هذه مقالة
للصديق الكاتب محسن الصفار
أحببت أن تشاركوني فيها لأنها مهمة ومفيدة
حسنات بالكيلوات
بقلم - محسن الصفار
استغفر الله ربي العظيم و أتوب إليه , كان يرددها سعيد وهو يمسح من جهاز الكمبيوتر عشرات الرسائل التي تعد من يعيد إرسالها بالجنات ونعيمها والأجر والثواب بلا عدد أو حساب ومن يهملها أو يحذفها بالويلات والثبور وعظائم الأمور .فمنذ أول رسالة من هذا النوع وصلته وهي تحمل احد الأدعية ويدعي صاحبها أن هذه الرسالة تنجي من يقراها ويعيد إرسالها إلى 20 شخص من عذاب القبر ورسالة أخرى تحمل حديثا نبويا ينجي قارئه من الفقر وأخرى تحمل عبارات دينية تنقذ من عذاب النار حتى تملكته الرغبة في الحصول على كل هذه الحسنات وصار كلما استلم رسالة أعاد إرسالها لكل من يعرفه وهو فرح بأنه أصبح يمتلك من الحسنات والأجر والثواب ما لا عد له ولا حصر !!
ولكن الريبة تملكته بعدما أحس انه بعد كل هذه الرسائل صار يملك من الحسنات ما يجعله في مصاف الأنبياء والعياذ بالله فقرر أن يستفسر من شيخ الجامع الذي يصلي فيه , ضحك الشيخ وقال له :
- يا أخ سعيد هل الحسنات حلوى كي توزع بهذه السهولة ؟ضربة واحدة على الكي بورد وأصبحت تمتلك 10 ألاف حسنة ؟؟فعلام إذا التصدق والعمل الصالح وكفالة اليتيم وإطعام الفقير إذا كانت الحسنات تأتي من مجرد إعادة إرسال رسالة وتوزيعها ؟
خجل سعيد وقال :
- ولكن يا شيخنا هذه الرسائل تحتوي على أحاديث نبوية شريفة
- حتى لو كانت أحاديث صحيحة وموثقة فان نشرها لن يجلب لك الأجر والثواب بهذا الشكل المبالغ فيه (واسترسل ضاحكا) ولو كان الأمر بهذه السهولة لتركت إمامة المسجد وتفرغت لإرسال الرسائل ليلا ونهارا !!
- ولكن يا شيخنا ماذا يستفيد من يكتب هذه الرسائل ؟
- الله اعلم بنواياهم , ربما يريدون ترويج بعض الأحاديث الضعيفة أو ربما يريدون الهاء المسلمين بهذه الرسائل وإيهامهم بأنها تجلب لهم الأجر والثواب بدلا من التعب والسعي وراء العمل الصالح وكما اخبرني احد الإخوة من متخصصين الكمبيوتر إن هذه الرسائل تحوي برنامجا أو فيروسا خفيا يمكن من تتبع الرسالة والحصول على العناوين البريدية التي وصلت إليها كي تستغل في الدعايات , ومهما كان السبب فان المرسل لا يبتغي رضاء الله تعالى من هذا الأمر وأقولها لك بصراحة
لا ترسلها فلن تؤجر !!