من سيستجيب لنداء الحبّ !!؟؟؟...
أين هم الذين يتصادقون من أجل الله , ويحبون لله !!؟؟...
أين هم أولياء الله الذين لا خوف عليهم ولا يحزنون !!؟؟..
أين نحن من هؤلاء الذين تعلموا مبادئ الأخوة في الله من
مدرسة حبيب الرحيم الرحمن !!؟؟..
أين التكافل الاجتماعي الذي أمرنا به الله ورسوله النبي الأميّ , وصحبه الكرام !! ؟؟...
أين نجد النصح , والتنا صح ومع من !! ؟؟...
هل نجده مع من يقتلون, ويشردون , وينهبون ثروات الأمة ويهتكون,أعراضها وحرماتها , ويسعون لتشريح جسدها, وقطع أوصالها !!؟؟..
أم نجده مع المنافقين الفاسقين الذين لم يعرفوا عهدًا , ولا ذمةً, ولا وفاءً سوى أنهم يسعون للفساد في الأرض!! ؟؟...
لنعد قليلا إلى جيل النبي المصطفى محمد - صلى الله عليه وسلم-!!؟؟؟
لنعد إلى الجيل الفريد الذي أضاء بحبه, وعلمه, وإحسانه الدنيا نورا , وجمالا , وعدلًا , وإحسانًا !!؟؟..
لنعد إلى معنى الأخوة في الله , وحقيقتها !!؟؟..
الصحابي الجليل – سعد بن الربيع –تعلم ودرس التآخي
, والحب من مدرسة الحبيب محمد- صلى الله عليه وسلم - يقول لأخيه –عبد الرحمن بن عوف – حين آخى الرسول المعلم النبي الأمي بين المهاجرين والأنصار :
عَنْ ثَابِتٍ ، وَحُمَيْدٍ ، عَنْ أنسٍ ؛
أَنَّ عَبْدَ الرَّحْمَنِ بْنَ عَوْفٍ قَدِمَ الْمَدِينَةَ ، فَآخَى رَسُولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم بَيْنَهُ وَبَيْنَ سَعْدِ بْنِ الرَّبِيعِ الأَنْصَارِيِّ ، فَقَالَ لَهُ سَعْدٌ :
( أَيْ أَخِي ، أَنَا أَكْثَرُ أَهْلِ الْمَدِينَةِ مَالاً ، فَانْظُرْ شَطْرَ مَالِي فَخُذْهُ ، وَتَحْتِي امْرَأَتَانِ ، فَانْظُرْ أَيُّهُمَا أَعْجَبُ إِلَيْكَ ، حَتَّى أُطَلِّقَهَا . )
المسند الجامع ج3 ص1
لم ير من بد حين آخى الرسول - صلى الله عليه وسلم - بينه وبين عبد الرحمن بن عوف إلا قوله هذا .....
لم يعرف هؤلاء البغض, والحسد , والكره , والتنافر ...
لأن معلمهم , و رسولهم النبي العربي الأمي علّمهم بأن الإسلام دينهم ,هو دين تجمع, وألفة , ومحبة فيما بينهم .....
هؤلاء نهلوا علمهم من مدرسة النبي الأمي , ونهجوا نهجهم
من كتاب الله العلي القدير , فكانوا قلبًا , وروحًا , وجسدًا واحدة ...وشعارهم الوحيد :
إنما المؤمنون أخوة
آية عظيمة جليلة تجاوب معها جيل النبي الأمي ليحلق بالنفس الإنسانية إلى ما وراء حدود الزمان, والمكان وهم يؤثرون على أنفسهم ولو كان بهم خصاصة .....
سعادة كبيرة تتحرك معها القلوب, وتسعد في ظلالها الأنفس , وتأتلف بها الأرواح لتجوب الآفاق , وتستجيب لنداء المحبة والأخوة في الله ...
مشاعر إنسانية راقية , أثارها الوحي الإلهي , والسنة النبوية لتبقى نبراسًا ينير طريق كلّ من أرد أن يستظل بظلّ الرحيم الرحمن......
شعور وجداني عميق, ينبع من أصل العقيدة ليتجاوب معه الجيل المسلم تجاوبا نفسيا ويعمل بما أمره الله به ورسوله : في قوله صلى الله عليه وسلام :
( لا يؤمن أحدكم حتى يحبّ لأخيه ما يحبه لنفسه )..
جيل فريد نشأ في مدرسة الحبيب , وأجاب النداء العلوي الجليل .. كيف لا وهم في حماية الله ورعايته وكنفه !!؟؟..
كيف لا وهم يتحابون في الله, وقد سمعوا حبيبهم الرسول صلى الله عليه وسلم
يقول :
عن عمر بن الخطاب رضي الله عنه قال :
قال رسول الله صلى الله عليه وسلم :
( إن من عباد الله ناسا , ما هم أنبياء ولا شهداء , يغبطهم الأنبياء والشهداء يوم القيامة بمكانهم من الله . قالوا : يا رسول الله , فخبرنا : من هم ؟. قال : هم قوم
تحابوا بروح الله , على غير أرحام بينهم , ولا أموال يتعاطونها . فوالله إن وجوههم لنور. وإنهم لنور . لا يخافون إذا خاف الناس . ولا يحزنون إذا حزن الناس . وقرأ؟ :: ألا إن أولياء الله لا خوف عليهم ولا يحزنون)
رواه أبو داود
وهل هناك أجلّ وأعظم من أن نكون أخوة متحابين في الله , ومن أجل الله !!؟؟..
في حديث قدسي عن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال الله عز وجل :
( قد حقّت محبتي للذين يتحابون من أجلي . وقد حقّت محبتي للذين
يتزاورون من أجلي . وقد حقّت محبتي للذين يتباذلون من أجلي ,
وقد حقّت محبتي للذين يتصادقون من أجلي ) .
رواه أحمد والطبراني
بقلم : ابنة الشهباء