البلاء الأعظم...
كان يتباهى بتاريخه الثوري,بنظافة يده وحرفه البحار بعناية, يحار أين يذهب بتلك الخيوط الذهبية وتلك القريحة السخية.
بات على يقين أن حرفه فتيل قنبلة تثير الجماهير حتى كلاما وحوارا..ولا يصدق بينه وبين نفسه أنه كذا بكل جداره!!!!
حتى أن غروره المحبب جعله ينظر للجماهير باستهتار غر يب!! يتساءل عن هشاشة تفكيرها الذي يثار بسرعة رغم عدم جدوى ما تقوم به.أم هو أمر إيجابي يدعوه لليقين بأنها حيه؟
تشرف باستلام دور قيادي معنوي جعله يتغاضى عن ثغرات فاضحه في حياته التعيسة..وهو أكيد أن ثمنا غاليا كان قد دفع قديما ليكون كما كان!
بات على علم أن حرفه لا يروق شريحة خاصة في المجتمع,إلا أن الطريق السالكة أمامه تغريه بالمزيد...
اقترب منه أحدهم ذات يوم:
-أنت تستحق الكثير عرفانا بصنيعك وعطائك سوف أدفعك للأمام, سوف تأتي بلقمة يومك في بحبوحة لم تكن لتحلم بها يوما ما.
-هل أنت متأكد من نظافة ما تقول؟
-أنا دخلت هذا العالم من أبوابه العريضة.لا تسألني ماذا جنيت, شيء خيالي حقيقة, وأنت تستحقه بجدارة, سوف أكون بالجوار دوما.
- مم حسنا.
كان أول مبلغ دفعه من دمه وروحه المتعبة..لقاء تيسير فرصة عمل !!!لم تتضح له تلك الفكرة إلا متأخرة ...
وتتالت الطلبات الغريبة !!!
همس آخر:
-هل تعلم أين ذهبت نقودك؟هل تعلم أنت تدفع من اجل ماذا ولمن؟هل تعلم إلى أين ذهبت بياناتك؟
عندها نظر إلى الجماهير...فهم لماذا كانت تصحوا متأخرة..
أم فراس 12/10 -2008