السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
الدكتور القدير
أفكوح
الاخوات والاخوة أهل المربد البهي
أنا محرج من هذا السؤال الكريم أيما احراج فعندما أشتد الحصار الدولي في التسعينيات على العراق وأصبح ثمن علبة حليب الأطفال الصغيرة يعادل أحياناً 50 ضعف المرتب الشهري ومات من جراء نقص الغذاء والدواء مايربو على المليون ونصف المليون طفل وشيخ من أبناء العراق وأهله وبعدما أشتد ما أشتد بالناس من تداعيات الحصار .... استأذنت والدي الذي يمتلك مكتبة ضخمة جمعها طيلة مسيرته في الحياة وقمت بتعزيزها بالكثير من الكتب والمجلدات وعيون النتاجات الأدبية والفكرية ... حيث كان للمكتبة أثر كبير في البناء النفسي والفكري بالنسبة لغالبية العراقيين كما هو معروف ... عموما وهذه المرة الأولى التي أذكر هذا الموضوع وهو أني قمت ببيع محتويات مكتبتنا وليسامحنا الله بسبب تلك الظروف ... وبعتها في أحد أيام الجمعة من شهر نيسان سنة 1996 ولم أكن أتمكن من نقل محتوياتها حين ذاك الى شارع المتنبي لأنها كبيرة للغاية لذلك اصطحبت بائعا من شارع المتنبي الى منزلنا ليطلع عليها ويثمنها وقد قام بعد ذلك بشرائها .... وهذه القصة هي أقوى وأرسخ وأشد تأثيرا في نفسي من كل ما قرأته في حياتي ... أما الان فأنا أقوم بتأسيس مكتبة متواضعة لا تغني ولا تسمن من جوع ... فالذي جمع خلال 100 سنة هي عمري وعمر والدي لا يعوض بسنوات معدودات ... وأحمد الله على توافر العديد من الكتب والمؤلفات على الانترنت ولولا ذاك لكان الله أعلم بحالنا في هذه الغربة الفكرية التي تسيطر على عصرنا هذا.
عذرا للأطالة
وأعلم أن اجابتي لم تكن وافية شافية
الا انها الحقيقة
التي ما اعتدت أن أخفي منها شيئا
مودتي واحترامي