الأستاذ الفاضل صباح الزبيدي المحترم (قرأتمقالكم الكريم "ديمقراطية الفوضى والدمار" )عزيزي القارئ الكريم ..
امامك الان مقالة بعنوان : الأستاذ الفاضل صباح الزبيدي المحترم (قرأتمقالكم الكريم "ديمقراطية الفوضى والدمار" ) وكانت هذه المقالة كرد علىمقالتي (ديمقراطية الفوضى والدمار ) .. ارجو الاطلاع عليها ثم متابعة رديعلى هذه المقالة من خلال مقالتي : (قرأت مقالكم الكريم "ديمقراطية الفوضىوالدمار") ... ( 1 )
==========
الأستاذ الفاضل صباح الزبيدي المحترم
قرأت مقالكم الكريم "ديمقراطية الفوضى والدمار"
وفي الوقت الذي أحيي فيك روح النقاش الهادف أود ان أشير الى مسائل معينة تطرقت إليها في المقال وهي:
مايشهده العراق هو ديمقراطية الفوضى والدمار
الوضع الحالي للصحافة العراقية
الادعاء ان الأهداف الإستراتجية الأمريكية في العراق هو السيطرةوالهيمنة على ثروات ومقدرات العراق ومحو هويته وثقافته وتفكيكه وتقسيمهليسهل تذويبه والهيمنة والسيطرة على ثرواته ومقدراته.
"مدى الاضطهاد الذي يعاني منه الشعب الأمريكي من قبل النخبة الحاكمة المدعية للديمقراطية"
وأود ان أوضح لكم حقائق معينة بخصوص ما تفضلتم بطرحه:
ان مايشهده العراق حاليا يختلف تماما عما عايشه العراقيين خلال الخمسوالثلاثين عاما المنصرة فهذه هي المرة الأولى في تاريخ العراق الحديث تجريانتخابات حرة ديموقراطية ويصوت الشعب العراقي ولأول مرة بحرية مطلقةلاختيار اكثر من حزب او شخصية سياسية او دينية ولأول مرة يختار حكومةتعددية شاملة تمثل كل أطياف الشعب العراقي وليس جهة او نظام سياسي معين. هذه هي المرة الأولى التي نشاهد وعلى شاشات التلفاز نقاشات سياسية حرةلمواطنين عراقيين يعترضون على سياسات الحكومة العراقية في جوانب معينةويبدون أرائهم بكل حرية وثقة ان أرائهم سوف تشاهد وتنشر وتناقش من قبلارفع المسؤولين في الحكومة والبرلمان, ونظرة سريعة الى إعداد الصحف ومحطاتالإعلام العاملة حاليا في العراق ومقارنتها بما كان عليه الإعلام العراقيأيام النظام السابق سنرى خلالها الفرق الشاسع بين العهدين.
لم يحدث قط وخلال مايزيد على ثلاث عقود من السجن والتهجير والمقابرالجماعية لم يحدث قط ولو لمرة واحدة ان نشرت صحيفة عراقية او محطة إعلامعراقية ومن داخل العراق ان نشرت رأيا او موضوعا يعارض سياسة النظامالسابق! ومن السخرية ان تكون نتيجة الانتخابات الصورية التي يفتعلها نظامصدام والتي يكون هو المرشح الفذ الوحيد فيها ولأسباب نعرفها جميعا تكوننتيجة تلك الانتخابات الهزيلة والهزلية دائما: 99.99 من الشعب العراقي صوتلصدام قائدا للأبد ( ومن المضحك ان انتخابات صدام تبدءا في الساعة الثامنةصباحا وتعلن نتائجها في العاشرة من صباح نفس اليوم باالتاكيد فان عمليةفرز الأصوات تجري دائما بطريقة سحرية صداميه يعرفها العراقيين جميعا)!!! وبالنسبة الى أصوات الملايين التي هجرت وسجنت وقتلت على أيادي صداموزبانيته فإنها بالتأكيد كانت لاتعد لأنها ووفقا لقوانين صدام : متآمرة,خائنة , غير عراقية, عميلة, ووو.......
وللتذكير فقط: فان الشعب العراقي وخلال هذه السنوات الأربع لم ينتهي بعدمن استخراج ضحايا المقابر الجماعية والذين دفنوا أحياء في عهد صدام.
وبالنسبة لما أسميته نهب ثروات العراق فان الشعب العراقي يعرف بالتأكيدالفرق بين المستوى المعيشي الحالي للفرد العراقي مقارنة بما كان عليه إبانعهد النظام السابق ولمن كانت تعطى أموال الشعب العراقي! وكيف أهدر صدامثروات العراق في حروب مستمرة ضد ابناء الشعب العراقي وأبناء جيران العراقعلى حد سواء, ومسألة ان الولايات المتحدة باقية في العراق لتفكيكه وتقسيمهليسهل تذويبه والهيمنة والسيطرة على ثرواته ومقدراته. ان مايشهده العراقحاليا من تطور اقتصادي نوعي وكمي يناقض تماما ما تفضلتم به: لقد أنفقتالولايات المتحدة مايزيد على 410 مليار دولار في الحملة الأميركية فيالعراق وتأكد أنها مستعدة لبذل المزيد لمساعدة الشعب العراقي في بناء عراقحر آمن ينعم فيه جميع ابناءه بالخير والمساواة. وبالنسبة لمسألة تقسيمالعراق فان الحكومة الاميريكية من اشد المعارضين لتقسيم العراق بأي شكل منالإشكال وتحت أي ظرف من الظروف.
وبالنسبة لما أسميته "مدى الاضطهاد الذي يعاني منه الشعب الأمريكي من قبلالنخبة الحاكمة المدعية للديمقراطية" أنا متأكد انك لو نظرت الى أعدادطالبين الهجرة الى للولايات المتحدة ويضمنهم العرب والمسلمين الهاربين منالظلم والاضطهاد في بلدانهم الأصلية والراغبين في العيش بسلام وحرية في ظلنظام ديمقراطي يتمتع فيه الجميع بنفس الحقوق والواجبات ولهم الحق الكاملفي التعبير عن الرأي بكل حرية وآمان. ولو سئلت ملايين المهاجرين ومن مختلفالجنسيات والأديان لو سئلتهم عن سبب رحلتهم ملايين الأميال وهجرتهملأميركا فسوف يكون جوابهم هو : هربا من قمع وبطش أنظمتهم ورغبة في فرصةأفضل للعيش بسلام كمواطنين أحرار وإنني او أي مواطن أميركي لو شانا تغيرقرار او شخص ما في هذا البلد فسوف نغيره بكل حرية وأمان ابتدءا من الرئيسجورج بوش شخصيا الى آخر مسؤول في الحكومة الاميريكية وللتوضيح فان القيادةالامريكية الحالية وكل القيادات التي سبقتها خلال الخمسمائة سنة الماضيةقد أتت للحكم عن طريق انتخابات ديموقراطية وليس عن طريق وراثة عرش اوانقلابات عسكرية.
علاء هادي
القيادة المركزية الأميركية لشؤون الشرق الأوسط
هذا التصريح صدر بموافقة مكتب العلاقات العامة في القيادة المركزية الأميركية.
==========
قرأت مقالكم الكريم "ديمقراطية الفوضى والدمار" ... ( 1 )بقلم : صـــــــباح ســـــــــعيد الزبيــــــــدي
عندما تنتمي افكارالمثقف الى واقع الدول والانظمه التي تسيره عندها تكونمشكلة المثّقف مع عقله لأن عقل المثقف ليس هو عقل المثقف فحسب، بل عقل "الواقع" الذي يرغب في أن يكون تابعا اليه.. وهكذا نرى في الوقت الحاضرشكلا جديدا من اشكال النقد يغلب عليه اضطهاد الذات ونراه يقف ضد الطبيعةمبتعدا من الإصغاء للذات وللآخر وتحوّل الناقد إلى وثن أو شبه وثن يخدممصالح هذه الدول أو تلك!. ورافضا السماح بإقامة حوار مع العصر يستخدم فيهالعقل السليم.
