مباركة
قلت لها : ماذا تقولين في رجل تعهد أرضاً من أملاكه بالزرع والري والسماد ،
مدة تقرب من عشرين سنة ، ثم إذا ما أثمرت وأينعت وأزهرت وطرحت ،
قدمها هدية على طبق من الورد لشاب لم يكن يعرفه من قبل ،
ولا جمعهما القدر في مجلس من المجالس .
قالت : هو أحد اثنين ، إما كريم عصره وحاتم دهره ، أو أنه أصيب بعقله فطاش صوابه ...
قلت : سامحك الله .. إنه زوجك الماثل أمامك ،
تطلبين منه قصيدة في خِطبة ابنته فيبحث عن القوافي فلا يجدها ، ويطلب الكلمات فتفرُّ من أمامه ،
ويلجأ إلى العروض فيوليه ظهره ، ويطرق باب الصور والأخيلة ولا مجيب ...
قالت : لكن شاعريتك تكون جاهزة مستعدة متحفزة وثابة
إذا أحببت المشاركة في فرح زيد أو عبيد من أبناء أصحابك ... أما ابنتك ؟ ثم غضبت وانصرفت .
لا تغضبي أم العروسة واصبري
ودعي العَنان لخاطري ومشاعري
**
دقات قلبي مذ أتى خطَّابنا
في ثورةِ الموجٍ الكبير الهادر
**
فأنا أعيش مصدقاً ومكذباً
بين السرور وبين همٍّ قاهر
**
في حيرةٍ ، في فرحةٍ ، في نشوة
في دهشةٍ ، مثل الغريب العابرِ
**
هل يا ترى يأتي نهار غابرٌ
أطوي صحيفة مهجتي بمَحاجري
**
الظنُّ كلُّ الظنِّ أني صادقٌ
والظنُّ كل الظنِّ أنكِ عاذري
**
لكنَّ ربي جلَّ في عليائه
جعل الزواجَ العفَّ نهجَ الطاهرِ
**
فإذا أتاكم مَنْ ترونَ صلاحه
ونوى النكاح بشرع دينٍ زاهرِ
**
لا ترفضوه ، فذاكَ إثمٌ بيِّنٌ
قد جاء ذا في هدي أفضل ذاكر
**
و( غياثُ ) من نسل الكرامِ عرفتُهُ
ورث الشهامةَ كابراً عن كابر
**
يا آلَ ( بني ) قدْ أخذتم مقلتي
اللهَ فيها ، فهي نور بصائري
**
هي وردةٌ في طاقةٍ فواحةٍ
أنعمْ بعطرِ أريجها المتناثرِ
**
قد شاء ربي أن يكون ( غياثنا )
زوجاً ( لرغدٍ ) يا لحكمة قادرِ
**
وفقْ إلهي في الحياة طموحهمْ
و احفظهمُ من كل فردٍ ماكرِ