قصة قصيرة
بقلم
حمادة زيدان
جلست على الأريكة , وفتحت الصحيفة فوجدت فيها خبر لم أكن أتخيل أن أرآه فى يوماٍ من الأيام , لقد كان نص الخبر"قام العلماء مؤخراً بإختراع نوعاً جديداً من "الإنسان" سُمى بالأنسان الجديد" يا ألله ما هذا أهو حلماً أم حقيقة , هل سيعبثون بخلق الله , ويقوموا بخلق إنسان , هل يشاركوا الله فى حكمه !!!
كان تكملة الخبر به إيضاح لبعض ما لم أفهمه "بعدما تأكد للعلماء أن الأنسان الحالى , يأخذ منحدر , وبدأت صفاته العقليه تميل إلى أن يكون حيوان , وقد حدد العلماء الصفات التى تلاشت من الإنسان القديم , والتى حولته من إنسان إلى كائن أشبه بالحيوان منه بالإنسان , ومن أهم هذة الصفات "الوفاء , والحب , والعاطفة , والقدرة على التغيير , والذكاء , " هذة صفات تلاشت من الأنسان القديم لذلك قام العلماء بأختراع هذا الأنسان , وكانت هذة الصفات هى أهم ما يتمتع به الأنسان الجديد".
قام العلماء بأختبار الأنسان الجديد , وقاموا بوضعه فى جزيرة وولّوا عليه حاكم ظالم , فما كان من الأنسان الجديد إلا أن ثار فى وجهه الحاكم وعزله , وتقديمه إلى المحاكمة , " كان هذا هو تكمله لهذا الخبر اللعين , هل أستطاع هذا الأنسان الجديد الذى لا يوجد له ماضى ولا مستقبل , فيما فشل فى تحقيقه الأنسان صاحب الحضارة التى أمتدت ملايين السنين , يا الله ماذا فعلنا بأنفسنا!!
قرر العلماء أن تكون النسخة الأولى من الإنسان الجديد , ستصدر فى الدول الديمقراطية أولاً لنشر مزيداً من الديمقراطية فى هذة الدول , والدول التى لا تتمتع بالديمقراطية فلم يصدر بها نسخاً من الأنسان الجديد .
توالت الأحداث بعد هذة الأخبار فى المنطقة العربية بشكل كبير , فكانت المظاهرات يومياً وبقوة تطالب بأستيراد هذا الإنسان الجديد , وكانت وجهة نظر المواطنين فى هذا "أنه من الممكن أن يعدل الإنسان الجديد , ما عوجه الزمن , ويالها من أمنية , وكانت الوعود الكبيرة والعريضة من الحكام والرؤساء العرب , بأستيراد الأنسان الجديد , فكانت تصدر يومياً الصحف بمانشيتات عريضة "الزعماء العرب يجتمعون ويبحثون للقيام بأستيراد الإنسان الجديد" , وأخيراً رضخت الحكومات العربية لمطالب شعوبها , فكان إجتماع دولى بين زعماء العرب , وزعماء الدول الغربية , فكان القرار الدولى بالموافقة على تصدير الأنسان الجديد ولكن بشروط خاصة.
كانت الشروط الخاصة , أن يخترع العلماء إنسان جديد , ولكن مواصفاته أختلفت عن الأنسان الذى تم أختراعه أولاً الدول , تحول الإنسان الجديد فى بلاد العرب من منتج يستفاد منه البشر إلى خادم مطيع أقرب أن يكون عبداً, هذا عن الذكور , أما الإناث فأصبحن جوارى لهذا الإنسان العربى كما كان الأجداد فى الماضى "قبل ظهور الأسلام" .
لم تعد تبالى الشعوب العربية بظلم الحكام ولا بسرقتهم لأموال الدولة مما جعل الحكام فى حالة إسترخاء وهم يسرقون من أموال الدول حتى كانت الفاجعة الكبرى.
كانت خطة الغرب , أن يعطوا للعربى جيلاً جديداً من هذا الإنسان الجديد ولكنه أشد ذكاء ومكر من الجيل الأول , فكان هذا الجيل الثانى من الإنسان الجديد هو الخادم والجارية والعبد حتى اللحظة الفارقة , التى يكون فيها العربى فى لحظة إسترخاء , عندها يبدأ ذكاء هذا الجيل , بأن تقوم بإحتلال كل الأجزاء التى يسكنون فيها ويكون الطريق قد أصبح سهلاً للغزو الغربى على أموال وكنوز هذا الشرق الغبى , عندها أصبح العبيد هم الأسياد , وأصبح العرب وحكامهم عبيداً لهذا الإنسان الجديد.
كتب
حمادة زيدان