الإنـسان العـربي

وعـجـلـة الأمـل !!




سـنوات الاغتراب والحنين الى وطـن الأم لم و لن تهون ، ودموع الامل والذكريات غير منتهيه ... ومـن يلوم الطير المسافر اذا لم يعود الى اهله وناسه مع هذه الظروف المأساويه التي تجري على اوطاننا الام ، لقد كبرنا وغزا الفارس الابيض رأسنا مثلما سرقتنا الايام والاعوام دون ان ندري ... قضينا حياة المهجر صاغين الى آلام المتعبين نفسيا واستمعنا الى فضفضة الحيارى الذين اجتاحتهم رياح الحزن والقلق والشوق الى الازقـه والجيران والاهل ، والمصابين احيانا بالكآبه وهم يهرولون بين دروب وزحمة الحياة ... يصارعون الطبيعه والانسان لكي يعيشوا سعداء ماتبقى من عمرهم ، ويحاولون إسعاد اولادهم مااستطاعوا اليه سبيلا إكراما للانسانيه التي فقدوها في اوطانهم الام .... وهكذا يبقى كبارنا متمسكين بحبل الامل المهزوز لما تبقى لأهلنا في داخل بلداننا .
اذا القينا نظره على الجاليات العراقيه خاصة والجاليات العربيه بشكل عام في بلدان المهجر ، لـرأينا ان لــقوة الامل درجه عاليه وان شمس السلام آتية لامحال على ابناء شعوبنا المسكينه وطيور الحريه قريبه من اجيالنا المعاصره لهذا التطور الحضاري في العالم . كـلـنا أمل وتفاؤل ونحن نعيش كل تلك وهذه الضروف التعيسه التي تمر بها معظم بلداننا العربيه .
أمـا حمـّام الدم العراقي وهمومه وآلامه ليست كباقي آلام الشعوب العربيه العزيزه ، لما يتمتع به العراق من خصوصية التنوع العرقي والقومي والديني ، الذي جــرّه بالتالي الى التأثر بعدة حضارات عائده لكل قوميه ساكنه بلاد النهرين.... ولتعددية القوميات داخل العراق جعلت منه بلد غير مستقر ولعقود عديده خلت ، وهذا يعود كله الى الجهل الذي ولـّدته الانظمه السابقه في المجتمع العراقي حفاضا على كراسيها من الانقلاب . فقامت بتشجيع نشر الالقاب على العوائل المتعددة الخلفيات الحضاريه ، واشاعت ظاهرة عدم قبول الطرف الآخر وتحجيمه في المجتمع الواحد ، رغم وطنيته وانتسابه للأرض العراقيه ، فعلى سبيل المثال عندما تتمشى في شوارع بغداد او في محافظات العراق ترى وتسمع ان فلانا وعائلته من الناس اصله تركي والآخر ايراني وهذا كردي والثالث هندي او افغاني وهكذا مصري و فلسطيني الخ ...وهناك العوائل العريقه والقديمه في داخل العراق تحمل القاب عريضه في المجتمع مثل عائلة او بيت الهندي او بيت العجمي (ويقصد به هناك الايراني) او بيت التركي ، الهندي، الكردي، الباكستاني، البربري (ويقصد به هناك الافغاني) وهكذا الحال للذي اصله مصري او فلسطيني او بلوجي الى الكثير من مثل هذه الالقاب المتداوله في المجتمع العراقي الواحد وهذه الحاله طبعا موجوده في معظم البلدان العربيه (( بسبب الهجره للعمل منذ القدم او بسبب وجود اماكن اوعتبات مقدسه او كنائس عريقه وقديمه تجلب الناس من كل صوب وحدب للسكن والاستقرار فيها وبمرور الازمان حصلوا على صفة المواطنه من هذه البلدان المظيفه)) ، فلاعجب ولاغرابة في كون تلك العوائل او الاشخاص يحتفظون ولحد الان بألقاب تعود الى اوطان اجدادهم ويستعملونها لحد هذا اليوم ، فحبهم وتمسكهم ودفاعهم عن بلدانهم الفعليه تفوق في كثير من الاحيان ابناء البلد الاصليين وهذا بطبيعة الحال ينطبق على جمبع البلدان العربيه وبمختلف اديانهم ومعتقداتهم ، وخير دليل على ذلك مجزره سنجار حيث اخواننا الازيديين كيف طالتهم يد الارهاب وكيف شاهدناهم عبر المذياع المرئي يدافعون عن الارض العراقيه بعد المجزره ، فكلهم عراقيون رغم انهم جائوا وسكنوا العراق قبل 12 قرنا، وبهذا الشرح المختصر نرى ان تشكيلة المجتمع العراقي تختلف كليا عن باقي المجتمعات العربيه قاطبة ولو ان معظم البلدان العربيه لاتخلوا من هذه المسأله الطبيعيه في جميع انحاء العالم ، ولو أخذت ايّ بلد متعدد الحظارات والثقافات من ايّ بلد أوربي أو امريكي لرأيت كل الاجناس فيها من عربها وعجمها ، ولو قمت بسؤال ابناء البلد من غير الخلفيات العربيه ... من أين انت ؟ فستراه يجيبك وبكل شفافيه انا دانماركي او هولندي او استرالي وماشابه ذلك ,,, مع انه قـدِمَ لهذا البلد قبل 20 او 40 سنه خلت.... وان قمت وكررت السؤال عليه من اين اصلك يجيبك بعد ان يتذكر خلفيته فيقول كان اب روسيا مثلا او من المانيا والموضوع ليس مهم له اطلاقا، بينما جرب وإسأل نفس السؤال من ايّ اخ من بلداننا العربيه فتراه يجيب وبسرعة البرق انا من العراق او من لبنان او من المغرب او مصر وكانه قادم من القمر الى هذه البلاد ،،،، الذي اريد قوله هو ليس نسيان وطن الام ، بل يجب ان لانبخل بالمحبة لاوطاننا لانه من الايمان ... ولكن ليس من الضروري ان نـُحَـجـِّم الاوطان التي نسكن فيها ويكبر فيها أولادنا ، وأن نحترم هويتنا الجديده التي منحتنا واعطتنا حقوقنا كبشر مقابل اوطاننا الام الذين لم ناخذ منهم اية حقوق {{ مقابل الواجبات العديده اتجاه الانظمه الحاكمه وياليتها كانت واجبات بحق الوطن ، حتى ان معظم الحروب التي شنها النظام البائد في العراق كانت حماية للحزب والنظام الحاكم وليس دفاعا عن العراق .... ومتى مارأينا جالياتنا العربيه في خارج بلدانهم الام تقوم بتقديم انتماهم الوطني الجديد على وطنيتهم الاصليه مع حبنا الكبيرلأوطاننا الام نستطيع ان نقول اننا بخير وإن تلك الجاليات تعيش حاله نفسيه مستقره ... وهذا ماله من تاثيرات مباشره على نفوس اجيالهم الجديده والمترعرعه هناك . .!!
بقلم / محمد حسين .