( الـــربـــــيـع )
عـَـطـــرتَ أنـفـى بالـشـباب تـَـنـَـشـَقَ الأمـَــــلَ الـمُـطـيـعـا
ومـَـــــلأتَ عــيـنـى بـالـجـمـال تـقـلــدَ الـحُـســنَ الــبديـعـا
وسَــرَت يــداك أنـــامــلا للــكــــون تـجـــتـاحُ الـضــريـعــا
ومَـشَـت رؤاك أصــائـلا للـحُـســن تـسـتـهـوى الـرضـيـعـا
كُــل الـرياضٍ نـَســائمٌ هَــبًـت بـطـيـب عـبـيـرهـا يـنـبـوعـا
وبكـل أرضٍ زيــــنـةٌ فــتــنــت نـضـارة نـبـتـهـا تـرصـيـعـا
وكـــأن أعــــمـاقَ الــــوجــودِ مُــصَـــوٍرَاً فــتن الـصـنـيـعـا
فــغــَمَــرتَ روحـى نــشـــوةً سـكـرى وإبـصــارا ســمـيـعـا
فــَــــرأيـتُ فـى عــشـق الـخمــائل للــنــدى سِــــرا أُذيــعــا
وسَـمـعــتُ فـى هـمــس الـبـلابـل للــفــضـا فــــنا رفــيــعـا
ولـمـحـــتُ آفـــاق الــوجـــود تـبــخــتـرت خِـصــبا ذرِيـعـا
وشَـمــَمـتُ أجــواء الـحـيـاة تـنـفـــسـت حـُـــبـَــاً جـمــيـعـا
قــد شـَـفً مـعــنــاكَ الـخــفـى وإن أتـى ومـضـى ســـريـعـا
وكــــأنً روحَــــك مِـــنـحَـة بـعـثـت بــهــا عَــدنٌ شــفـيــعـا
لـنـرى الـجـمالَ مُـجَـسـداً فـى الأرض نــعـشـقـهـا رجـوعـا
فـالـنـهــرُ جـَــادَ بـمُـلــــكِـه لـــــــلأرض ســلـسـالاً نـقـيـعـا
والـحـقــلُ يـنـسـج ثــورة خـضــراءَ تـخــتـرمُ الـصَــقــيـعـا
والـــوردُ يـحـكــى قـــصـة الــنــــبــلاء جــــَـوَاداً صــريـعـا
والــزهــرُ يُـكـــبـِرُ هـِـمَــة الأحــــيـاء مِــعــطـاءً شــجــيـعـا
والـطـــيرُ يـَـمـــدحُ عــــــودة الإنـمــــاءِ نـــشــوانـاً وديـعـا
والـحُـسـنُ يَـتــلـو ســـورة الإبــداع يـسـتــدنـى الـفـظــيـعـا
والــبَــذلُ يُـعــلـى آيــــة الإيـــــثـار يـسـتـجـــدى الـمـنـيـعـا
والـكـون يُـجـــلـى حِـكـمـة الإعـطـاء يـسـتـهـدى الـرقـيـعـا
ويـقـــول لــو دام الـعــطــاءُ لـــدامــت الــدنــــيـا ربــيـــعـا
************
شعر / علاء البعبولى