دموعُ الشفَاعَة
*******
ذرَفْتُ دَمعاً فسَالَ الحِبرُ مِن قلمي
.…….يَشكو إليك من الآثامِ والنَدمِ
وجئتُ يا سَيِّدي أدعوكَ مُلتمِسَاً
……..بَعضَاً مِن الوِدِ في بِضعٍ مِن الكَلِمِ
ذَنبي عَظيمٌ وفي كفَيّكَ مَغفِرَةٌ
………..وفي الشفَاعةِ إبراءٌ من الذِمَمِ
قلبي المُعَنَّى أضَاعَ الليلُ أنجُمَهُ
………وصَوتُ حُبِّكَ أحياني مِنَ العَدَمِ
دقائِقُ العُمرِ مَرتْ غَيرَ عائِدَةٍ
……...والخوفُ يا سَيِّدي من زَلَّةِ القَدَمِ
يا صَاحبَ الحوضِ إن الماءَ من عَطشي
…………يَبدو بَعيدا وقلبي غَيرُ مُنفَطِمِ
تَهيمُ روحي ورودَ الحَوْضِ في شَرَفٍ
…………….وتَرتقي بعطَايا سَيِّدِ الأُمَمِ
هُنَاكَ والناسُ سَكْرَى في قلوبِهِمُ
………رُعبٌ وأبصَارُهم كالغَيمِ في الظُلَمِ
والشمسُ فوقَ رؤوسِ الخَلقِ دَانِيَةٌ
………كمِكْحَلِ العينِ أو مِيلٍ من الأَلَمِ
والناسُ في عَرَقٍ حَيْرَى وفي أَرَقٍ
………..وكلُ عضوٍ حَكَى ذَنباً بغيرِ فَمِ
لا الأمُ تَدري وليداً جَاءَ يَنفَعُهَا
…………….ولا الوليدُ لأُمٍ مَانِعُ النِقَمِ
الناسُ سَكْرَى وهذا اليوم موعِدُهُم
……….معَ الحسَابِ وكشفِ الهَمِ والهِمَمِ
سَجَدْتَ وحدَكَ تحتَ العرشِ مُلتَمِسَاً
………عفواً من اللهِ أو كشفاً من الغُمَمِ
أجابَكَ اللهُ قُمْ وأرفَعْ فأنتَ هُنَا
……….واَشفَعْ تُشَفَّعْ لعاصٍ أو لِمُنهَزِمِ
اللهُ أكبَرُ ما أعلاكَ مَنْزِلَةً
………..وأنتَ في كَنَفِ الرحمنِ ذي النَعمِ
يا سَيِّدي يا رسولَ اللهِ معذِرَةً
………إن كنتُ قَصَّرتُ في نفسي وفي رَحمي
أُعَاهِدُ اللهَ أن ألقاكَ مُبتَسِمَاً
…………..يومَ الوفاءِ ودمعي سَابِقٌ قَسَمي
أذودُ عن أمةِ القرآنِ في شَرَفٍ
…………بالمالِ والنفسِ أو بالسيفِ والكَلِمِ
يا صاحبَ القُبَّةِ الخضراء في وطني
………….أرىَ الغُزَاةَ بأرضي نكَّسُوا علَمي
وأنتَ للغربِ أسـتاذٌ تُعَلِّمهُم
………….وأنتَ للشرقِ نُورٌ فاضَ بالكرمِ
ونحنُ حَيْرَى وهذي الأرضُ في ألَمٍ
………..والحاكمونَ بِلَا حُكْمٍ ولا حِكَمِ
أرَى العراقَ جَريحاً مَن يُعَالجُهُ
………..وماءُ دجلةَ أضحَى مُهْدَرَاً بدمِ
والغاصبونَ أباحُوا كُلَ مَعصيةٍ
……بالجُوعِ.. بالكُفرِ.. أو بالخوفِ والسقَمِ
فَكُنْ لنا يا رسولَ اللهِ مِن سَنَدٍ
. …........يذودُ عن قُدْسِنَا والبيتِ والحَرَمِ
القاهرة في
الاثنين 12 من رمضان المعظم 1428هجرية
الموافق للرابع والعشرين من سبتمبر (أيلول)2007