*إنك تعلمني كيف أكتب في الحب .. ولكنك لم تعلمني من أين يأتي الحب أصلا..!*
أجد الحب مواضع ثلاثة..
" حب تكنـُّـه .. وحب تسنــُّـه .. وحب تبحـث عنـه "
أما الذي تكنه.. فأنت ملهبُـه و منبعُ تدفقه.. و تخفيه عن الناس.. !
و أما الذي تسنه..فأنت تصطنع إحساساتِه..وتقننُ دوافعَه..و تود لو تنظمُ سلوكاتِه..
وتسعى أن تجهر به..!
و أما الذي تبحث عنه..فإنك لا تملكُ زمامَه..و لا تعيشُ لحظاتِ آلامه و لذاته إلا تخيلا ً .. تقربُه خطوة ً..و تبعدُه أميالا ً و مراحل َ..وتتمنى لو تستشعرُه لِلحظة ٍ صدقا ً. .و حائرٌ بين أن تخفيـَه أو تجهرَ به.. !
* * *
الحيرة ُ في مواضعها الثلاثة تتلونُ و تتباينُ و تتسللُ كما اللص ..و تطوفُ كما الحمى ..ولا تخرج من القلب و الصدر إلا كما تنفلتُ الحَسكة ُمنَ الصوف ِالمبلولِ..لكن الحب يجد السبيلَ إلى القلوب العطشى..الغائصة في ملكوت التأسي .. بعد جهدٍ و نصب.. !
وكل من يفتقدُ محبا – ولو في نفسه – لنْ يجدَ من يُعَزِيَهُ في ظلمةِ الوحدة ِو سلَوات ِالحيرة .
" فصاحبْ نفسَك وكنْ محبـا لِغيركَ من خلالك ".. تتفلتْ من بين يديْ قلبك ِالمرهف الصغير ِ..سواقي و شلالاتُ الإحساس الإنساني المتدفقة ، إذ كلنا يتحينُ الفرصةَ ليواجه ظلـَهُ – بخوف ٍ- حتى يحوله من غول ٍ متوحش ٍ إلى غصن ٍ رطيب ٍ ندي ٍ..لا يخاف القحط َ.. ما دامت الجذورُ على موعد ٍ مع الانتعاش ِالمرتقب ِ.. و لنْ يأبهَ بالفيضان ..ما دامت ِالأوراقُ على تماس ٍ بالوجود.. وعلى موعد ٍ– هي الأخرى – بالرحمة ِالتي تولد الانتعاشْ.
* * *
كنْ مُحبـًـا بأية طريقة ٍ تشاء..فالمهم أن تكون كذلك .. !