قال خوزي ساراماغو "ان العالم اليوم يعيش في عصر يمكننا فيه ان نناقش كل شيء الا الديمقراطية .فالعالم أصبح يتحكم فيه الأثرياء و المنظمات الاقتصادية".
و أضاف و هو صاحب جائزة نوبل للآداب سنة 98 و هو يحتفل بعيد ميلاده 84*ثمة موضوع واحد لا نستطيع ان نناقشه و هو الديمقراطية. ورغم ذلك فليس من الطبيعي ان نتوقف عن ان نسأل ما جدوى الديمقراطية ولخدمة من هي ؟ أهي تشبه السيدة العذراء لا يجرؤ احد على المساس بها؟ لدي انطباع بأن هذا من المسلمات المكتسبة* وخلص الى أننا لانعيش في ديمقراطية فهي ليست سوى ظاهر مخادع.
وقال ساراماغو بمناسبة صدور روايته الجديدة*نفاذ بصيرة* بعد صدور كتابي *إنجيل يسوع* كان لدي إحساس بان مرحلة ما قد انتهت و كان لدي نموذج صور اناديه ب التمثال و الحجر *التمثال هو المظر الخارجي و الحجر هو المحتوى و حتى صدور هذا الكتاب لم افعل شيئا سوى وصف ظاهر التمثال .أما في رواية *العمى* و الروايات التي تلت ذلك فقد عبرت الى داخل التمثال حيث الحجر لا يعرف انه تمثال.و أجاب ساراماغوا حول مل إذا كانت الرواية الجيدة تكملة لرواية العمى بقوله* أثناء الكتابة أدركت ان هذا لا مفر منه لأن الوضع الاستثنائي للعمى الذي عرفته المدينة التي ابتدعتها و الآلام التي هانت منها كثيرا تستطيع ان تتعافى منها عن طريق الوعي.و من خلال هذا المجاز أوضح ان العين لا ترى سوى ظواهر الأشياء إذن يجب ان اتوقف قليلا..أجلس و أصمت أتأمل ليس اعتمادا على النتائج التي حققها كتابي العمى و الذي ينتشر اليوم على نطاق واسع ولكن فيما يخص دوافعه* و يعتقد ساراماغو انه يوجد دائما غرض سياسي في رواياته لكن كتابه هذا قد دخل مباشرة الى عالم السياسة لأنه يتحدث عن الصوت الإنتخابي الأبيض .و من وجهة النظر هذه فهو يعتبر الأكثر تدميرا.
وأوضح*لقد إتهموني بأني اريد تدمير الديمقراطية.هل هدمتها عندما جعلت الصوت الإنتخابي الابيض يخاف ؟
و عندما قدم هذا الكتاب تعجب الرئيس البرتغالي قائلا *أنت لا تفهم ان 15% من اصوات البيض كانت سابقا هي سبب تدهور الديمقراطية؟.لكن التدهور الحقيقي للديمقراطية سببه إحجام ما يزيد على50% من الاصوات نظرا للتصرفات لبعض البيض إتجاه الناخبين.لهذا و ببساطة شديدة لم اقم بالدعاية للبيض بين المواطنين و أقول*ان الذي ستقترحونه لنا ليس بالقدر الكافي عليكم بإختراع شيء آخر.ارجوكم إعرفو الديمقراطية* لكني اعرف انه ربما يبدو هذا غريبا لان من يقوله شيوعي يريد و سيريد ان يدمر الديمقراطية.لكن ليس هذا ما اقصده مطلقا .
و اوضح ساراماغو ان السلطة الحقيقية اليوم هي سلطة الاقتصاد ورأس المال من خلال مؤسسات و منظمات مثل صندوق النقد الدولي و منظمة التجارة العالمية. و تلك منظمات ليست ديمقراطية اما المقولة التي اصابها داء الشيخوخة (الديمقراطية هي حكم الشعب) اصبحت الآن حكم الاثرياء بالأثرياء و للأثرياء مضيفا*لذا نحن نعيش اليوم في ( بلوتقراطية تسلط الأثرياء) و ليس في ديمقرطيات.
المصدر
http://www.vote-blanc.org/articles.php?lng=fr&pg=115
Nous vivons dans une ploutocratie
http://pepites.blogspot.com/
