والت وايتمان .الكل المتكامل
ابن مانهاتن انا .
أنا المشاغب التلقائى
أنا الحساس.
أنا الأكولِ الشروب
الشهوانىّ المذرار
لستُ عاطفياً
ولا أترك زمامى للأخرين
لستٌ أكثر تواضعاً من دعي
أقتلعُ مزاليج الأبواب
بل أقتلعٌ الأبواب من مفاصلِها
كم دُستٌ على من حاول يوماً إذلالى
وبالرغمِ مما يقال
.. وبالرغمِ مما يكون
ففى النهاية
الأمور تعود لي .
فى داخلى التيار و الفهرس
فمن خلالي نفحات الروح تندفع وتندفع
أفضل كلمات الزمن الأول
وٌا رسم طريق الديمقراطيةِ
اُقسمُ بربى ..
أنى لن أقبل أو أرضى بشىءٍ لا يٌقبل
ولن أرضى بندِ بنفسِ القياس
من خلالي طالما انكتمت اصوات ..
أصوات أجيال طويلة من العبودية
أصوات المساجين
و المرضى واليائسين
أصوات اللصوص
وصرخاتِ الاطفال المجهضين
وستخرس عصوراً من الحضارةِ والرقى
والروابطِ التى تعيدُ ربط النجوم
والأرحام ؛.. وبذورِ الرحمة
وحقوقِ اولئك الذين يريدهم الأخرون تحت أقدامهم
اولئك الحمقى المنبوذون
السوقيةِ خنافس الروثِ المهملون .
أنا لا أكتم بيدي فمي
أنا اوفق برفق بين قلبى وعقلى
أؤمن بالسجيةِ وبالشهوات
كل جزءٍ منى معجزة
كَونى أرى ؛ أسمع ؛ أشعر
كل هذه معجزات
تجعلُ منى قديساً
يطهر بى كل شىءٍ ألمسه أو يلمسنى
فأريجٌ ابطى أعطر من روحِ الصلاة
والنفس التى بداخلى أقدس من الكنائس
من الأناجيل
بل أقدسُ من الإيمان
اذا خُيرتٌ أن أعبد شيئاً
فحتماً سيكون احساسات قلبى
أو جزء منه أياً كان
نصفى الشفاف هو أنت
والأفاريز الظليلةِ انت
وراحتى أنت
وكل عطاءاتى ستكون انت
أنت يا دمى الغزير الأحمر
يا نهرى المتدفقِ بالعطاء
يا خلاصة حياتى الشاحبة
الصدر العاصف ضد الكل
سيكون انت
وعقلى سيكون مصدر رغباتك الغامضة
جذر قصيبةِ الماء
وشنقبِ البركةِ المذعور
وحضن البيض الآمن
سيكون أنت
تنازع الأهواء فى داخلى
ولحيتى وحاجبىّ
سيكون انت
نسغ القيقبِ المتلألئ
ليفِ الحِنطةِ الخشن
سيكون أنت
الشمس الكريمة الساطعة
ستكون أنت
البخارِ الذى يضىء
ويعتم فى وجهى
سيكون أنت
ستكون أنت جداولى النضحة
عضلاتى المفتولةِ أنت
فروع أشجار السنديان النضرة
المشردِ المغمورِ بالحبِ فى دروبى المتعرجة
سيكون انت
يدٍ صافحتها
وجهٍ قبلته
فانٍ لامسته
قد يكون أنت
أهيمٌ بنفسى
وكلِ قطعةٍ مِنى هى عبِقةٍ بالترف
فى كل لحظة
ومهما يكن
فبهجتي دائمة
أهٍ ..كم رائع أنا
لا أتخيل أن تثنى كواحلى يوماً
ولا أين ستولد أمانىّ البائسة
ولا أسباب إنبعاث الصداقة
أو دواعى خبوها ثانية
أتوقف حينما أمشى منحنياً
أسائلُ نفسى أحقاً فعلتها !
فمنظر صباحىٍ جميل
أرنو إليهِ من شرفتى
هو أروع من كلِ ما تحتويه كل ميتافيزيقا الكتب
ذلك الضوء الهزيل
الذى يجلو غمامةِ الظلالِ الهادئة
ومذاق الهواءِ المنعش الذى يروقنى
ويدفع بحركةِ الحياة فى وثباتٍ بريئة
لتثور فى صمت
وتعود لتتجدد بالنضج
منطلقة ما بين الصعودِ والهبوط
شىءٍ ما لا أستشفه
غُلِف بنشوةٍ صاعدةٍ كنسيمِ البحار
تغمر السماء بعبيرِ الجنة
السماء تنسحب على الأرض
وأخيراً يوم اللقاء النهائى
حانت لحظة التحدى
ذلك التحدى الذى رماه الشرق قبلا فوق رأسى
أيها الهازىء المتهكم
سنرى ..
من مِنا سيخط بيدِهِ
حروف النهاية .
***
من المجموعة الشعرية للشاعر الامريكي الكبير والت وايتمان"أغنية عن نفسي"
ترجمة.رزاق الجزائري.
تعديل لفظي و تنسيق شعري.الشاعرةالمتألقة."عواطف حافظ"