محطات تاريخيه .. في العلاقه السوريه اللبنانيه .

[الشايب]

في اقصى الجنوب اللبناني ..

على بعد 500 متر , وعلى الطريق المؤدية الى دارة النائب " بهية الحريري " .

وضعت قذائف صاروخية " سبعة " , منزوعة صاعق التفجير , انها رسالة سياسية , ومقدمة أغتيال .

اذا عدنا بالذاكرة الى الايام القليلة التي سبقت مصرع جبران التويني , وجدت " ثلاث " قذائف من نفس النوع و " العمر " والصنع , على الطريق المؤدية الى " المختارة " , الأسم المعبر , معقل وليد جنبلاط .

الان وبعد اكثر من سنة على المصرع الخشن " للحريري " , لقد سيطر تياره على كل شيء في لبنان , " الامن والدرك والجيش " , اذا هم يعرفون كل شيء , ولكن اذا كان هناك " بقايا للاجهزة الامنية السورية " , فهذا يعني ايضا انهم باقون بارادة ومعرفة وغطاء " سعد الحريري وجوني عبدو " , وهذا مستحيل ..

الا اذا احتفظوا " بافراد سوريين , على شاكلة هسام هسام " ومخبرين لبنانيين , لاستخدامهم لاحقا , كشهود ادانة ضد سوريا , وهذا ما حصل ولم يؤتي ثماره , او في اغتيالات ضمن الاكثرية في صراعها على المناصب والسلطة الاعلام والتعاطف الدولي والعربي وقرارات مجلس الامن ..

الخلاصة ..

ان من وضع هذه القذائف على طريق السيدة العارفة الان " من قتل اخاها " والصامته , هم تيار " سعد الحريري " , بقصد توجيه رسالتين ..

الاولى : يا عمتي العزيزة التزمي الصمت الرهيب , لم نعد نستطيع ان نعود الى الوراء الان ..

لو كنت صاحب رأي في الجمهورية العربية السورية لوجهت دعو ة رسمية لهذه السيدة من اعلى المستويات لزيارة سوريا ..

الثانية : الى الجمهور الاكثري في " لبنان الذي يثور او يحتضر " , ان ال الحريري لا يزالون تحت الضغط ولا يزالون يقدمون التضحيات في سبيل استقلال لبنان , وهم " والاكثرية الحريرية " , مستعدون دائما لذلك ..

والى العربية السعودية ومصر , كيف ندخل في حوار مع السوريين وهم لا يزالون مصرين على قتل الجميع ..

كيف يمكن ان يصل عنصر امن سوري الى معقل " الحريري " او سابقا الى معقل

" جنبلاط " , وبعد سنة كاملة على انكشاف المخطط الجهنمي السوري , الا اذا

كانت الاستخبارات السورية " غير مرئية " ..

وقاحة .. وعيب ..

[الشايب]

أمجد جنبلاط: عرب تايمز: 17 شباط 2006

الموضوع هام بل خطير وربما يكون سبقاً صحفياً إذا كان هناك من يجرى تحقيق به، ولأنني أريد الحقيقية وأمتلك فى نفس الوقت بعض التشاؤم فاننى سأختصر وأجعل القارىء يحلل وأتمنى من أستاذنا الرائع أسامة فوزى أن يضع تعليقه على المعلومات التى لا أجد تفسيراً لها ولكننى أمتلكها وإليكم الكوارث التى عايشتها من خلال عملي:

بتاريخ 25/12/2005 الساعة الواحدة وخمس وعشرون دقيقة هبطت بمطار بيروت الدولى طائرة سى 130 عسكرية تحمل شعار القوات المسلحة الملكية الاردنية، لم تسجل الطائرة على سجلات المطار وفرغت حمولتها على شاحنات وتوجهت إلى الجبل وخرج شخص من مختارة وليد جنبلاط وتوجهت فيما بعد الشاحنات الثلاث الى مكان غير معلوم.

