لم يشدني ذلك الفيلم الأمريكي الشهير والمثير، لأنني لست من هواة أفلام الإثارة. ولقد حرصت على مشاهدته كاملاً، لكي أتعرف على الهدف الرئيس من إنتاجه. وظهر لي في النهاية أن ظاهر هذا الفيلم عن الإرهاب في الخليج، أما باطنه فمجرد استغلال تجاري للتسويق والكسب المادي، عبر مشاهد قتالية من النوع الذي يحبه الشباب.
جملة واحدة استفزتني في الفيلم، حينما قالت الممثلة التي تلعب دور مجندة امريكية بأن الإسلام دين خضوع، أما دينها فهو دين قرار. قالت هذه الجملة وهي تشاهد مجموعة من المسلمين يؤدون الصلاة. وكأن الخشوع الجماعي عندها هو شكل سلبي من أشكال الإيمان. كأنه مظهر من مظاهر فقدان القدرة على اتخاذ القرار.
إن هذه الجملة تعكس مواقف الكثيرين من الإسلام والمسلمين. فهو وهم بالنسبة لهؤلاء مجرد حالة من التبعية العمياء. حالة من الاعتماد غير المنطقي على الغيب من جهة وعلى الآخرين من جهة أخرى. ولقد تنامت هذه الرؤية في ظل عدم انتاجية المسلمين وفي ظل اعتمادهم على فكر الغرب وإعلام الغرب وأفلام الغرب وصناعة الغرب وحضارة الغرب. وفي هذا الصدد، فإن على المسلمين أن يعوا بأن سباتهم الثقافي والفكري والحضاري والصناعي، هو الذي قاد الآخرين إلى المساس حتى بدينهم، وسيقود الى ما هو أكثر.
المصدر