صحـوة عـشائـر .. أم غـفـوة ضـمـائــر
من فشل الي فشل ومن هزيمة الي هزيمة هذا هو حال الإحتلال الأمريكي في العراق وأركان إدارته فالإحتلال الأمريكي لبلاد الرافدين يواجه مأزقاً حقيقياً بكل معاني الكلمة ولم يحقق هذا الإحتلال أو أذنابه من العملاء أي تقدم علي الصعيد الأمني أو السياسي منذ أن وطأت أقدامه ارض عراقنا الحبيب و الجريح وأن هذه الإدارة الجامحة والغبية مازالت غير قادرة علي تصحيح مسارات سياساتهاالخاطئه والغريب في الأمر هو أنها لم تعترف بعد بوجود خطأ ولم تبدأ مرحلة جلد الذات وما زال التيار المحافظ المرتبط بمصالح صهيونية مسيطراً علي القرار ولم يتمكن معارضوه من تحجيمه برغم سياساته التي أرهقت العالم بالعديد من المشاكل والحروب وإن كانت تبدو علي السطح إشارات مفادها محاولة إقصاء جماعة الصقور جانبا وعودة الحمائم الي مشهد الأحداث وبات هذا واضحا من تصريح وزيرة الخارجية الأمريكية كونداليزا رايس عندما وصفت العلاقة الأمريكية مع سوريا وإيران بأنها ليست لها أعداء دائمين فهذا لم يكن يحدث لولا ما تواجهه أمريكا من هزيمة في العراق وأصبحت عاجزة ومتورطة في حرب لاتستطيع أن تحقق فيها أي إنتصار إذ ليس أمامها عدو محدد ولكنه شبح بلا عنوان فهذه الحرب العبثية التي تديرها في العراق لا تعرف أي عدو تواجهه ولا ما هي أهدافها فالمعلن غير معروف والعدو بالنسبة إليها غير مرئ إنها الورطة بكل معاني الكلمة هذه الورطة التي سقطت أمريكا فيها بكل قوتها العسكرية والإستراتجية وليس هناك مخرج منها ألان فالإنسحاب ومخاطره كالوجود كلاهما أصبحا يشكلان مغامرة علي الإحتلال وأذنابه وعملائه الذين أتوا علي ظهور الدبابات الغازية كذلك المشكلة تكمن أيضا في الأنظمة العربية التي تسمع وترى شعب يذبح دون أن يحرك لها ساكن كما لو كنا أمة من النعاج يسوقها أمامه راعي البقر الأمريكي دون إعتراض ولولا فضل المقاومة العراقية الباسلة وضرباتها التي أحرقت جسد هذا الاحتلال وأركان إدارته لما كانت كل مشاريعه تتهاوي ولم يبقي أمام هذه الإدارة الصهيونية وهذا الرئيس المفلس إلا الهروب والإنسحاب وليس أمام مهندسي الحرب الأمريكية اليوم إلا البحث عن مخرج أو مهرب فقد كثر الحديث اليوم عن فكرة الهروب وأخيراً قد صرح الجنرال الامريكي" ديفيد باتريوس" قائد العمليات العسكرية في العراق لقناة" فوكس نيوز" الأمريكية بأنه من الممكن تخفيض عديد القوات الأمريكية المقاتلة في العراق الي الربع وذلك خلال العام 2008مرجعا ذلك الي تحسن الوضع الأمني في البلاد ولولا تردي الوضع المعنوي والمادي لجنود الإحتلال الذي سوف يستعين وهو الشئ المضحك بإرسال نوع من الكلاب الأمريكية لمساعدتهم في رفع الحالة النفسية المتردية لما جاء هذا التصريح وحتي لا نُفرط في التفاؤل فإننا نقول أن العدو ما زال يحاول ولن يكون خروجه سريعا أو سهلا فهم لا عهد لهم ولا ميثاق يحاولون الكرة بعد الكرة ومن خطة الي خطة ومن مؤامرة الي مؤامرة ومن مؤتمر الي مؤتمر لعلها تؤخر من سن الإحتلال أو يعوض ما خسره في هذه الحرب وتأتي أخيراً وليس أخراً إحدي أخوات هذه الخطط ألا وهي ما سمي" بصحوة العشائر" هذا المسمي البدعة لان عشائر العراق في صحوة مستمرة وليسوا في غفوة هذه البدعة التي أراد بها المحتل محاولة تحييد بعض عشائر العراق