أحكام الشريعة بين الدعوة والرخصة:
------------------------------------
الشريعةالإسلامية سمحة، والدين يسر، والإسلام واقعي إنساني في كل جانب من جوانبه.
ولكن في كثيرمن الأحيان يساء فهم بعض أحكام الشريعة الإسلامية،فتتهم الرسالة، التي أنزلت رحمة للعالمين، بالتطرف واللاواقعية والإنحيازلجانب علىحساب الجانب الآخر.
وفي المقابل(وبكل أسف) وبدلامن الشرح والتوضيح لإحكام الشريعة السمحة المنصفة، هناك من المتصدين للعمل الإسلامي، من تدفعه العاطفة ليردعلى الإتهام الأول بإتهام مقابل!! ناعتاالأول بالكفر والزندقة والخروج على أحكام الله، معمقابذلك الإتهام الأول!! وجاعلامن الشريعة وأحكامها، ثوابت جامدة لاتقبل النقاش والمساءلة،لاغيابذلك إسلوب الحوارالذي يدعوله الدين وتقره الشريعة نفسها.
والحصيلة من كل ذلك تعصب ونقمة وشوشرة.
ولنأخذبعض الأمثلة من أحكام الشريعة والتي يساء فهمها،أولاتفهم بإستيعاب وعمق كمايجب ومنها قضية المرأة.
لاأعرف قضية شغلت الرأي العام المسلم والغيرالمسلم مثل قضية المرأة ونظرةالإسلام لها،وأيضا وضعهافي المجتمعات المسلمة!!
فغيرالمسلمين(ونظرالمقاييسهم أوبدافع من تعصبهم) وجدوافي نظرةالإسلام للمرأة،أوسع بابا للنقد وأكثر من مغمز، لنعت الشريعة بعدم الواقعية وعدم مجارات التطورفي الحياةالبشرية.
وأماالمسلمون فأنقسمواإلى مصرمعاندفناقم، على كل مستفهم عن وضع المرأة في الإسلام إلى اللامبالي والمسايرلموضة المساوات التامة بين الرجل والمرأة، في كل شيء بإعتبارهانصف المجتمع.
المصرون المعاندون يسيئون للإسلام أكثرمن غيرهم. لإن إصرارهم يلغي إظهارالوجه المشرق للشريعة وذلك في كون الدين قناعة ورحمة، ومثل أخلاقية عالية،وليس تزمت وتعصب وقدقال نبي الرحمة:
(لقدأتيتكم بشريعة سمحاء)
(إنمابعثت لأتمم مكارم الأخلاق)
وأماالمسايرون لموضة المساوات، بين الرجل والمرأة، بأعتبارهانصف المجتمع، فلاهون ولاأباليون، وقطعاتجدهم غيرجادين في فهم وتطبيق أحكام الشريعة،التي أنزلت رحمة للبشر، لذلك فهم أيضايسيئون للدين ومثله الأخلاقية السامية.
ففي تقديرنايخطأمن يتصوربأن المرأة نصف المجتمع.
المرأة كل المجمتع.
فلولاالمرأة لماأستمرت ديمومةالحياة على وجه الأرض، وحتى عندوحوش الغاب الكاسرة، فلولا غريزة الأمومة عندالأنثى لأنقرضت تلك الكائنات منذوهلة خلقهاووجودها.
وإن عنصرابهذه الأهمية وعلى هذه الدرجة من الخطورة لحري بأن يحسب له ألف حساب، وحري بأن يعطى حقه كاملا غيرمنقوصا ليؤدي مهمته العظيمة والخطيرة في مسيرة الحياة البشرية.
فحسابات غيرالمسلمين وحسابات دعاة العلمنة والتمدن من المسلمين تساوي بين الرجل والمرأة في كل شيء ظنامنهابأن ذلك ينصف المرأة ويعطيها حقها كاملاغيرمنقوصا.
وحسابات الشريعة تضع الأمورفي نصابهافتنصف المرأة، لتعاملهاكمرأة، وتنصف الرجل فتعامله كرجل.
فنظريا، قدنستطيع أن نقنع الجميع بتساوي اللون الأحمرفي الأهمية مع بقيةالألوان ومنها الأخضرأو العكس. ولكن على صعيد الواقع،اللون الأحمريبقى أحمرا بورديته وأزهاره، وله رونقه وبهاءه، وبالتالي رواده وعشاقه، والأخضر يبقى أخضرابصفائه وهدوءه ومبعث راحته وبالتالي أحبابه، وعندما يجتمع اللونان يثمران في إدخال البهجة والسرورلكل قلب.
هكذايجب النظرللمرأة، يجب أن ننظرلهاكمرأة، كماننظرللرجل كرجل، وإلامن الأشمئزازوقلة الذوق بمكان أن نشاهد، ذلك القوام القائم، والقدالناعم،وهو يقف مصطفا، بين الخشنين من الرجال، بسواعدهم المفتولة، ولحاهم الكثة المثقولة،كل حسب دوره في إقتناء سلعة أوالحصول على منفعة.
وأيضاهناك ظلم فضيع نظلم به المرأة، إن حملناها بمالايتناسب مع وضعها كمرأة!!نلزمها بالحضور الدائم الساهر،ولا نراعي ماأعتادت عليه من ظرف شهري دوري قاهر!!
للموضوع بقية: