ماذا يأخذ طلابنا من الغربيين سوى أشكالهم ومحاولة
إدخال مصطلحاتهم في لغتنا اليومية؟؟
لماذا عقدة الغرب تتفشى يوماً بعد يوم في مجتمعاتنا وجامعاتنا؟؟
ثمة إجابتين لهذا التقليد الغربي..أحدهما هو حب الظهور ولفت الأنظار وهذا بحد
ذاته مشكلة فعندما يشعر الإنسان أنه فارغ يعمد إلى تلوين القشور وتزيينها
لتلفت النظر إلى شكل جميل بلٌبٍ فارغ,
أما السبب الثاني فهو مشكلة اكبر عندما لا يجد الإنسان فيه كانسان عربي ما
يستحق الفخر بل العكس فيسعى إلى تقليد الغرب وبذلك يصبح غريباً.
في الغرب أمور تستحق أن نتعلم منها, هناك التقدم والرقي الفكري , هناك
انشغال حقيقي في العلم أو العمل طيلة اليوم قبل أن ينصرفوا لقضاء ما تبقى من
الليل في اللهو والسهر , لديهم تحرر فكري حقيقي من تقاليد وخرافات قديمة مازالت
للأسف تعشش في أفكارنا
لتضعنا في النهاية بدوائر مغلقة لا نفكر في كسر جدارها أو التخلص منها.
وفي أقصى حدود الانبهار بالغرب والسعي للتشبه بهم نجد أنفسنا غافلين عن
التقدم العلمي والتكنولوجي الهائل الذي حققوه استناداً إلى حضاراتنا السابقة ,
فلا نحن نجعل هذه الحضارة موئلاً ينير بداية طريق نبدؤه من جامعاتنا وينتهي بنا
عند قمم النجاح , ولا نحن نمسك من الغرب بشعاع تقدم ونكمل
دربنا على ضوئه.
أما من الناحية العقدية فكلٌ منا يعلم مدى تحريف الأنجيل والتوراة ، بغرار مانزل على نبيا محمد علية وعلى آله وصحبة السلام فهو محفوظ بأمر الله ، ومن الجهل أن نتبعهم في أعيادهم ومناسباتهم الدينية، لإننا بذلك نكون مخالفين لشريعتنا التي أمرنا بالتقيد بها .
وأكتفي بقصيدة الشاعر البويصري (العصر العباسي) في تحذيريه من التشبة بالغرب :
ضلَّ النَّصارى واليهودُ فلا تكنْ
بهِمِ عَلَى ُسُبل الهُدَى مَدْلُوُلا
والمدَّعو التثليثِ قومٌ سَوَّغوا
ما خالف المنقولَ والمَعْقولا
والعابدونَ العجلَ قد فُتنوُا به
ودُّو لو اتخاذ المُرْسلينَ عجولا
فإِذا أتَتْ بُشْرَى إليهمْ كَذَّبُوا
بهوى النفوسِ وقُتِّلُوا تقتيلا
وكفى اليهودَ بأنهم قد مَثَّلُوا
مَعْبُودَهُم بِعِبَادِهِ تَمثِيلاً
وبأَنَّ إسرائيلَ صارعَ رَبَّهُ
ورمى به شُكراً لإسرائيلا
وبأنَّهم رحَلُوا به في قُبَّة ٍ
إذْ أزمعوا نحوَ الشامِ رحيلا