أبرك مذلة مرّت بتلك الأمة
فخذ رقاص أنجب قفل معبر
كم كانت رخيصة بك تلك الأمة
خذها مبارك عليك المذلة
لم يعد في الحلق شهقة أوزفرة، تنحت عن دورها الأنفاس ..
هدرت حناجر الشرف
بصوتٍ شق صدر التاريخ هاتفاً للأفق المدلهم
أزح عصر الفرعنة إننا للكرامة عنوان ...
عنوان الذين ذهبوا أحياءً عند ربهم يراقبوننا باستحياء...
عنوان الطفولة إذ ألقت من طفولتها ألوان الحياة...
عنوان غزة التي حاصرت أوهام من ولّى
فكان الحصار وبأبهةٍ من إبن كنانةٍ أشرق الصبح فانتهى الحصار
أنت ايهذا المتأبط كرسياً هتكتَ كرامته
قم إن للآت أيّما حكايات
أنه العربي وقد شقّ ضفتيه النيل كأنه الوريد الذي وسط زند الفتوّة ينبض إنني آت ..
أنا العربي شقيقي كان البوعزيزي وأصبح رمزي ..
أنا العربي قبل أن كنت ماصافحت غير أبيٍّ
وبعد أن ولّيت لن تصافح سافلً يمناي ...
إنا العربي أمي أرضٌ استقت وما ارتوت بعد من دماء الشهداء منك وممن هادنت وأشباه الرجال ...
أنا العربي أبي الذي مات موصياً أن ادفنوني عند زيتوناتي ولم نستطع من غطائك لإولئك الأنذال ..
أنا العربي أمتي خير أمة أنزلت على الأرض من أين اتت بك أصلاب الرجال ..
من أين انسللت لنصعنا
من أين أنصهرت بين آبائنا
أيضاً ومن حطك بيننا والنيل نستقي من نميره سلسبيل الأنتصارات
أيضاً ومن عليه ولاّك
من هيج استذلالك ماعاد سيفنا أصدق إنباءً
شطبت ألف ألف معتصمٍ من تاريخنا ووأدت ألف صلاح دينٍ
غيمة الرشيد تنحت من أبواب سمانا
وبحر طارق أطبقت شواطيها على غزة
مرفوضٌ أنت
من دكاكينها من فقرها من أبطالها
مرفوضٌ من شوارعها
من ساحات التحرير اللائي ملأنا اصقاع الأرض يرفضنك
مرفوضٌ من زمن الأنتصارات
إذ أنك صالحٌ لغاية آخر التنازلات
مرّغت بالذل تلك الحقبة
غير سروالك هل تبقى من تنازلات
إرحل الآن فإذ شقّ البحر لن تقبل لك توبة
وخذها معك
مباركةٌ عليك المذلّة