Originally Posted by
ريمه عبد الإله الخاني
سلمتها أسراري..
مازالت عيناها تحاصرني, تذبحني من الوريد للوريد...تقتل في ّ َ بعض أمل...
مازالت تنظر إلي نظراتها الساحرة الحارقة التي تحيرني...تخترق صميمي, بحر من الكلمات لم تعد تخرج من فمي...شيئا.. ألجمتني تلك النظرات,.لم تعد تسمع لأسئلتي..صماء بكماء لا تتكلم...على مايبدو.
مازالت تضع جدارا معتما منيعا يحول دون نفوذي لداخلها.....
تصرخ في داخلي بصوت مبحوح...فأحاول أن أشيح عن خاطري لمحاتها الحزينة..
-أنت لاشيء ..لاشيء أبدا.. كل تلك القصور بنيت على ماء...بقواعد في الهواء...إنها آيلة للسقوط..
عندها سرت وحدي...عبر نسمات حريريه تداعب وجنتي الدافئتين...ابتعدت عني قليلا, لاستمتع ببعض سرور..
لم يبق لي سوى ضوء القمر يلاعبني...تركتها هناك ..وتسللت محاولة الهروب بصمت....
أكملت طريقي, لا ألوي على شيء...سوى ممارسة طقوس الوحدة...أتلفت يمنة ويسرة...
كل ما أراه نهج الأقدار نتاج الأفكار...تعود لتحرق من جديد بقايا خطرتي...
كل تلك الرموز التي مررت بها غلفتها ألغاز لم أعد بحاجه لفكها..سوف أدعها وشانها لأنها لم تعد تعنيني..
قد فات الوقت...
هل فعلا أنا لاشيء؟مؤكد هناك بعض نور في الدرب.بعض .بصيص نور في قلبي...
وإذا بالطريق ينير لي فأرى أشياء...وتكثر الزحمة,تلفحني النسمات أكثر فأكثر..كنور شمس يفتح العيون...
رفعت يدي فانا لا أرى جيداً...كانت كإشعاعاتها القوية..تخترق الجفون.
ظهرت لي فجأة ...يا لغرابة هذا الوجه..القاسي الملامح, الحازم النظرات...قامتها أشبه بأحد أعرفه...
كدت أذرف الدمع..لكني استجمعت قواي لأصرخ:
-اتركيني وشأني...
لتصفعني بقوة أمام الجمع!!!
أقع أرضا..يلملمني الناس...
أدفعهم لألحق بها...يجب أن أضع حدا لهذه المهزلة...
شيء ما سقط مني...
أحاول من جديد الوقوف...
عندها فقط...
أحسست أنني صرت أحسن حالا!
أزلت غبارها عني...
وفقدتها للأبد...
أم فراس 29 /8 2008
ريما الخاني
مساء الورد
قصة تنتمي إلى أسئلة القلق الوجودي
اعتمدت أسلوب الحوار النفسي
وهو أسلوب أحد مبتدعيه الكبار جيمس جويس
الحوار الداخلي مع النفس
أعمق ما يكون الحوار
ثم التصدي ...للسلبيات في هذه النفس وللتردد
وللتشكك وعدم الثقة
لا بد أن يحدث هذا التصدي وتلك المواجهة
وحين ينتصر المرء على نفسه
يحقق شيئا عظيما
حين يستطيع أن أن يطرد شيطان نفسه الموسوس له بالضعف والإستكانة
يتحول جذريا
لذلك تجد القاصة نفسها أصبحت أحسن حالا حين سقط منها شيء
وفقدتها للأبد
الجميل في القصة
هو الوصول إلى نتيجة حاسمة بعد هذا التردد والمكاشفة
شكرا لك
وتحياتي