أنَامُ في عِنَبٍ أَصْحُو بدُرَّاقِ


للشاعر: ثروت سليم
تَحية إلى امرأة ذَكية ... كانت امرأةً بلا قضية
******************
جَـاءَتْ تُـعَاتبني ليلاً برِقَـتِها

لقسوتي وتُـعَاني ظُلمَ مُشـتاقِ
تُلَملِّمُ الدِفءَ في هَمْسٍ وتُسكرُني
بنشوةِ الحُبِ من رأسي إلى سَاقي
لِمَ تَبَاعَدتَ عني بـَعدَ عاطـفةٍ
أَسْـقَيتَنيها وفاضتْ كلُ أشـواقي
لِمَ نَسيتَ نشـيدَ الحُبِ في شَفتي
وظـلَّ شِّـعرُكَ عًصفوراً بأوراقي
قالَتْ وقالتْ وكان الدمعُ يَسبِقُها
فقُلتُ حَسْبُكِ قد أَحْزَنتِ أَعْمَاقي
أنتِ التي نَسّـِيَتْ أيـَّامَ غُربتـِِنا
ومُلتقانا ... وأحـلامَاً لعُشـَّاقِ
فكم حلَّفْتِ من الأَيْـمَانِ غاليتي
أن تَـجعلي حُبَّنا يَسْـمُو لآفاقِ
ففي الصباحِ ورودٌ منكِ أقطـُفُها
وفي الَمسَـاءِ يُغني عِطـْرُكِ الراقي
وتَـمنحينَ فـؤادي دِفءَ عاشِقةٍ
أنَـامُ في عِنَبٍ ..أَصْـحُو بدُرَّاقِ
كأنـَها ثَـوْرَةٌ قَامتْْ وأخْـمَدهَا
شَّـكٌ بحبي ..وزَادَ الشَّكَ إخفاقي
وأننَّـي بَـنكُ أَمْـوالٍ ومصلَحةٌ
لو انتهتْ.. فهوانا قيـدُ إغـلاقِ
قالت حبيبي دعِ الأحـزانَ نائمةً
وضُـمَّني بَـحنينٍ ضَمَّ إشـفاقِ
غَبِيَّـةً كُنتُ لَمَّا غَيْرَتي سَـبَقَتْ
حُـبي إليك بِلا نُـورٍ وإشـراقِ
فكنتُ أَرْنُـو لقصرٍ فيكَ أسكُنهُ
وكنتُ أهْـدِمُ جِسْراً بعدَ إرهاقِ
عَـذَرْتُها ورأيتُ القلبَ يَـحمِلُها
لبيـتِها كـغريقٍ بـينَ أحـداقي
وأقْسَمتْ بـينَ أحضاني تُعـَاهدني
عَـهدَ الوفاءِ وعهدُ الحُبِ ميثـاقي
لَمْلَمْتُها وعَصرتُ الحَـرفَ في فَمِها
فصَـارَ شَهداً مع المَسْقِيِ والسَـاقي
وغابتْ الروحُ في روحي مُسـَافِرةً
وعُدتُ مِن فَـرحي لا أذكر الباقي
؟؟?
الفيوم في 15/12/2006