بسم الله الغفور الغفـّـار :
- بدأت مداخلتي بذلك لأن " الغَفُورُ الغَفّارُ، جلّ ثناؤه، هما من أَبنية المبالغة ومعناهما الساتر لذنوب عباده المتجاوز عن خطاياهم وذنوبهم " كما جاء في لسان العرب لابن منظور ، أما لمن أطلب المغفرة فلنا أولا ً ثم لنزار قباني – رحمه الله – ثانيا ً وليس ذلك حبا ً بنزار فقط ولكن – وهو الأهم – لأن ذلك ما علــّمنا إياه محمد – عليه أفضل الصلاة و أتم التسليم - .
- إن الحديث عن نزار هو حديث ذو شجون – أي يجر بعضه بعضا ً – ولذلك لن أوغل فيه إلا من خلال عناوين عريضة أعلق عليها بابتسار .

1 – كيف نظر الله إلى ما يقوله الشعراء خصوصا ً

- { وَالشُّعَرَاء يَتَّبِعُهُمُ الْغَاوُونَ{224} أَلَمْ تَرَ أَنَّهُمْ فِي كُلِّ وَادٍ يَهِيمُونَ{225} وَأَنَّهُمْ يَقُولُونَ مَا لَا يَفْعَلُونَ{226} سورة الشعراء .
- نلاحظ في الآيات الثلاث :
أ – أتباع الشعراء هم الغواة
ب – هيام الشعراء في كل واد
- " رُوي عن الحسنِ في قوله تعالى: (ألمْ تَرَ أنهم في كلّ وادٍ يهيمون) أنه قال: قد رأينا أودِيَتَهم التي كان يهيمونَ فيها مرّةً في مديحٍ ومرّةً في هجاء. ورُويَ عن ابن مجاهدٍ أنه قال: إنّما يَهيمونَ في كلّ فنٍّ يَفْتَنّونَ فيه من فنونِ الشعرِ. "
ج – فصل القول – الشعر عن الفعل
- " قيل في قوله تعالى: (وأنّهم يقولونَ ما لا يَفعلون)، أي يدّعونَ على أنفسهم أنهم قتَلوا وماقتَلوا، وزَنَوْا وما فعلوا، وما شابَه ذلك... وأقوالُ المفسّرينَ في ذلك كثيرةٌ شهيرة ."

2 – كيف تعامل الرسول عليه الصلاة والسلام مع الشعر .

- لن أذكر حسان بن ثابت – رضي الله عنه – لأنه خارج إطار ما نحن بصدده ، ولكن سأشير إلى قصة يعرفها
الجميع وهي قصيدة كعب بن زهير التي أنشدها في حضرة الرسول صلى الله عليه وسلم وفيها :
بانت سعاد فقلبي اليوم متبول .... متيم إثرها لم يفد مكبول
هَيفاءُ مُقبِلَةً عَجزاءُ مُدبِرَةً .....لا يُشتَكى قِصَرٌ مِنها وَلا طولُ
تَجلو عَوارِضَ ذي ظَلمٍ إِذا اِبتَسَمَت ....كَأَنَّهُ مُنهَلٌ بِالراحِ مَعلولُ
وفيها مدح للرسول عليه الصلاة والسلام الذي كافأه بأن أعطاه بردته الشريفة ، ولا يخفى عليكم ما في القصيدة من وصف حسي ومن ذكر للخمرة ، ولكن الرسول عليه الصلاة والسلام كان
يدرك أن للشعر وظيفة شعرية ، ولو كان الشعر إحدى وسائل التربية لما نفاه الله عن رسوله فقال في سورة
يس {وَمَا عَلَّمْنَاهُ الشِّعْرَ وَمَا يَنبَغِي لَهُ إِنْ هُوَ إِلَّا ذِكْرٌ وَقُرْآنٌ مُّبِينٌ }يس69 .

3 – كيف ينظر الناس بشكل عام لما يقوله الشاعر .

في الشعر ليس مهما ً ما يقال بل كيف يقال ، واللغة في الشعر حرباء تتلون بكل لون ، ولانستطيع الركون أبدا ً للمعنى الظاهري للألفاظ فمعانيها مجازية – على الأغلب – وهي في الشعر العربي الحديث انزياحية أكثر من مواقف أي رئيس عربي .

4 – كيف نقيّم نزار كشاعر وكإنسان .

أ – نزار كشاعر لا يختلف عن كثير من الشعراء الكبار فلديه الغث ولديه الثمين ، ولا نستطيع التكهن أبدا ً بمدى
شبهه بشعره ، وقد سمعت – والله أعلم – من أحد المقربين إليه أنه كان خجولا ً مع النساء .
ب – نزار كإنسان لا يحق لنا أن نخوض في ذلك
أولا ً : لأن الرجل ميت ولا تجوز عليه إلا الرحمة
ثانيا ً : لم يكفّر محمد عليه الصلاة والسلام مسلما ًوراجعوا قصة وفاة عبدالله بن أبي سلول
ثالثا ً : لا نملك معلومات كافية عنه عدا شعره وهو لا يعد وثيقة للحكم على إنسان كإنسان

و بعد أن استغفر الله لي ولكم ، أرجو أن تعلموا أنني أحترم آراءكم جميعا ً مهما قاطعتني أو تقاطعت معي .
والله خير من نبدأ وهو خير من يختم .