لن تنام الليلَ
أتنامُ هذا الليلَ
عينايَ المضمّختانِ في لون الأرقْ ؟
وقوافل الأشباحِ تهتِكُ سترَ ذاكرتي
لتوقظَ ما تبقّى من أحاديث
استدار بوجهها ركب الزمانْ
يا ويح من تشقيه ذاكرة ٌ
يزلزلها فحيـحٌ
مثلَ أشواق المضاربِ
حين يُنشِـزُها نزوح العابرينَ
إلى السماءْ
أوتادُ بيت الريحِ
تقذفها احتمالات الرحيلْ
ورواقنا متدثّرٌ بصقيع أمطار الشتاءْ
أمي تحضّر خبزها بمهارةٍ
في قلبها / التنورْ
وتجيء تطعمهُ لثغرٍ
ملّ من طعم السذاجة والبكاءِ
وهذه الأنواءُ , كم يحلو لأمي أن تودّعها
رغيفاً من شقاءْ ؟ !
يابيتنا
يا أيُّها الخاوي على أصحابه :
كم ذا يطول بنا التنكرُ
لانبعاث العطر من شاي الحطبْ
وحديثِها عن والدي
الموؤود في آهاتها
متزمّلاً بدموعها السوداءْ ؟!
وأنا لأجلك سوف يطويني الزمان حكاية رملية الأكفانْ
* * *
كم أنثني خجلاً أمام تساؤل الأطفال عن أحلامهم
في قطعة الحلوى بيوم العيدْ
يتسوّلون عيون من يحنو عليهم
من حماقة بعضنا
وقلوبهم شتّى
يبعثرها الكبار بحنكة حول القبورْ
* * *
صوت الذئاب يعفّر الأرجاء في صخبٍ
ووجْه الأرض مكسوٌّ بوقع حوافرٍ وحشية الأشكالْ
والقابعون بقعر غفلتهم تناءوا في الضبابْ
لاحسّ يوقظهم
ولا نجراً
ولا يستيقظونَ !!
وأنت مرتهنٌ بذاكرةٍ
يمزقها صهيل الأمنياتْ
يـــــا أيّهذا الليلُ
كم يغفو على أوجاعهِ ؟
من بات ممتلئاً بغيظ العاجزين
عن التفكّرِ
والتأمّلِ
في قوافل تمتطي آمالها
وتحثُّ نحو الفجر قِبْلتها
وتثير نقْعاً في الضميرْ
16 رمضان 1418
عبد الباسط عليان