لَيْسَ لَكَ الْخَـيَارْ
لِي أنْتَ يا وَطَني
وليْسَ لكَ الخَيارْ..!
مُنْـذُ ابْتِداءِ الخَلْـقِِ
حتّى.....
يُطلِقُ الليلُ النّهارْ
مُنْـذُ اسْتَوى الزيتُونُ
مُختـالاً
بِطـُورِِ سنينِــهِ
فأوقـدَ زيتَـَهُ
نوراً ...على نور
ونـَـارْ
مُنـْذُ ابْتهاجِ الكُحْلِ
في أجْفانِها...
تلكَ الحبيبةُ
وهيَ فارِدة جَدائلها
على كَتفيكَ
تختلسُ الهوى
مِنْ حيثُ لا تدري
عصافيرٌ .......
تُمارِسُ طقسها اليوْمِيِّ
سقسقةً...بعين الشمسِِ
رَفرفةً مُلـونةً
تُمَشّطُ مَـدّكَ الصَّافي
تمُـرُّ بِبَالها الشهواتُ
حبّاتٍ
مُبيدًرةٍ السنابلْ
فإذا توعّدَها الجَرادُ
فليسَ لها الخيارُ
بأنْ تقاتلْ
لي أنْتَ يَا وَطَني
وليسَ لكَ الخَيارُ
بأنْ تَموتَ مُناضِلاً
أو أنْ تعيشَ مُكبلاً بالذلِّ
حتى لو
تفضّضتِ القيودُ
وذُهّبتْ
حَلقاتُ أعْناقِِ السَّلاسِلْ
مَهْمَا
تَوَالَى الليْلُ واتَّـشَحَتْْ
أهازيجُ الحبيبةِ بالسَّوادْ
مَهْما
نلبّدَتِ السَّماءُ بحالكات
غمامها
واسْتـلَّ
عَسْفُ الضَّيـْمِِ
ياقُوتَ النَّـدَى
مِنْ وَسْمِهَا
واصْطَفَّّـتِ الغِـرْباَنُ
تنْـعُـبُ
في شَوَارِدِ نَوْمِها
سيظلُّ يولَدُ
مِنْ مَنَاهِل رَحْمِهـَـا
الْمَطرُ المزمُزمُ
والجيادُ مطَهّماتٌ
والعِنــادْ
لي أنْتَ يا وَطَني
وليسَ لَـكَ الخَيارُ
بأنْ تكونَ حَبيبتي
بعضُ امْتِدَادِكَ
في..ثَنِيـَّاتِ الحقولْ
بعضُ اخْضِرَارِكَ في
سَجاجيدِ السُّهولْ
ألـقٌ توضَّأ بالفُصولْ
ريفٌ مزينًةٌ خَجولْ
عذراءُ كالقمرِ البَتولْ
فافْرِدْ جناحَكَ ضُمَّنا
كي نكتسي ذَوْبَ السَّنا
فالكونُ والدُّنيا لنا
فإذا
أفَاقتْ زهرةُ الدُّفـلى
تحوّمُ حولنا
نتبادل الأدوار
يا وطني
فأنت عتادها
وأنا الزنادْ
يوسف أبوسالم...