العوالم المتوازية:
عالم الشئ، محيطه وجوه وكل الموجودات فيه، فعندمانتحدث عن عالم النبات، نعني به عالم الأشجار والأثماروالخضار، وكلمايتفرع ويعود لمايمكن أن نتعارف عليه نباتيا. ومثله عالم الحيوان، فهو إيضا عالم الأنسان العاقل، وعالم الحيوان الغريزي الغيرالعاقل. وكل من هذه العوالم تنقسم إلى عوالم ثانوية كثيرة متنوعة، فعالم الحياة يمكن أن يكون نباتيا، ويمكن أن يكون حيوانيا، وهكذا لكن بالنسبة لوعي الإنسان العاقل، يمكن تقسيم العوالم إلى قسمين رئيسيين:
1-عالم المحسوسات: وهوالعالم الذي نحتك به مباشرة أوبواسطة.
2- عالم غيرالمحسوسات: مثل عالم الجن والعوالم الروحانية الأخرى، وهي مانطلقه عليه عوالم مابعد الطبيعة.
يمكن تقسيم عالم المحسوسات إلى عالمين متميزين:
عالم المحسوس بدون واسطة: مثل العوالم التي نتحسسها بحواسناالخمسة.
عالم المحسوس بواسطة: مثل العوالم البعيدة جداوالتي تحتاج لواسطة تقريب، كالمراقيب(التليسكوبات) وسفن الفضاء.. والعوالم المتناهية في الصغر، والتي تحتاج لوسائط تقريب، كالمجاهر(الميكروسكوبات) أوتقنيات التضاؤل المرتقبة مستقبلا، والتي تحول الإنسان إلى كائن ضئيل الحجم، ليسافر بالواسطة إلى أبعد الإعماق المجهرية.(ممكن جدا ذلك في المستقبل، بعد أن نجح العلماء في إيقاف الضوء وتهشيمه كطاقة، وسوف لن يطول الزمن ليتحول الإنسان إلى طاقة ضوئية!!!!تعبرالمسافات الشاسعة بسرعة الضوء)
وتحت تلك التقسيمات يمكن إدراج ماشاء الله من العوالم:
عالم الحياة:
هوالعالم الذي نتحسس دبيب الحياة فيه، كعالم الحيوان والنبات.
عالم الجماد:
هوالعالم الذي لم نكتشف بعد أي دبيب للحياة فيه.
وهنا وقفة تأمل، نحن لانحس بحياة في الجماد، لكن الجمادالميت(كمافي مقاييسنا) من قال بإنه لايشعربنا؟؟ ومايدريناإن كان الجماد مستخف بنا، ولايعيرناأيةأهمية؟؟
فالجبل العالي الوعر، يشعرنابصعوبة تسلقه لنلعنه!! وهونفس الجبل الذي تحدانا بصعوده، تلاشى ودك دكا، حينما تجلى له الباري، كما في قصة موسى مع الله.
لذلك إن كان هناك من ينكشف له الحجاب، ويكرم بكرامات خاصة من الله، يستطيع أن يأمرالجبل بالأنزواء والخفاء، فهوإذن تمكن من العبورلعوالم متوازيه معه، قد لايستطيع التواصل معها حياتيا، إن لم يعبرلعالمها.
عالم الإنسان العاقل: وهوعالم واحد لكل بني البشر. بمعنى هناك قواسم مشتركة لكل بني البشر، بغض النظر عن العرق والدين والعنصر وألأثينية والمنطقة الجغرافية التي يتواجد فيهاالكائن البشري.
عالم الحيوان، وينقسم إلى العوالم المرئية والعوالم المجهرية.
وهكذا.
لوتفكرنا في فهم العالم الذي نعيشه، لقادناتفكيرناإلى إن حواسناالخمس، وهي حاسة البصروالسمع والذوق والشم واللمس، هي مصادرأوأبواب تحسسنا، ومن ثم بدايات تفهمنا في تصورالعالم الخارجي وإدراكه.
فنحن نتصورثمرة البرتقال من مشاهدتناالمتكررة التي طبعت في مخيلتنا، شكلهاالكروي، ولونها البرتقالي، وشمنالرائحتهاالمميزة، عن بقية الروائح.
وبنفس الطريقة نميزصوت الإنسان المتكلم، عن نباح الكلب. أوحلاوة السكر، عن ملوحة ماء البحر، وهكذا تمييزنا لسائرالأمورالخارجية عن وجودنا والتي نتحسسهاونتصورهاتبعا لحواسناالذاتية.
ولودرسنا بعمق، كل حاسة من هذه الحواس، وآلية تحسسهاللمؤثرات الخارجية، لحددنابالضبط كيفية عملها، ومدى عكسهالحقائق الأشياء، وبالتالي حدود عملها.
فمثلا لودرسناحاسة السمع، لعرفنابإن مانسمعه ونميزه من أصوات مختلفة، يحصل نتيجة تخلخل في طبقات الهواء المنتقل من مصدر الصوت، إلى الأذن الخارجية للأنسان، ثم الوسطى فتحريك غشاء طبلة الأذن، وبدورهاتحريك عظام المطرقة فالسندان فعظم الركاب، لتحريك في سوائل الأذن الداخلية، وإنتهاءا بالعصب السمعي المميزللصوت في دماغ الإنسان.
