قصيدة مهداة من عزالدين بن حسين القوطالي
الى أبناء أمتنا العربية المجيدة
القصيدة التي قتلت صاحبها
إسرج خيولك
للشاعر الشهيد موسى شعيب
في صيف 1980 زار الشهيد موسى شعيب العراق وألقى هذه القصيدة أمام الشهيد القائد صدام حسين قبل إندلاع الحرب العراقية الإيرانية وبعد يومين من عودته الى لبنان إمتدّت له يد الغدر الصفوي فوقع إغتياله في بيروت على يد مجموعة شيعية تطلق على نفسها إسم قوات الحسين الإنتحارية إنتقاما منه بسبب كتابته لتلك القصيدة .
و الشهيد موسى شعيب أصيل القطر اللبناني وينحدر من عائلة شيعية عريقة تدرّج في المراتب الحزبية ليصبح عضو القيادة القطرية لحزب البعث العربي الإشتراكي في لبنان وأمين سرّ فرع الجنوب وممثل الحزب بالمجلس السياسي للحركة الوطنية اللبنانية.
أسرج خيولك إن الروم تقترب
ووجه أمك قتال به العتـــب
أسرج خيولك كسرى عاد ثانيةً
وشهوة الملك في عينيه تلتهب
وفي الشآم خيول الغزو جامحة
تدوس قبلتك الأولى وتغتصـب
أسرج خيولك فالصحراء ظامئة
لوابل من شفار السيف ينسكب
أعد بسيفك للصحراء وثبتهــا
وهز بالنخل كي يساقط الرطـب
***
آت وفي رئتي بيروت راعفــــة
كسيرة الطرف تغشى وجهها السحب
أتيت أسأل يا بغداد عن حلمي
عن أمة لزمان الفتح تنتسب
وعن سيوف وأبطال وألوية
في "القادسية" ما تنفك تنتصب
وعن حبيب وعن طفل وعن قمر
وعن أب في يديه الخبز واللعب
أتيت أبحث عن أهلي تخطفهم
ليل الطواحين في لبنان فاغتربوا
هنا أراهم على الشطآن أعينهم
تضيء، تزهر أعراساً وتصطخب
هنا استفاقوا، هنا اخضرت جراحهم
عروس حلم بماء القلب تختضب
هنا، وتموز وضاء أرى زمني
من سيوف يقبل من أهلي، ومن ذهبوا
هنا، وتموز مختال أرى وطني
نشوان، لا دمعة حرى ولا رهـب
أرى فلسطين عذراء تسيجهـــا
أيدي الرجال، وتُلوى دونها النوَب
أرى الكنانة يجلو حزن مقلتهــا
دم الشهادة من سيناء ينســرب
تموز يا شهقة الماضين، يا فرح الآتين
يا قدراً بالنار يُكتتـــــب
أطلق عواصفك الكبرى مدوية
((فقد طمى الخطب حتى غاصت الركب))
لا يبلغ المجد شعب في مرابعـــه
يستأسد الذئب أو يسترئس الذنــب
***
حبيبتي يا بلاد العرب أعشقــــه
ثراك، ما همني برءٌ ولا وصـــب
حبيبتي أنت، في بغداد ضاحكـــة
للعيد، أم في لظى بيروت تنتحــب
حبيبتي أنت، في بدو وفي حضــر
سيان عند المحب القصر والطنـب
النيل يبكي، ودمع النيل في بـردى
يسيل، والرافدان الجفن والهــدب
***
بغداد هذي جراحي وأغنيتــــي
وقد تعانق فيها الورد واللهـــب
جرح العروبة يا بغداد وحّــــدَنا
كما توحّد في أعراقنا النســــب
فوق الذرى الشم نحيا، أو تطيح بنا
سنابك الخيل، ما في أمرنا عجـب
كذا يعلمنا البعث الصدام، ومـــا
في شرعة البعث يوم الملتقى هرب
لن يهنأ السيف في غمدٍ وقد شمخت
سواعد لعراق البعث تنتســــب
فلتهزج الغيد، خيال الخطوب أتـى
تحف مهرته العبسية الشهـــب
ولتنهض البيد هذا بعث أمتنـــا
وآية الله قد خصت بها العـــرب