تصادف دخولي للجيش سنة 98 بقانون الوئام المدني ذاك القانون الذي حقن دماء الجزائريين رغم هفواته و منحهم املا جديدا لمستقبل آمن.و كان لهذا القانون دافعا قويا لي و لمجموعة من الضباط الشباب في ارساء نوع جديد من العلاقة بين العسكر و عامة الشعب علاقة تبنى على احترام حقوق الانسان و المواطنة لا على افعال جعلت المواطن في وقت من الاوقات يرى في الجيش عدوا ما جعل كثيرا منهم يتمردو في الجبال و اعطى هذا القانون لهؤلاء فرصة للعودة الى احضان هذا الوطن من جديد.فالكثير من ابناء هذا الوطن كانو بين فكي كماشة .الدولة العسكرية من جهة و الجماعات التكفيرية من جهة اخرى بسبب غياب القانون .
قبل ذلك الوقت كنت اجهل عمليا ما يحدث بوطني مثل غالبية الجزائيين كنت شخصيا اظن ان للدولة علاقة بالمجازر الرهيبة التي ترتكب في وطني مثلما يروج لذلك الاعلام الغربي و بعض الاعلام العربي الى درجة صرنا نشكك في كل ما حولنا فما كانت تعيشه بلدي كان فتنة بكل معنى الكلمة فتنة انجبت في ثلاث سنين اكثر من 100الف قتيل فلم يعد فيها الشخص يثق باقرب الاقربين اليه او يثق انه ان خرج ان يعود على الاكفان في وقت كانت لنا فيه دولة عسكرية في النهار و اخرى تكفيرية بالليل.
و كان جل ما يدور ذهني من هم هؤلاء الجماعات الذين يبثون كل هذا الرعب و كيف هو منطقهم و ما هي مبرراتهم فان كان السبب في ما يحدث في البلاد هو الغاء المسار الانتخابي الذي فازت به الجبهة الاسلامية للانقاذ سنة 92 فقد اعلن الجيش الاسلامي للانقاذ بقيادة الافضل مدني مرزاق الهدنة من طرف واحد سنة95 ليبرء ذمته من المجازر بحق المدنيين توجت بعقد هدنة مع الجيش سنة97 و هو المعني بالامر فمن هم هؤلاء. فتقارير اعلامية كثيرة تقول انهم من صنع المخابرات الجزائرية لكن هذا ترويج لا ينطبق على عاقل فكيف تنتجهم الدولة امس لتحاربهم اليوم الى ان تعرفت بذلك ميدانيا حين عينت كقائد لسرية من نخبة القوات الخاصة لمكافخة الارهاب في اكثر المناطق سخونة و تماسيت مع هؤلاء الذي اقول بكل صدق كادو ان يجعلوني في وقت من الاوقات افقد آدميتي .اناس لست ادري اي طينة انجبتهم يجمعون فيهم كل التناقضات.لو تصدقوا انه كثيرا ما كنا نحاصرهم في كهوفهم ومغاراتهم فيسمعوننا من الكلام البذيء ما تأنف منه الانفس و بعد ذلك عند القضاء عليهم نجد كتب دعوة ودين فاستغرب من هؤلاء المسلمين الذين لا يعصم اسلامهم السنتهم .و كنت استغرب من الحقد الذي يحملوه في قلوبهم لنا و هو ما لم نكن نحمله لهم رغم فقداننا للكثير من احبائنا بغدرهم .أذكر مرة سٍالت احدهم كيف تطيب لكم قلوبكم قتل الاطفال الصغار و الرضع فاجاب *اننا نقتلم صغار حتى يدخلو الجنة و لا يغويهم المجتمع الكافر ليصبحو من حطب النار * الرغبة الوحيدة التي انتابتني وقتها هو تمزيق احشائه لكني استغفرت الله فلا يحارب الشر بمثله .لكن اخينا استفاد بعدها من تدابير العفو و هو حر طليق. المهم و ما ارمي اليه انه بعد انتهاء مهلة الوئام المدني كنت ولا زلت ضد المشروع الاخر للرئيس بوتفليقة *المصالحة الوطنية *لان مشروع الوئام المدني اعطى لكل من له ذرة وطنية او انسانية فرصة للعودة اما من بقي فهو لا يستحق الا الاستئصال لانه لا بد الا ان يكون على شاكلة هؤلاء فمعنى المصالحة مع هؤلاء شيء مفرغ.