من أبناء القبائل العربية الأقحاح وقام بتجنيد أبناء هذه العشائر في مجموعات أمنية ليست تابعة لحكومة اوجيش وإنما هي في حقيقتها ميلشيات مسلحة يقدر تعدادها حسب المصادر الأمريكية بحوالي 77الف عنصر تشكلت جميعها في محافظات يطلق عليها اليوم في ظل الإحتلال بالمثلث السني وتتركز في بغداد والموصل وكركوك وصلاح الدين والأنبار وديالي وتكون مهمة هذه الصحوة زوراً وبهتاناً تحت بريق الوعود و الأموال هي معاونة القوات الأمريكية في تتبع ومحاربة العناصر المسلحة والتي يطلقون عليها كذباً بتنظيم القاعدة ونسوا أنهم هم وعملائهم من إبتدعوا فكر الإرهاب وتمويله عن طريق ميلشيات الموت التي تقتل علي الهوية وشركاتهم الأمنية التي تشكلت من عتاة الإجرام والتي فتحت لهم أبواب الإستيطان علي مصراعيها والتي وجدت في العراق مرتعاً لها إضافة الي أجهزة المخابرات الصهيونية التي تعمل علي تخريب النسيج العراقي من خلال تجنيد عناصر تقوم بإعمال تخريبية ضد المدنيين في الشوارع والميادين والأسواق مع القتل بالجملة للأبرياء وإلصاق هذه العمليات الإجرامية بالعناصر المسلحة التي تنتمي الي فصائل المقاومة المختلفة والتي تقاتل الإحتلال وأعوانه وتطلق عليهم تنظيم القاعدة التي وإن وجدت في العراق فهي لا تشكل توجها كبير اً فهي تحاول إستعداء الشارع العربي والعراقي علي أبناء المقاومة العراقية القومية والإسلامية والبعثية والتي هدفها هو تحرير البلاد من دنس الإحتلال وهو منهج عام لكل حركات التحرر لشعوب العالم ولذا يسعي هذا الإحتلال البغيض الي إستخدام مشاريع وخطط قديمة جديدة علينا من إحداها خطة تجنيد أبناء العشائر العربية رافعة شعار" فرق تسد" هذا الشعار الذي تحاول أن تستخدمه دائماً الدول الإستعمارية والإمبريالية عند إحتلال أي أرض أو أي شعب وخاصة في بلادنا العربية والإسلامية من إستعداء وإثارة النعرات الطائفية بين مختلف ألوان وأطياف المجتمع الواحد فهي سياسة إضعاف وقتل الروح المعنوية والإنسانية وتقطيع أوصال الوطن الواحد حتي يسهل علي الغزاة الطامعين في السيطرة علي البلاد 0لقد أدرك الإحتلال الأمريكي من خلال دراسته لتجربة الإحتلال البريطاني للعراق في عام 1918 والذي تم دحره عام 1920 بان مصير بقاء الإحتلال وخروجه معلقا بيد أبناء العشائر والقبائل العراقية و العربية فهي التي أجبرت الإحتلال الإنجليزي علي الخروج من أرض الرافدين مقهوراً مهزوماً علي أيدي أبناء ثورة العشرين التي تشكلت من جميع طوائف الشعب العراقي العربي العروبي والتي كتبت تاريخاً حافلاً بالبطولات والملاحم التي هي أصلاً من صفات العشائر العربية الأبية والتي لازمت تاريخهم المعروف عبر تاريخ العراق المجيد ولم تكن إلا منارات للحضارة والعلم ونصرة الحق ودحر المعتدين وعدم تلوث أياديهم ناصعة البياض بأيدي المحتل الأثيم وهذه الصفات هي التي أرعبت المحتل الامريكي الغازي لأنها هي مكمن القوة لديهم والتي يجهلها رعاة البقر ولذا لجأ هؤلاء الغزاة إلي حيلة وخطة وبدعة أبناء الصحوة من أصحاب النفوس الضعيفة تحت إغراء المال مقدما لهم وعوده الكاذبة والزائفة و محاولاً طمس ماضي هذه العشائر العربية وتشويه قيمها البطولية محاولا كسر إرادتها في التصدي لمشاريع الإحتلال عن طريق تجنيدهم وتحييدهم والتصدي للمقاومة الباسلة