صراحة لاتوجد مساحة ود بيني وبين كتابة الرسائل الخطية ، وإن كنت في أحيان كثيرة أكتبها كواجب لا مفر منه لأني لا أحسن تقمص لغة مفصلة سلفا فكل الرسائل التي قرأت بأظرفتها الصفراء أو البيضاء بالنسبة لي كانت تلبس نفس العبارات حتى أن الوالدة ذات مرة اتهمتني بالعقوق لمعاكسة رغبتها في كتابة رسالة لأخي وهذا الأمر الغريب والشاذة مني و الذي قد أجد له تفسيرا يوما ما ولاد لدي شعور بأن أي شخص غيري يمكنه كتابة الرسائل الموكلة لي ويكفيه فقط قلم وورقة لفعل ذلك ، لكن هل يسلم الأمر. سابقا و الآن ربما، لكن على مدى أربع سنوات من حياتي المهنية كنت أجد نفسي أمام تسويد خطابات إدارية بمقدمتها المقرفة والتي كانت تملأ صدر رئيسي حبوراهذا الإنتصار لم يدم طويلا فقد تخلصت من هذا الواجب الثقيل بفضل تغيير المهمة.
بالرغم من هذا أعترف أني لازلت أحتفظ ضمن محتويات أغراضي الخاصة برسائل ذات قيمة أدبية تعود لأخي وأتمنى أن توضع ذات يوم بين دفات كتاب.وهذا دليل على أن لغة الرسائل قد تسمو بمحتوياتها إلى مراتب لا تقل عن أهمية عن العملية الإبداعية نفسها.