فذلك يا خير العباد بلاؤنا
إجابتنا لله والموت ناقع
لنا القدم الأولى إليك وخلفنا
لأولنا في ملة الله تابع
ونعلم أن الملك لله وحده
وأن قضاء الله لا بد واقع
إن مثلي و مثل الكتابه في هذا الموضوع , كمثل رجل مليىء بالذنوب و المعاصي جائته لحظة المنيه , فلا يستطيع ان يرد الامانات لأصحابها و لا هو يستطيع التكفير عن ذنبه , و هو في ذات الوقت يعيش صدمه الحقيقه , فهي لحظه اعتراف .
عبد الله بن مبارك قال عن الفضيل بن عياض رضي الله عنهما ( كنت اذا نظرت الى الفضيل جدد لي الحزن و مقت نفسي ) , هكذا تماما مرت علي حادثه استشهاد أخانا امجد , و ما حصل معه من كرامه .
كرامه الشهيد أمجد خلقت في النفس غصه كبيره و معركه طاحنه بين جذب الايمان و جذب الشيطان , مقت فيها نفسي و ما هي عليه من سفاسف الامور و زخارفها , لقد سقطت في نفسي و تهاوى في قلبي كبريائي و غروري و لهوي و لعبي , إنها لحظه الحقيقه مع النفس , ما بين الزائف و ما هو حقيقي , بين جعجعه الكلام , و بين تواضع السنابل المثقله بالخير , إختاري يا نفس , بان تكوني لعوب , متكبره متعجرفه منحطه التفكير و الانجاز بالون منتفخ , أو تكوني مثل أمجد , فما الحقيقه الا حقيقه امجد.
صدمتني كرامته ايها الاحبه ,أذلت كبريائي , و الصدمه قد فوقتني من سبات , و الهبت في نفسي جمرات , تكويني , و السؤال يدوي في فضاء النفس , ما الذي فعله امجد كي تحصل له هذه الكرامه , كيف وصل امجد لهذه المرتبه , كيف حاز على هذا الشرف , هل وصل لكبرى اليقينات بالله؟؟ , هل كان إيمانه عجبا ؟؟, هل كان يحب الله حبا لم ندركه؟؟ , هل كان صادقا مع الله ؟؟هل بكى حقا من خشية الله؟؟ .أسئله سريعه دارت في فكري و المكان يغص بالبكاء , حيث مئات المشاركين في تشيع جثمانه الطاهر , حسره تقطع مني الوتين بالسكين و دمعات حرى تحرق الوجنتين , أسندت ظهري للجدار و أنا اسمع خطبه الوداع لأخينا الحبيب ,,,قال لي مربي الفاضل يوما ( لا تظن ان شرف انتمائك للإخوان او لحماس سيدخلك الجنه ) انتبه جيدا لا يغرنك الانتساب الى الفئه المؤمنه فتتقاعس عن عبادتك أو ارتقاءك في مدارج السالكين الى الله فيحبط عملك , فكن عابدا عاملا تؤدي واجباتك مخلصا لله في نيتك فلن ينفعك أحد الا ما جنت يداك . فتزود تكن أسعد الناس .
و ها قلبي يناجي ربه , يا الله , إنني يا الله فقير , اعترف انني فقير , واهم , محتاج لك , متعلق بكنفك , مليىء بالذنوب , مسكين انا يا الله , أفلا تعطينا جزءا من محبتك , لا تبعدنا عن دربك , و لا تبعدنا عن بيتك , اقسم لنا ولو جزءا بسيطا من محبتك , كما فعلت مع أمجد ...هل أنت راض عني يا الله , هل تحبني ....هل مكتوب ان ( عبد الله فلان ) من الصالحين الصادقين ....
كانت حماس قد أمرت ان يكون شهر رمضان شهر الجهاد و التصعيد ضد بني يهود فجعلت العباده و الجهاد في سلة واحده , فمن قراءه للقران الى التفقه في دين الله الى قيام الليل و التهجد الى الكتابه على الجدران و صيحات الله اكبر في المواجهات , الى اشعال الاطارات , الى رمي الحجاره ضمن السواعد الراميه , كان ذلك في العام 1989 , اذكر وقتها أننا إنخرطنا في الموجهات , و نحن نخشى على صيامنا من قنابل الغاز المسيل للدموع , فهي أحيانا كثيره تجلب القيء, كانت الوحده الصهيونيه العامله وقتها في رام الله وحده جولاني , و قد كتبوا باللغه العبريه لا نؤمن بالدموع على احد الجدران ....و هي من اكثر الوحدات اجراما .بهذه الابيات ودع أخاكم أمجد أخي
قد أصابك سهم ذليـل .. و غـدراً رمـاك ذراعٌ كليـل
ستُبترُ يوما فصبر جميل .. و لم يَُدمَ بعـدُ عريـنُ الأسـود
أخي قد سرت من يديك الدماء .. أبت أن تُشلّ بقيـد الإمـاء
سترفـعُ قُربانهـا ... للسمـاء .. مخضبـةً بدمـاء الخلـود
أخي إن ذرفت علىّ الدموع .. و بللّت قبري بها في خشـوع
فأوقد لهم من رفاتي الشموع .. و سيروا بها نحو مجد تليـد
أخي إن نمُتْ نلقَ أحبابنـا .. فروْضـاتُ ربـي أعـدت لنـا
و أطيارُها رفرفت حولنا .. فطوبى لنـا فـي ديـار الخلـود
أخي أخذوك على إثرنا .. وفـوج علـى إثـر فجـرٍ جديـد
فإن أنا مُتّ فإني شهيد .. و أنـت ستمضـي بنصـر جديـد
قد اختارنا الله ف دعوتـه .. و إنـا سنمضـي علـى سُنتـه
فمنا الذيـن قضـوا نحبهـم .. ومنـا الحفيـظ علـى ذِمتـه
سأثأرُ ولكن لربٍ و دين .. و أمضي على سنتي فـي يقيـن
فإما إلى النصر فوق الأنام .. وإما إلـى الله فـي الخالديـنلا أريد التحدث عن فعل امجد وقتها و قيادته للمواجهات في ساحات الاقصى و مشاركته في مظاهرات رام الله او قيادته لها في بلدته دير السودان قضاء رام الله ....سوف ارفق لكم ما فعله الشهيد .... اريد أن نبكي على انفسنا
أريد أن نرثي انفسنا , فلنا الرثاء , إن ضللنا عن طريق الدعوه الصحيحه , حماس يا اخوه , عضوا عليها بالنواجد , فهي ان كنا عاملين عالمين , فهي عصبه الحق التي سيظهر على يديها وعد الله , ان الارض لله يورثها لعباده المخلصين فانظر اخي في الله هكذا وضع أخيك أمجد إبن حماس في النعش ......
و لما رفعنا اخاكم وجدنا دماءه و قد كتبت
سلام عليكم