عندما قامت الثورة الفرنسية والثورة الصناعية بانجلترا وجدت الكنيسة نفسها بين تيارين
- تيار محافظ يرفض كل التغييرات
- تيار استعمل ذكائه ليتأقلم مع الوضع الجديد والمفاهيم الجديدة بالمجتمع
صرخ واحد واخر في ذلك العهد في وجه الكنيسة وقال : لا تحاول تطهير روح انسان جائع , مده بالطعام ليشبع ثم حاول تطهير روحه
البابا بيوس التاسع Pius IX ( مات 1878 ) شهر بعناده اتجاه معارضيه من البروتستان والليبيراليين والاشتراكيين بفتوته المشهورة باسم syllabus الصادرة 1864 نجده يقول :
يقولون
- ان العقل الانساني قادر ان يحكم بين ما هو خير وما هو شر , كل انسان له الحق ان يعتنق اي دين يتماشى وعقله الخ ....
- الاشتراكية والشيوعية والجمعيات السرية والجمعيات الانجيلية والنصرانيين الليبيراليين , هذه المجموعات من السرطان التي انتشرت بالمجتمع تقول انه ليس للكنيسة سلطة لتستعمل اي قوة وليس لها بطريقة مباشر او غير مباشرة الحق بان تنادي بانها عالمية.
- الزواج وما يتبعه يجب ان يخضع للسلطة المدنية
- غلق كرسي البابا سيساهم في نشر السعادة والحرية بين البشر
- البابا يجب عليه ان يخضع لقانون التطور والتمدن الذي وصل اليه المجتمع اخيرا
( انظر الى quellen zur geschichte des papsttmus 1924 )
اعتمد البابا على الانجيل يوحنا الاصحاح 21 – من 15 الى 16
مباشرة بعد موته نجد ان الباب ليو الثالث عشر Leo XIII سنة 1891 اصدر فتوته المشهورة باسم Rerum Novarm وهنا نجده يتكلم عن الطبقة الغنية وكيف تظن ان جمع الثروة من حقها الطبيعي ولها الحق ان تستغل عامة الناس , ونجده يدافع عن العمال ووضعهم المزري والجوع حيث يقول الاجر الذي يتحصل عليه عامل باليوم غير كاف لاطعامه الخ...
البابا ليو الثالث عشر لم يخف نهائيا من الطبقة البورجوازية في ذلك العهد ودافع عن الطبقة العاملة وهاجم الدولة وقال يجب عليها ان تصدر قوانين تحمي الانسان الضعيف من استغلال القوي وقال يجب على الدولة ان تصدر قوانين ضد الطرد التعسفي من طرف ارباب العمل الخ ...... ويجب على الدولة مراقبة القوانين التي تصدر في صالح العمال ( ملاحظة : الكنيسة تحولت الى منبر لماركس )
بعد فتوة البابا ليو الثالث عشر باربعون سنة اصدر البابا بيوس الحادي عشر Pius XI انتقد بها راس المال بطريقة تترك ماركس يضحك بقبره ( الفتوة مشهورة باسم : quadragesimo anno
الكتيسة بقت تنقد نفسها والغلطات التي ارتكبتها في تاريخها ونرى مثلا كيف البابا باولوس السادس يوم 7 ديسمبر 1965 يعترف بغلطات الكنيسة ويلغي قرار الكنيسة بروما والقسنطينية الصادر سنة 1054 بطرد Mikael Cerularius و kardinal Humbert ويقول البابا بيوس الحادي عشر اننا فعلا نشعر بالندم نتيجة ما حدث في تلك السنة والكنيسة ارتكب غلطة الخ ..... , وسبب اصدار الفتوة هو وضع حد للصراع بين الكنيسة الرومانية والكنيسة الشرقية الاغريقية
فالكنيسة انتقدت الغلطات التي ارتكبتها ولم تغض الطرف عنها واعترفت بانها غير كاملة
وسؤالي هو : متى معشر المسلمين سننظر الى تاريخنا ونتكلم عن الغلطات الفادحة التي ارتكبها واحد واخر بفتواته مثل ما حدث بالاندلس وكيف كانت تباع لهذا وذاك او التلاعب بالفتوات عند سقوط الامبراطورية العثمانية او التناقض الان بين زيد وعمر
ومتى سنعترف بالغلطات التي ارتكبنا ضد اي كان , الم يحن الوقت
يقال والله اعلم انه بالقنوات الفضائية العربية اكثر الفتوات الصادرة الان هي حول الجنس فقط ( اكرر ان هذا ما سمعت عن الفتوات بزمننا هذا من زاويتي لا يمكن لي مشاهدة اي قناة عربية )
.