واود ان اوكد على اعتبار النقد ليست عملية تجريح أو تعداد لعيوب ومثالب لاتنتهي، وانما النقد هو التحليل الدقيق بغية تحديد مواطن الضعف وأسبابالعجز والمؤثرّات المؤدّية إلى وجوه العيوب والنقائص. اي ماارغب فيالاشارة إليه هو نقد هادف في تدرّجه، إيجابيّ في حصيلته.. وأنه لا يجوز أننتقبّل أو أن نرفض رأياً من الآراء مالم تتوافر الأدلّة والشواهد الكافيةعلى صدقه أو كذبه.
لذلك عزيزي القارئ الكريم انني لم اكتفي بالصمت لانني املك القدرة علىالالتزام بالصدق والاستقامة النقدية.. واليك يااخي علاء هادي هذا الرد لـ (قرأت مقالكم الكريم "ديمقراطية الفوضى والدمار") ... http://www.aliraqaljded.com/modules....ticle&sid=1875
والذي ارجو ان لايكون رسالة شخصية ، انما تقييما لحالة يرثى لها سببتهاالسياسة الفاشلة للادارة الامريكية في نشر الديمقراطية بالعراق.
أن أمريكا لم تعُـد تعني بالنسبة لشعوب العالم ما يمثله تِـمثال الحرية منقِـيم نبيلة، ويجب ان لاننسى ماقاله الفيلسوف الساخر برناردشو و هو يخاطبأحد الامريكان منتقدا تمثال الحرية و ساخرا من ظلم الامريكان:
إني أرى أنكم تقيمون تماثيل لموتاكم العظام
بهذه الكلمات اوفر لك عزيزي القارئ الادلة والشواهد على فداحة السياسة الامريكية في العراق وعلى اساس ( وشهد شاهد من اهلها).....
فالدكتور زبجنييف بريجينسكي، مستشار الأمن القومي الأمريكي في عهد الرئيسكارتر، ذكر في كتابه الجديد بعنوان: "فرصة ثانية - ثلاثة رؤساء وأزمةأمريكا كقوة عظمى.
من ان الرئيس الحالي جورج بوش الإبن، يستحق تقدير "فاشل"، لأن سِـجِّـلهحافل بالكوارث والمصائب، وفي عهده انحدرت قُـدرة الولايات المتحدة على حشدالتأييد الدولي وتشكيل الحقائق على مستوى العالم، كما أن الولايات المتحدةتورّطت تحت رئاسته في حرب كارثية في العراق، وأصبح المجتمع الأمريكي أسيراللخوف والعزلة.
واكد نسمع الرئيس بوش يتحدّث بفخر عن الديمقراطية الوليدة في العراق،بينما لا تتواجد حكومة العراق، التي يسميها بالديمقراطية خارج المنطقةالخضراء، وهي أساسا قلعة عسكرية أمريكية في قلب بغداد.
واضاف ان الديمقراطية لن تأتي على أسنّـة الرماح بفرضها بالقوة الأمريكية المسلحة.
خلال الشهور الأولى من بداية عهد الرئيس جورج بوش عام 2001، ترأس نائبالرئيس ديك تشيني اجتماع "فريق مهام"، لبلورة إستراتيجية طاقة أمريكيةجديدة وأحيطت اجتماعات هذا الفريق بسرية تامة، حتى عن أعيُـن الكونغرسالأمريكي، المعني الأول بمثل هذه الأمور القومية الحساسة، لكن تبَين لاحقاأنه (الفريق) ضمّ نُـخبة من كبار المخططين والمحللين المرتبطين مباشرةبشركات النفط الكبرى الأمريكية، الذين احتلوا لاحقاً مناصب كبرى أيضاً فيإدارة بوش..
حين سئل تشيني في وقت لاحق عن حقيقة ما جرى تداوله في الاجتماع السري لـ "فريق المهام"، حول إستراتيجية الطاقة، رفض مجدّداً الكشف عن تفاصيله،لكنه قال: "الديمقراطيون يعلمون قبل الجمهوريين بأن العراق والشرق الأوسطيحتويان على ثلثي النفط العالمي وبتكلفة إنتاج زهيدة، هناك تكمنالجائزة".
لذلك فان مسألة النفط كانت في قلب جدول أعمال فريق المهام، الذي استنتجبأن تقلَـص الموارد البترولية العالمية وتزايد حاجة قوى كبرى صاعدة، مثلالصين والهند له، يفرضان على الولايات المتحدة تعزيز قبضتها على كل منطقةالخليج العربي، التي تحتوي وحدها على احتياطات نفط، تفوق كل ما يتضمّـنهالعالم مجتمعاً.
علما ان الفريق لم يُـوص آنذاك بالضغط على حلفاء أمريكا، مثل الكويتوالسعودية لفتح مناطقهم النفطية أمام الاستثمارات الأجنبية فحسب، بل دقّـقأيضاً في خرائط حقول النفط العراقية، موصياً بوضعها تحت السيطرة الأمريكيةالمباشرة، لأنها تتضمّـن ثالث أكبر احتياطي في العالم، بعد السعوديةوإيران.
هذه التوصية لاحتلال حقول النفط العراقية، والتي جاءت قبل أشهر عدة منأحداث 11 سبتمبر وما تلاها من "حرب عالمية ضد الإرهاب"، لم تكن الأولى مننوعها، فقد سبقها عام 1999 وثيقة للبنتاغون الأمريكي، صدرت خلال عهدالرئيس كلينتن، أكّـدت أن "حرب النفط" هي خيار "شرعي" للإدارة الأمريكية،كما سبقتها دعوات عدة للمحافظين الجدد لغزو العراق.
وكتب النائب دانييل كوسينيش: "الكل بات متأكداً الآن أن غزو العراق تم منأجل النفط. كل هذه الأرواح والأموال الهائلة، أزهقت من أجل السيطرة علىالنفط"، وأضاف: "مشروع القانون الداعي إلى خصخصة النفط العراقي، يؤكدالهدف الأصلي للحرب، ويتعيّـن على الديمقراطيين ألا يكونوا طرفاً في هذاالخرق الأخلاقي الفاضح".
أن القرار الذي اتخذه الكونغرس الأمريكي، والداعي إلى الانسحاب من العراققبل مارس 2008، تضمن بنوداً غامضة، دفعت العديد من المراقبين إلىالاستنتاج بأن المقصود هنا، ليس الانسحاب الكامل، بل إعادة نشر القواتالأمريكية، وهذا الاستنتاج تؤكده، على أي حال، الأنباء المتواترة عن بدءاستعدادات أمريكية مكثّـفة لنقل مُـعظم القوات الأمريكية إلى شمال العراق،التي يسيطر عليها حلفاء واشنطن الأكراد، وإلى بعض مناطق الجنوب العراقيالقريبة من حقول نفط الجنوب.
فالسيطرة على نفط العراق وبقية أنحاء الخليج، لا يقتصر هدفه على تأمينحاجة أمريكا من الوقود، (برغم أن سكانها الذين يشكِّـلون 5% من العالميستهلكون 25% من طاقته)، بل يتضمن كذلك تأمين الزعامة الأمريكية الدولية،إذ في عالم، حيث القوة العسكرية والاقتصادية للأمم، تعتمد بشكل أساسي علىواردات النفط، فإن سيطرة أمريكية أكبر على البترول، تعني نفوذاً أقللمنافسيها على السلطة العالمية.
ونتيجة لهذه الحقيقة المرة التي يعرفها كل ابناء العراق الشرفاء وفي اطارهذه الصورة المأساوية فان مايحدث في عراقنا الجريح لايمد للديمقراطية بصلةوليس أمام العراقيين عمليا سوى الوحدة في المواقف والخنادق في مواجهة حروبالدم الإجرامية ...
صـــــــباح ســـــــــعيد الزبيــــــــدي
بلغراد – صربيا
12/04/2007
* شكرا والى اللقاء لمتابعة الحلقة القادمة.
==============