عمر بن الخطاب
*****
(11)
(مثال من رجوعه إلى الحق)
وفتية ولعوا بالراح فانتبذوا//
لهم مكانا وجدوا في تعاطيها
ظهرت حائطهم لما علمت بهم//
والليل معتكر الأرجاء ساجيها
حتى تبينتهم والخمر قد أخذت//
تعلو ذؤابة ساقيها وحاسيها
سفهت آراءهم فيها فما لبثوا//
أن أوسعوك على ما جئت تسفيها
ورمت تفقيههم في دينهم فإذا//
بالشرب قد برعوا الفاروق تفقيها
قالوا مكانك قد جئنا بواحدة//
وجئتـنا بثـلاث لا تباليـها
فأت البيوت من الأبواب يا عمر//
فقد يُزنُّ من الحيطان آتيها
واستأذن الناس أن تغشى بيوتهم//
ولا تلم بدار أو تحييها
ولا تجسس فهذي الآي قد نزلت//
بالنهي عنه فلم تذكر نواهيها
فعدت عنهم وقد أكبرت حجتهم//
لما رأيت كتاب الله يمليها
وما أنفت وإن كانوا على حرج//
من أن يحجك بالآيات عاصيها
(عمر و شجرة الرضوان)
وسرحة في سماء السرح قد رفعت//
ببيعة المصطفى من رأسها تيها
أزلتها حين غالوا في الطواف بها//
وكان تطوافهـم للدين تشويـها
( الخاتمه)
هذي مناقبه في عهد دولته//
للشاهدين وللأعقـاب أحكيـها
في كل واحدة منهن نابلة//
من الطبائع تغذو نفـس واعـيها
لعل في أمة الإسلام نابتة//
تجلو لحاضرها مـرآة ماضيـها
حتى ترى بعض ما شادت أوائلها//
من الصروح وما عاناه بانيها
وحسبها أن ترى ما كان من عمر//
حتى ينبه منها عين غافـيها
(حافظ إبراهيم)
د. أبو شامة المغربي