خاطرة فكر : همُّ الشّـــعر
...لا بدَّ من مُصوّغ ٍلكلّ تلك الانفعالات المنهارة..والمتفجرة في آن ٍواحدٍ ..إذ لا بدّ من سبب ٍمقنع ٍلما يجري داخل هذه الكمية الصغيرة من الأنفـاس المتسرّبة عبر شرايين الفؤاد المغرم بحمّاه .
... إنه الهمُّ الذي يبحث عن سلواه النبضُ المسافرُ الغريب في دهاليز و أزقة قلب الشاعر، حيث مشاتل النعمان المترامية في أحضان رياض السنابل الذهبية ..عندما لا تجد النسمة ملاذا ولا مرتعا أرْيَحَ من وكرها الموشّــح بالأثير الفواح.
...لا شكّ أنّ الشعر لن يفتأ شاديا في قلبه الصغير،في عنفوانه المحسود عليه..رغم التحافه بالحجب الإلهية ، التي لم يكشف – بعدُ – عن سناءاتها الروحية المشتهاة.
... ولا شكّ أن الهمّ الذي يوقظ في العزيمة الهمّـةَ..هــو الذي يلهب أعطاف الزهور، فيستميح الجدولَ المسْفرَ ليـؤمَّ الروابي وسفوحَ الجبال و ثلوجَ المغارات..كيما تتمطـَّى الوهـادُ حدائقَ غنـّاءَ..و تؤوبُ الأوراقُ الميْتـة ُ..نغمـًا شجيًـا..على غوارب الدّوح المهووس بلحن الخلود.
..همّ الشعر محمله متعبٌ ومجناهُ شهيٌّ ..يسلي العواطفَ الكامنة َ خلف اليراع الحيران..و بحارًا تبعثُ في سكون الأديم مدًّا مستطيرًا..وجزْرًا قد لا يكون – بعده – مدٌّ ..قشيبٌ منتظرْ.
بيرين / الجزائر:2002