الجديد في الامر ان تنظيم القاعدة اعلن امس مثلما كانت بياناته من قبل في التسعينات انظمام هؤلاء اليه و المتتبع للاحداث لا يستبعد مثل هكذا علاقة · ويعكس هذا الإعلان حقيقة الارتباط الوثيق بين المنظمتين، الذي تجسد في أدبيات ''الجماعة السلفية'' وخطابها وأسلوب الدعاية لأعمالها الإرهابية، حيث لم تخف الجماعة السلفية تأثرها بالقائد العام للقاعدة، أسامة بن لادن، وممثله في العراق أبو مصعب الزرقاوي قبل مقتله الصيف الماضي، وهلّلت مرات كثيرة لضربات نفذتها القاعدة في أماكن عديدة من العالم·
ويثبّت الكشف عن العلاقة الثنائية الذي ورد على لسان الظواهري، معلومات منقولة عن قياديين في الجماعة السلفية مفادها أن أبو مصعب الزرقاوي، زعيم قاعدة الجهاد في بلاد الرافدين سابقا، كان يسعى لإنشاء تنظيم جهادي في المغرب العربي يتسع نشاطه إلى كامل شمال إفريقيا ومنطقة الساحل الإفريقي، يتكون من جهاديين مغاربة وأفارقة ممن يؤمنون بعقيدة القاعدة ويتوقون إلى جمع القوة لضرب الأهداف الأمريكية، والغربية بشكل عام، بالمنطقة· وأفادت مصادر تابعت موضوع الاتصال بين الزرقاوي وقيادة ''السلفية''، أن الطرفين كانا يرغبان تسمية التنظيم الجديد المفترض، ''قاعدة الجهاد في بلاد المغرب العربي'' تأسيا بالتنظيم الذي أنشأته القاعدة في العراق، وتم الاتفاق مبدئيا على أن يكون السلفيون الجهاديون الجزائريون، رأس حربة التنظيم الجديد·
و هنا ندق نا قوس الخطر عن هذه الاشكالية الخطيرة عن هؤلاء الذين يحملون مشروعا على جماجم الاطفال الرضع و النساء المغتصبة و المشوهة المبقرة البطون*هي مشاهد شاهدتها شخصيا من افعال هؤلاء و ليست حديثا اعلاميا*و عن مشروعهم الحضاري لهاته الامة المبني على الفكر التكفيري الذي ارى فيه اشد فتكا من الصهيونية ان لم يكن فرعا من فروعها .ربما كانت قد تبقت لي ذرة ربما من النظرة الانسانية التي ارى بها تنظيم القاعدة قد قضى عليها الظواهري بالامس فكيف تقابل الامهات الثكالى و الابرياء من الاطفال و الشباب الذين اقيم عليهم الحد لانهم ينتمون حسبكم الى مجتمع كافر لا يقيم حدود الله التي عينتم انفسكم اوصياء عليها حتى من دون الله ليفصلو الدين على مقاسهم .و هنا يظهر اننا امامنا معركة كبيرة ضد هؤلاء و هؤلاءو هؤلاء.ضد هؤلاء الارهابين احفاد ابن سلول و ضد هؤلاء الذين اتخذو من هذا الارهاب ذريعة لمشروعهم الصهيوني في المنطقة.وضد اولئك الذين يوالونهم من حكامنا ضد ارادة شعوبهم و هي معركة صعبة على اصعد عديدة .فما يكفي امتنا ما تعانيه حتى يزيدها هؤلاء الذين يتربصون بنا غير ظاهرين و قد يكونون في اي ثوب و على اي شكل و تجربتنا نحن الجزائريين معهم اثبثت انهم العدو الاشد فتكا.فرحمة الله بنا و بكم .