من شعر الإمام الشافعي رحمه الله
من هو الإمام الشافعي؟
هو أبو عبدالله محمد بن أدريس بن العباس بن عثمان بن بن شافع بن السائب بن عبيد بن عبد بن يزيد بن هاشم بن عبدالمطلب.
ولد بغزة في فلسطين على الأصح وفي رواية بعسقلان، وفي أخرى باليمن عام 150 هـ لذلك فهو مولود في بلد غريب بعيد عن موطن قومه بمكة والحجاز، توفي أبوه قبل أن يعرفه محمد ، وتركه لأمه، وكانت إمرأة من الأزد، فبدأ الإمام رضي الله عنه حياته وحليفاه اليتم والفقر، ورأت الأم أن تنتقل بولدها إلى مكة، فانتقلت به وهو صغير لايجاوز السنتين .
قال الشافعي رضي الله عنه: "ولدت بغزة سنة خمسين ومائة –يوم وفاة أبي حنيفة- فقال الناس: مات إمام وولد إمام، وحملت إلى مكة وأنا إبن سنتين."
في مكة المكرمة حفظ القرآن وهو حدث، ثم أخذ يطلب اللغة والأدب والشعر حتى برع في ذلك كله. قال إسماعيل بن يحيى: "سمعت الشافعي يقول: حفظت القرآن وأنا إبن سبع سنين وحفظت الموطأ وأنا إبن عشر سنين."ثم رحل من مكة إلى بني هذيل وبقي فيهم سبعة عشر سنة، وكانوا أفصح العرب، فأخذ عنهم فصاحة اللغة وقوتها، ثم إنصرفت همته لطلب الحديث والفقه من شيوخهما، فحفظ الموطأ وقابل الإمام مالك فأعجب به وبقراءته وقال له: يابن أخي تفقه تعل، وقال له أيضا: يا محمد إتق الله فسيكون لك شأن.
لقد كان الشافعي عنه فصيح اللسان بليغا حجة في لغة العرب ونحوهم، إشتغل بالعربية عشرين سنة مع بلاغته وفصاحته، ومع أنه عربي اللسان والدار والعصر وعاش فترة من الزمن في بني هذيل فكان لذلك أثره الواضح على فصاحته وتضلعه في اللغة والأدب والنحو، إضافة إلى دراسته المتواصلة و إطلاعه الواسع حتى أضحى يرجع إليه في اللغة والنحو.
قال أبو عبيد: كان الشافعي ممن تؤخذ عنه اللغة .
وقال أيوب بن سويد : خذوا عن الشافع اللغة.
قال الأصمعي :
صححت أشعار الهذليين على شاب من قريش بمكة يقال له محمد بن أدريس.
قال أحمد بن حنبل: كان الشافعي من أفصح الناس، وكان مالك تعجبه قراءته لأنه كان فصيحا.
وقال أحمد بن حنبل:
ما مس أحد محبرة ولا قلما إلا وللشافعي في عنقه منة.
دع الأيام تـفعل مـا تشاء//
وطـب نفسا إذا حكم القضاء
ولا تـجزع لـحادثة الليالي//
فـما لـحوادث الـدنيا بقاء
وكن رجلا على الأهوال جلدا//
وشـيمتك الـسماحة والوفاء
وان كثرت عيوبك في البرايا//
وسـرك أن يكون لها غطاء
تـستر بـالسخاء فكل عيب//
يـغطيه كـما قـيل السخاء
ولا تـري لـلأعادي قط ذلا//
فـان شـماتة الأعـداء بلاء
ولا تـرج السماحة من بخيل//
فـما فـي النار للظمآن ماء
ورزقـك ليس ينقصه التأني//
وليس يزيد في الرزق العناء
ولا حـزن يدوم ولا سرور//
ولا بـؤس عليك ولا رخاء
إذا مـا كـنت ذا قلب قنوع//
فـأنت ومـالك الدنيا سواء
ومـن نـزلت بساحته المنايا//
فـلا أرض تـقيه ولا سماء
وأرض الله واسـعة ولـكن//
إذا نزل القضا ضاق الفضاء
دع الأيام تـغدر كل حين//
فـما يغني عن الموت الدواء
ومن شعره كذلك:
توكلت في رزقي على الله خالقي//وأيقنت أن الله لا شك رازقــي
وما يك من رزقي فليس يفوتني//ولو كان في قاع البحار العوامق
سيأتي به الله العظيم بفضله//ولو لم يكن مني اللسان بناطــق
ففي أي شيء تذهب النفس حسرة//وقد قسم الرحمن رزق الخلائق
د. أبو شامة المغربي