء ـ من درس القراءة ـ كي
يعودوا في النخيلِ... مدججين بحلم من سقطوا
من الحلمِ القتيلِ
وحطمت أمّ مرايا الرملِ..
أم أسطورةٌ طارت على دمها الجميلْ...
خذ يا سؤالي من دمي نصف البكاء..
ووزع الشعراء.. في الذكرى... وفي
غسق النساءِ
فلم أزل أبنيك.. من أزلٍ... ومن جيلٍ
لجيلْ
ستصبُّ أسئلة الخرافةِ.. في الخرافةُ
وتصبُّ أسئلتي... على البرّ الأخيرْ
يتجمعون على المراسي... مثلما يتجمع /البرحيّ/
في الليلِ المواتي
يتشردُّون على الشتات... بلا شتاتٍ
مثلما تتشرد الغزلان... في الصوت العراقي....
كن في حديدك.. أيها الهمجيُّ... حاصرني
يحاصرك الحديدْ..
كن في رسالتك الأخيرة ـ خائفاً كالوحشِ
من صيّاده... كن في يقينك ميتاً.. هروِلْ
إلى التابوت محتضَراً..
وغادرْ
إني أراكَ. ولا تراني... أو أراك... ولا
ترى... هذا ترابي... في التفاصيل الصغيرة
والكبيرة...
يتحرك السيَّاب من تمثاله... ليشد ظهرك
يا عراقْ..
متسائلاً: "إني لأعجب كيف يمكن أن..
يخون الخائنونْ..."
"الشمسُ أجمل في بلادي....
الشمسُ أجمل في العراقْ...
سأصب شاياً في الطريق إلى القرى
وأدير ظهري... للبيادق... والدمى...
وسأشتري فرحاً صغيراً للطفولة في
شناشيل البراقْ.....
ـــ بابا يجيء... ولا يجيءْ...
ـــ باب... يضيء مدينة أخرى ويكمن في الرعاة
لو عاد من سفر الليالي... بين بادية
المعرّي... والندى لو عادَ في أسمائهم
وسلاحهم.. لو عاد.. سوف يعود يا ولدي جميلاً...
لو عادَ سوف يكون متكئاً على الرمح الأصيلْ..
ولسوف يأتي حاملاً... قلماً... ودفترْ
ولسوف نمطرُ وجهه بلحاً... وعنبرْ
ـــ مذ هاجرت مني القصيدةُ ـ هجرَّتني ـــ
لم أقل أني أحبكَ أيها المنفى... ولم
أسأْلكَ... وردة..
طفلتي تجتثُّ في بغداد... عن بغداد... عن
نخل البيوت.. وعن تراب حديقة الزوراء.....
عن أقلامها.. وعن الحكايا... والثياب المدرسيةِ
عن طفولتها... وعن حلمِ يؤجلها... لتفرحَ
كن عدّوي أيها المنفي... خرجتُ.. فكن عدّوي
إنني أصعد في صوت المغني
بين منزلها.. وظلّي
تشتهي قمراً يفضفضها القصيدةُ
تشتهي دمها لتُكتبَ
تشتهي ورقاً.. لتلعبَ
لو تغيب... دليلها حزني.. لتغضبَ
لا تموتُ... ولا أموتْ...
هل صادر الغرباء مأساتي... فهادَنَتِ
الحروبْ....
أم صادروا فرحي... بحزني....
فانشطرت على الغروبْ...
قال المغنَّى: للضفاف تفتحي زهراً... وزعترْ..
قلبي يغازل نجمةً... ويفيض سكرْ..
نمشيْ.. كأن رمالنا تمشي على
شفقِ... وأنهرْ...
يتشابك العشاق... في العشق المزنرْ..
عاد الحبيب... إلى الحبيبةِ.. والغريبُ
إلى الغريبة...
جسري على نهر/المسيب/نخلةً....
ونخيل أهلي جسرهم نحو الجنوبْ...
فكأنما نجد الذين نحبَّهم
وصلوا الرمادي... بالنقب...
وكأنما نشروا مواويل الرصافة.. في الغَرَبْ
هي ألف عام يا بلادي الوقت أسودٌ
ـ بين حاصرتين ـ من دمنا.. ومن لون
الفراقْ....