وتأتي هذه الخطة علي خلفية تقسيم العراق الي كانتونات صغيرة وقد تناولنا ذلك بالتفصيل في أكثر من مقال والذي ذكرنا بقولنا فيه أن الإحتلال يسعي الي شرذمة دور الدولة المركزية وإخضاعها لجماعات طائفية أو عشائرية تكون من شانها إدارة عدد من الأقاليم أو المحافظات سواءاً كانت هذه الأقاليم سنية أو شيعية أو كردية فالقصد من ذلك هو القضاء علي تركيبة الدولة بمفهومها العام والتي تتكون من مختلف الأعراق والأديان والطوائف وتغييب فكرة الوطن الواحد وتكريس فكرة الإنتماء الي القبيلة أو العشيرة أو القومية وهذه هي العقبة الوحيدة أمام الإحتلال التي إن أستطاع القضاء عليها أو تكريسها يكون قد حقق أهم مشاريعه الإستعمارية في إحلال الإنتماء الي العراق واختصارها في الإنتماء الي العشيرة وعزل أهل البلد الواحد عن بعضهم البعض فكل منهم يتمسك بقوميته وطائفته ودينه عن عراقيته وبذلك يتحلل ويتفكك المجتمع العراقي ألفسيفسائي البديع وبذلك يكون الإحتلال الأمريكي قد تمكن من زرع بذور الفتنه ووضع لنفسه قدماً علي أرض بلاد النهرين و نحن علي ثقة وكلنا يحدونا الأمل في أبناء العراق الشرفاء الأبطال من أبناء العشائر العربية الأصيلة بان شرفهم وكرامتهم وعزتهم مع أشقائهم من أبناء المقاومة التي تقاوم المحتل وأذنابه فلا كرامة لشعب انُتهكت أدميته واغتُصبت أرضه وعرضه وماله فالمحتل ما زال يعيث في الأرض فساداً ويستعدي الأخ الشقيق علي شقيقه ويقاتل كل منهما الأخر من أجل بقائه هو جاثما علي أنفاسهم هذا هو هدف المحتل الصهيوني الغاصب فقد إقترب في الأفق نور الإنتصار والعدو يخشي الإعتراف بالهزيمة ووقت الهروب قد دنا ولذا يحاول أن يُجيش النزعات القبلية والطائفية لكي يقضي كل منهما علي الآخر ولذا نناشدأهل وأبناء العراق ألغياري والنشا مي ممن ينتمون الي ما يسمي بالصحوة بصحوة ضمير وصحوة مبادئ وصحوة قيم وعدم التعاون مع المحتل الغاصب الذي انتهك كل الأعراف والقيم الإنسانية وكان أول من تعرض لأبشع أنواع الإنتقام علي أيدي الإحتلال الإنجلوامريكي هم أبناء العشائر العربية وما زالوا منهم من يقبع في سجون ومعتقلات الأمريكان ويشهد علي ذلك ما حدث في سجن أبو غريب لابناء العرب من السنه والشيعة وزعماء ووجهاء العشائر من تعذيب وإكراه بدني ونفسي وجنسي علي أيدي مغول العصر وأن ماحدث للرئيس الرمز صدام حسين ورفاقه الأبطال علي أيدي هؤلاء العنصريين ما هو إلا إذلال لكل عربي يستحق منا الانتقام والثأر لعروبتنا وقوميتنا فيا أهل الصحوة يا أهل النخوة سددوا رميكم علي أعدائكم ووجهوا سهامكم في صدورهم فانتم ومقاومتكم أمل الأمة ارفضوا الاشتراك في أي عملية سياسية تعرض عليكم فقد هالنا ما أستمعنا إليه من عدنان الدليمي بقوله أن صحوة الأنبار تبحث في ترشيح وزراء لها بدلا من وزراء التوافق الذين قدموا إستقالاتهم من الحكومة فكل من يشارك في هذه العملية السياسية فهو يساعد علي إطالة أمد الإحتلال وأعوانه للبلاد فالحذر كل الحذر من الانضواء تحت جناح المحتل فانتم أول من يتخلص منهم بمجرد إنتهاء مهمتكم ولابديل سوي المقاومة التي تنكسر علي صخرتها كل من حاول وفكر في وضع قدم علي أرض الأنبياء والصحابة الميامين وعاش العراق وعاشت المقاومة وليخسئ الخاسئون
الوعي العربي
******************************