أعصر ترد فيه الحروب الصليبية يسمى بعصر الانحطاط
بسم الله الرحمن الرحيم
بدأت الحروب الصليبية سنة 489/1095 حيث حاول الفرنجة الاستيلاء على بلادنا متسترين باسم الدين كذباً ومطامعهم ما كانت إلا الاستيلاء على ارض الحضارة والتجارة ونذكر أيضا الحملات المغولية التي تزامنت مع الحروب الصليبية حيث تم تدمير بغداد على يد المغول سنة 656هجري /1258م .
ولكن الغريب في الموضوع أنك إذا قرأت التاريخ فسوف تعرف هذه الفترة بعصر الانحطاط فهل هذه الفترة المميزة تستحق هذه التسمية ؟
وهل رد قوى البغي والعدوان التي اجتمعت لتنقض على العالم الإسلامي العربي يوسم بهذا الاسم ؟
إذاً نعود لنذكر أعظم انتصار حققه السلطان بيبرس ثاني صلاح الدين في الشرق في معركة عين جالوت 1260 وكذلك نذكر الملك المنصور سيف الدين قلاوون الذي هزم المغول وانتقم من أرمن ارمينيا الذين شاركوا المغول في الغزو وانتهت باعتناق المغول للإسلام .
والملك الناصر محمد بن قلاوون الذي هزم المغول في هجمتهم اللاحقة حين قام ايلخات التتر غازان بن أرغون باعتناق الإسلام و سما نفسه غازان محمود وهزمه الملك الناصر في معركة مرج الصفر عام 1303م .
ونذكر من السلاطين الذين حاربوا الفرنجة بارسباي والسلطان قطز الذي تعرضت بلاد الشام في عهده لغزوة هولاكو التترية فهزمهم في معركة عين جالوت
ومن أساليب العدو السياسية ومطامعهم الخسيسة ودهائهم السياسي أن اتفق الشرق و الغرب على أمتنا وكانت الخطة أن يجعلوا بلاد العرب والمسلمين بين طرفي كماشة ولعبت خططتهم في انتصارهم المبدئي ومن إعلان قائد المغول إسلامه ودخول البلاد على أنه فتح إسلامي وبعون الله دارت معارك طاحنة على مدى سنوات طويلة ردت فيها الحملات الصليبية والمغولية .
وبعد ذكر ما تقدم لماذا يسمى هذا العصر بعصر الانحطاط هذه التسمية التي التصقت بذاكرتنا ؟
هل هو الانحطاط الفكري مثلاً ؟ فلنعد إلى الحياة الفكرية إذن وهنا نحن لا ننكر تراجع التأليف عن سابق عهده وانتشار النظم في الشعر وانتشار البدع والخرافات والسحر والشعوذة التي سيطرت على عقول الناس لكن فقط نذكر العالم ابن النفيس في الطب وابن خلدون في علم الاجتماع وأحمد ابن تيمية وابن خلكان وصلاح الدين الصفدي والذهبي صاحب الرسالة الذهبية وابن حجر العسقلاني وشمس الدين السخاوي وأحمد القلقشندي والمقريزي وجلال الدين السيوطي والجوهري وأحمد بن زنبل وأبو الفراء الأيوبي وكثير من الكتاب والباحثين والموسوعين التي أنارت أفكارهم وجهودهم سماء حضارتنا بل العالم بأسره وهذا غيض من فيض .
إذن نعود لنقول لماذا عصر الانحطاط؟
كثر هم الذين تناقشت معهم فإذ بهم يقولون انك مصاب بداء المؤامرة فتلوم الغرب في كل شيء
لكن من أمسك بالدليل فحق عليه أن يقول إنها المؤامرة .
في كثير من كتب التاريخ نلاحظ المستشرقين يعملون تخريباً في تاريخنا من مثل كلود كاهن ولو تسكي وجان كوهن ..... والكثيرين .
وفيما يذكر الأستاذ الدكتور بكري الشيخ أمين أنه بحث عن الذي سما هذه الحقبة فإذ به مستشرق ألماني وإذ قامت عدة ندوات حول هذا العصر فتح الله عليهم وسموه العصر المملوكي فتناقات وسائل الإعلام هذه التسمية وانتشرت انتشارا ًعجيباً .
هذا ما توصلنا إليه أخي الكريم .أن هذا العصر جدير بالدرس والبحث وإعادة القراءة لما فيه من دروس وحضارة نيرة تكللت بدحر الهجمات الصليبية والمغولية وإذ يسميها الغرب عصور الانحطاط فهو لدفعنا لعدم الرجوع إلى هذه الفترة المميزة والاستفادة من تجاربها خاصة في هذا الوقت الذي تجددت فيه الحروب الصليبية
ولأخذ العلم أن تسمية الحروب بالحروب الصليبية هي من تسميه الغرب آنذاك كما سماها بوش ويسميها الآن بوش
قائد الحروب الصليبية .
طارق شفيق حقي والله من وراء القصد.
--------------------------------------------------------------------------------