الكتابة
يقال بأن في كل كتابة نفس الرغبة للخلود، فهل الكتابة هي حصانة ضد الموت؟
فسؤال الكتابة في حد ذاته يوازي سؤال الوجود،لأن الانسان يحدد في التعريف العامي والفلسفي، ككائن حي من خلال قدرته على الكلام/الحكي{8} كما أن فعل الكتابة إنما يهدف الإجابة عن الإشكالات الكبرى التي شغلت التفكير الانساني،فعندما يكتب الكاتب إنما يحاول مقاربة الواقع أولنقل" الحياة"بطريقته الخاصة ومن خلال تجربة ذاتية، أوغير ذاتية.
لهذا اعتبرت الكتابة في أحيان كثيرة كعلاج نفسي للبحث عن التوازن المفقود، توازن ترجم إلى أشكال نثرية وشعرية وغير خاضعة للتجنيس الأدبي وأخرى فنية... كل ذلك يدفعنا للتساؤل هل استطاعت الكتابة أن تحتوي القلق والألم الانسانيين. فالشعور بالألم هو شعور أساسي تماما كالموت كما يقول "فولتير".
وتجارب كثيرة برهنت على أن الموت والكتابة يسيران في نفس الخط (ياسوناري كاوباتا،مارتا لينش،ارنست همنغواي،تيسيرالسبول،خليل حاوي،حوري الحسين....) لكن بالنسبة لأخرين الكتابة انتصار للحياة فقد عبر" جاك نشي" عن ذلك قائلا : كتب المسرح من أجل الإنتصار للحياة .بخلاف" أسكار ويلد" الذي يرى بأن كتابة سيرة ذاتية مؤشر على أن هناك خوف من الموت.
سواء كتب الانسان انتصارا للحياة، أو لأنه يخاف الموت تبقى الكتابة فعل متأصل في عمق الكينونة البشرية.
هوامش:
{1} في حضرة الموت/ المصطفى سكم
Victor Hugo Poéme Ame/poésié .webnet/France/hugo{2}
Martin Heidegger L’etre et Temps /membres.lycos.fr/laphilosophie/vue.auteur=Heidegger(3)
{4} مذكرة ميت/محمد اللغافي
Vladimir Jankelevitch La mort / l’impensable de la mort/www.philagora.net (5)
{6} موت/ البشير الأزمي
{7} المرجع السابق
{8}مرجع سابق هايدجر/ L’etre et Temps