في أمريكا اتضح أن أكثر ثلاث طرق يصبح من خلالها الإنسان ثرياً هي:
@(واحد): أن يولد لأبوين ثريين!
@ (اثنان): أن يمارس أعمالاً مخالفة للقانون!
@ (ثلاثة): أن يتزوج من شخص ثري!
وهذا الترتيب يلغي "الحلم الأمريكي" ويمحو سمعة أمريكا كأرض للفرص النبيلة والطامعين في الثراء.. صحيح أن هناك من امتلكوا ثرواتهم بالعمل الجاد والابتكار المثمر والابداع المستمر؛ ولكن هؤلاء (مجتمعين) يعدون أقلية أمام من ورثوا المال والثروة بدون جهد أو عمل حقيقي (وتقدر نسبتهم 69% من أثرياء أمريكا)..
وحين نتحدث عن مخالفة القانون - ودورها في تشكيل الثروة - لا نتحدث فقط عن زعماء العصابات وتهريب المخدرات بل وعن جرائم اقتصادية غير مرئية يقوم بها محترفون يلبسون بذلات أنيقة ويستشيرون متخصصين يعرفون خفايا الأمور..
أما الزواج من شخص ثري ففرصة يتصيدها البعض كون قوانين الزواج هناك تضمن حصول الزوج أو الزوجة على "نصف" ثروة العائلة عند فسخ العقد ونيل الطلاق (... يعني.. بدل أن تجبر المرأة على رد المهر لزوجها، تنال نصف ثروته نظير قضاء عمرها معه)!!
... ولكن.. مقابل هذه الفئة من الأثرياء هناك نوع فريد يستحق الاحترام والثناء فعلاً.. نوع عصامي صعد من الصفر بفضل تعبه وكفاحه وجهده الشخصي فساهم في تنمية المجتمع وخلق حوله فرص عمل جديدة.. وهناك كتاب بهذا المعنى يتحدث عن هذه الفئة العصامية من الأثرياء (يدعى (Millionaire Next Door.. ومنذ البداية يشير المؤلفان توماس ستانلي وويليم دانكو الى أن الاثرياء العصاميين لا تبدو عليهم مظاهر الثراء ولا تنطبق عليهم الصورة النمطية التي نرسمها نحن للأثرياء.. بل من المفاجئ فعلا أن (أصحاب الدخول المرتفعة) هم من تنطبق عليهم هذه الصورة النمطية ويسوّقون انفسهم دائما بمظهر الغنى والثراء الفاحش!
ومظاهر التواضع التي تبدو على الأثرياء (العصاميين) لاتعني انهم بخلاء او لايمتعون انفسهم؛ ولكنهم فقط لايرون داعيا لشراء سيارة فخمة كل عام او لبس "رولكس" في حين تؤدي "سيكو" الغرض.. وحين لايبدو المليونيرات (كالمليونيرات) فلأن هذا اسلوب عملهم وطبيعة حياتهم التي أصبحوا بفضلها أثرياء - وهو أمر لا يلاحظ لدى من ورث أو تزوج الثروة حيث تطغى مظاهر الغرور والتفاخر!
وما لفت انتباهي - في الكتاب السابق - قول المؤلفين :
- إن نصف الأثرياء العصاميين في أمريكا يلبسون ساعات لا يتجاوز ثمنها 235دولارا - وربعهم فقط يلبسون ساعات يفوق ثمنها الألف دولار!
- وإن نصف هؤلاء لم يشتروا يوما بذلة يتجاوز ثمنها 399دولارا، كما أن نصفهم لم يشتر يوما حذاء يتجاوز ثمنه 140دولارا!!
- وإن 23% منهم فقط يسوقون سيارات موديل "هذا العام" والبقية موديلات قديمة او سابقة (في حين أتت شاحنة فورد للدفع الرباعي وليس المرسيدس او الفيراري على قمة السيارات المفضلة لديهم)!!
@ وفي المقابل ينفقون بسخاء - وبلا تردد - حين يتعلق الامر بعلاج أحد افراد العائلة او توفير مستوى تعليمي مرتفع للأبناء او الدخول في صفقة مضمونة أو حتى اخذ إجازة بعد سنوات عمل مرهق!!
... أنا شخصيا أملك قناعة قوية بأن ثرياً عصامياً (صعد من الصفر وخلق حوله بيئة عمل وتوظيف) أفضل بمليون مرة من ثري مغرور ورث المال وتحول إلى عبء على المجتمع... وانظر حولك...
المصدر