على قارعة الطريق
نظرتهُ واقفاً متأملاً يجنُ
في عمق السماء بعينٍ شاخصةٍ
وجبينٍ رفيع..
أدرتُ عجلة فكري للزمن البريء
فأدركته ، وقطعة حلوى ، وأكف راحٍ عتيق..
يا إلهي..
وما أضحى
جسدٌ عتيدٌ
تكور في دهاليزه الجنبات
مكمن رحمة ، وحس رقيق..
لم يدع الهبَّار الأثر منه
جُرحاً تغلغل في رحابهِ
الرحِبُ النحيل..
فما أن يخلد سابق
إلا وتولى صروف الإبتلاء نزفٌ جديد..
هذا ما تبادر لي ، وحال عزلة
يتسربل الصمود..
هممتُ بالسؤال ، فأدركتني خشية
نكأ الجرح ، وإذكاء الحس لهيب الأمس
أوجاع السنين..
لم تمهلني ابتسامتهُ طويلاً
لأمرح ، وأسرح في لُجة الإنتظار
على كُله الصارخ الساكن
لأجدني بين أحضان تنعمُ
في ظلال الصبر الجميل
وتستقي منه فيض ابتسامتها
مراسيم القبول..
وما لحظاتٌ إلا ، وأنا
لا نعلم كيف ، ومتى مضى
أنطلقنا نبحثُ عنه ، فتوحدت
الأمكنة البدء
من ذات المكان
تنبأ بالرحيل ، وزوال الأثر إلا من نشوةِ
ضوء غمرتني نبضاً
استشعرتُ بها عظمة الثقةِ
وأمن اليقين في قادرٍ مُقتدرٍ
وربٍ رحيم
وما استثنته أنا
فطوبى لأحضان القنوت
يحمِلُها سُقيا أريجٍ ، وأمل..
<< أبووسام >>
11 / 6 / 1430هـ