إذن بصورة عامة، هناك مؤثرات خارجية تحدث بصورة منفصلة وخارجة عن الإنسان، فينتقل أثرهاإلى حواس الأنسان عبرالمحيط الخارجي الفاصل لها عن الإنسان، ومن ثم يتحسس الإنسان تلك المؤثرات، لتبدأ بعدهاعملية الفرزفي تمييز وفهم تلك المؤثرات بظواهرها، وعمل الحواس لأيصال تأثيراتهاإلى الدماغ الذي يقوم بالتفكيرلينتزع أسسهاوقوانينها.
إذن عالم المحسوسات يتكون من عوالم المرئيات والمسموعات ونضيف المشمومات والملموسات والمذاقات.
وكل هذه العوالم( واحدة) لبني البشر الواعي المفكر والباحث عن حقيقة الكون ومايكتنف غوامضه وأسراره. ونعني بكلمة (واحدة) هي كونها تؤثرعلى المتحسس لها بنفس التأثير، فمثلا خاصية تذوق الطعم الحلو، والإلتذاذ به، وميل الإنسان للأصوات الشجية و...و...الخ، إذهي واحدة في تأثيرهاعلى الإنسان الطبيعي السوي!!
ومادامت حواسناالخمس، تمثل أبواباتفتح لنالنحس بالعالم الخارجي! إذن يجب دراسة كل حاسة بدقة، لنعرف كيفية وحدود عملها!!
ولنأخذ مثالا على ذلك الأذن البشرية، لنعرف بإن فسلجتهاتسمع ذبذبات الصوت في حدود 20 هيرتز إلى 20000 هيرتز(الهيرتزهي وحدة قياس للصوت تساوي ذبذبة في كل ثانية) بمعنى كل ذبذبة تقع ضمن هذاالمدى من الترددات تتحسه وتسمعه الأذن البشرية.
المدى الذي تسمعه الإذن البشرية، يتضمن الكلام المفهوم المميز، والذي تقع ذبذباته الصوتية بين 300 هيرتز إلى 3400 هيرتز، ولكن مادون هذاالمدى، أوفوقه(300 هيرتز----3.4 كيلوهيرتز)تسمعه الأذن البشرية، لكن لاتميزه، وأيضا يتضمن النغمات الموسيقية والتي تقع مدواتها بين
(20 هيرتز----20 كيلوهيرتز).
لكن بعض الحيوانات، تستطيع أن تسمع مافوق الأصوات المسموعة بشريا، مثل الخفاش والحوت والدولفين، وبعض أنواع القوارض، حيث تستعمل صغارهاتلك المدوات التي تقع خارج الأدراك الصوتي للبشر، للتواصل مع صغارها. كماأكتشف العلماء حديثا ضفدع صيني، يستطيع أن يتواصل بالموجات الفوق صوتية ultrasounds.
وأيضاكمثال آخر،على حاسة البصر، فالعين تتحسس وتميزالأشياء، من أنعكاس الضوء من الجسم الملاحظ والساقط على شبكية العين. وشدة الضوء هي التي تقررإن كانت العين ستحس بالشئ وبعض تفاصيله والتي عكست الضوء على شبكيتهاأم لا. فالضوء الخافت قد لايعكس كل التفاصيل الدقيقة للمعكوس، وعندها لانرى ونحس، ومن ثم ندرك كل تفاصيل الشئ. وقد أظهرت التجارب، بإن طول الموجة الضوئية التي تكون فيها العين حساسة ومميزة بوضوح للأشياء هي من 500 إلى 600 مليمايكرون (يعني 10 مرفوعة إلى الأس -7 من السنتيمتر) ويكون أقصى تحسسها في 550 ملي مايكرون.
هذاهوتحسس العين للون الضوء الأبيض والذي هومزيج من الألوان الرئسية الثلاث الأحمر، والأخضر، وألأزرق، بنسب متفاوتة.
المهم من ذكرهذه الأمثلة هوتبيان حدود عالمناالذي نتحسسه عن طريق حواسنا لنكون تصوراتناالخارجية عنه!!
لكن السؤال الذي يقفزإلى فكرالمتابع هو، وماذا عن عوالم خارج المحسوس بالنسبة لنا؟؟؟
حواسناالمعروفة، قدتكون محدودة بالنسبة لنا!! لكنهاأوسع بكثيرعند الحيوانات، فمثلا حساسة الشم عندالكلب أقوى بكثيرمنهاعند الإنسان، وحاسة البصر عند الجوارح مثل الصقروالعقاب أقوى بكثيرمنهاعن حاسة البصرعند الأنسان.
والشئ بالشئ يذكر، فالمراقبون لسلوك الحيوانات، أكتشفوا الأعاجيب من قابليات هائلة عند الحيوانات لا يمتلكهابني البشر، ولاحتى يعرفونها أويفهموهاكل الفهم.
وبإكتشاف العلم للقابليات المتوفرة في حواس الحيوانات، والتي تتفوق على تلك عندالإنسان، مكن العلماء من ترويض تلك الحيوانات للإستفادة من قدرات حواسهاعلى خدمة البشر، في كشف الكثيرمن الأمورالتي تفشل حواس الإنسان العادي في كشفها والفصح عنها.
وللموضوع بقية: