يطيرُ الحمامُ .. يموتُ الحمامْ - إليك غزة مرة أخرى -
غزة يا وجعي
يا ألم الروح
يا حرى أدمعي
يموت الميتون فيك يا غزة
و نحن لا عرق فينا يثور
و لا تهتز فينا هزة
ماتت خلايا النخوة فينا
و ماتت فينا العزة
نعاج صرنا
نبحث عن ظل خرافي
و نحن نساقْ
كبر ضعفنا كما صوفنا
و صرنا نحتاج جزة
راعينا خوفنا
يحمل مقصه
و يعلن الشقاقْ
و نحن نقبل أديم الأرض
و نحلم بظل خرافي
اليه نخفف الوطئ
و نشد الساق الى الساقْ
ستون عاما و الظل يطيل ليلنا
يحتل أحلامنا
و يستوطن الأعماقْ
و نحن كلما استفقنا
نُقبل أديم الارض
و نحلم بعشب أبيض بلون الحمام
نلبسه كصوفنا و نصيح جاء الحمام ..
* * * * *
غزة لا تخافي
أنا الحمام
أنا الهديل
أنا قربان المحرقة
ستين عاما على خديك أنام دون عناء
يدخل الغول ليلا علينا كما الهواء
بياض جناحي من بياض خديك
و من صفاء الصفاء
و الغول خلفنا يحيك الشباك
و يعد المطرقة
حتى إذا ما نمنا
صرت أنا السندان
و صرت أنت المحرقة
على دخانها يغني جبنه
و من رمادنا يصنع دواته
ليكتب لمن غاب
أو لمن فاته
"هذه غزة و هذا حمامها
يطير الحمام فاتعظوا ..
يموت الحمام .. "
* * * * *
غزة قومي
انتفضي
ما عاد يجدي الانتظارْ
قام العراق فقومي
ما هكذا يحيا الأحرارْ
يموت الأطفال فيك
و النساء
و الشيوخْ
و لا عرق فيك مات
و لا عرق أعلن الرضوخْ
لا تعولي علينا
نحن نعاج تساق
مات فينا الإصرار
و فينا تتناسخ الشروخْ
يموت الأطفال بلا شراشف و لا كراريسْ
بلا ذنب ناموا
بلا ذنب حلموا
بلا ذنب قتلوا
بلا ذنب مثلوا
وبلا ذنب طال براءتهم التدنيسْ
و نحن كما نحن
لا نجيد غير البكاء
لا نجيد غير الثغاء
نقبل أديم الأرض
و نبكي في سرنا
يطير الحمامُ .. يموت الحمامُ .
* * * * *
تراه يحيا هذا الحمام لو تركناهُ
تراه يهتدي و يطير على هداهُ
غزة يا فرحي
يا حزني
يا حبا يمشي على رسله
بين أضلعي كانت سكناهُ
ألملم عجزي
الملم قهري
و العن في جهري من أذكاهُ
للقدس حنين يسكنني
و لبغداد عشق يمزقني
و أنا الحمام النائم على ظلمي
أطير حلما و ريشاتي تسيجني
حماما على جناحيه خارت قواهُ
أنا من آل السماء ليس يحدني
سحاب لو طاولت السماء سماهُ
للأبيض أحيا
و بالأبيض أعيش
كالأطفال البريئين خلقت
و للاطفال البريئين أعيش
انا الحمام الرقيق
الصديق
الأمل الشجي
أنا حلم الاحرار
أنا الرفيق
لا اطير إلا سلاما
لو نام الغول ستين عاما
سأظل انا الحمام الذي يطير
ليحيا الاطفال
و يحيا الثكالى
و يحيا الدراويش
سأظل انا الأبيض الخالد دوما
دوما يحيا
و دوما يعيش ...
* * * * *
غزة لن تموتي و قد كذب المنجمونْ
ما هكذا يموت الحمام لو إدعى المدعونْ
فيك تربى الحمام و فيك طار
و إليك عاد حماما حنونْ
يظلل الصبايا
يصحح الحكايا
عن حمام أغتاله الغولْ
حمامُك ما مات يا شريفة الروح
و لا داسَت ريشاته مطرقة
أنت ليلُ الغاصبين لو فرحوا
و أنت قدرهم و المحرقة
فيك الرجالُ
و الاطفالُ
و الحرائرُ
أنت رحمُ الشهداءْ
و أنت الشرنقة
و أنت يد الله العليا
مهد المسيح
و أنت البوتقة
فيك الشرفاء
و الشهداء
و الأبرياء
و الأتقياء
فيك يطيرُ الحمامُ .. و فيك يعيشُ الحمامُ ..
* * * * * *
عيســــى علاتــــي الدبا
عيون الساقية الحمراء
10 كانون الثاني 2009