تكررت العملية يتاريخ 1/1/2006 أى ليلة رأس السنة الساعة الثالثة فجراً
تكررت العملية بتاريخ 14/1/2006 الساعة الثانية فجراً
تكررت العملية بتاريخ 16/1/2006
25/1/2006/
3/02/2006
13/02/2006

بتاريخ 26/01/2006 وصل مرفأ بيروت باخرة تحمل العلم الاسترالى وبحضور مسؤولين كبار وسمير جعجع شخصياً فرغت منها عند الساعة الثالثة عصراً شحنة قمح، و عند الساعة الثانية عشر ليلاً بدأت عشرين شاحنة بتفريغ شحنات أخرى من السلاح خزن فى بيروت الغربية فى أحد المخازن التى تحمل يافطة مستودع خمور

يتلقى حاليا اكثر من اربعين شخصا من لبنان دورة تدريبة فى أحد معسكرات الجيش الاردنى فما الذى يخطط له أفيدونى انه صراع لا أفهم إلى أين ولكنى متأكد من معلوماتي بحكم طبيعة عملي.


منقول .................

[طارق شفيق حقي]

سلام الله عليك

تحليل ونقل مفيد وجميل

لكن ننتظر منك أن تكو ايجابياً ولا تكتفي بعرض الأحداث

هات ما لديك من اقتراحات كيف على الحكومة السورية أن تواجه هذا المخطط الميت باذن الله

كيف سيكون رد حزب الله
كيف سيكون رد عون وفرنجية

؟؟؟

[الشايب]

الصديق طارق ..



بالنسبة لسؤالك كيف تواجه الحكومة السورية هذا المخطط الميت فعلا .. ؟

سبق وكتبت موضوع في احد المنتديات عن سوريا العربية والطريق الى الديموقراطية , وسأعيد نشره هنا , واتمنى ان يحظى باهتمام ونقاش جريء .

وهو برأيي يشكل الحل الاوسع , لهذه لمؤامرة المتصلة بما سبق وما سيأتي .

-----------------

بالنسبة لتداعيات اغتيال رفيق الحريري ..

1- تحتاج الحكومة " , وان كنت افضل مصطلح اخر " الرئيس " , الى فريق عمل محترف لم يتورط سابقا في القضية اللبنانية " تجاريا او امنيا او اعلاميا " .

ينحصر عمله في ادارة هذه الازمة حصريا في الاعلام الداخلي والخارجي , والحركة السياسية , وتتفرع عنه لجنة امنيه مختلطة " سياسيين وامنيين " .

2- يجب النظر الى ما قامت به سوريا خلال الثلاثين عاما الماضية على انه تجربة مرّة , مثقلة بالاخطاء , وعندما نتجاوز كدولة وشعب هذا الوضع , يجب ان تفتح الملفات كلها , من ادار هذه الازمة , كيف سقط لنا كل هؤلاء الشهداء ولماذا لم يقل أحد لنا ان درجة العداء البنانية للسوريين على هذه الدرجة العالية من الكره والحقد الاسود المرير ....

3- على الدولة والشعب والحكومة في سوريا ان يتركوا لبنان لحاله , لا علاقة لنا بلبنان في كل ما يتعلق بوضعه السياسي الداخلي او الصراع الدموي على السلطة الطائفية فيه او أي شيء اخر ..

4- يجب ان ينحصر الهم الشعبي والحكومي في القضية المركزية والحقيقية ايضا , في التعامل مع لبنان , وهو انه سياسيين وسلطة " معبر وممر ومستقر " للمؤامرات على سوريا والعرب , لصالح اسرائيل ..

5- ان كل ما عقد من معاهدات وكل ما قدمته سوريا للبنان من تسهيلات واعفاءات , يجب ان يلغى فورا , ويجب الانتظار حتى يستقر الوضع في لبنان ولو تأخر ذلك عشرات السنين , ويجب اعاقة وصول اللبنانيين الى سوريا ورفع رسوم دخول السيارات والافراد والبضائع وكل شيء .

لقد اعلن اللبنانيون الحرب علينا وهم اكثرية سياسية قادرة على ان تقود بطريقة او بأخرى اكثر من نصف الشعب اللبناني بتنوعه , كيفما تريد ..

وانه لمن العار والذل على السوريين حكومة وشعبا , اظهار اللامبلاة او الصفح او التسامح او المغفرة , انه الضعف بعينه او الاعتراف بأننا نحن من قتل الحريري وبقية السلسلة ...

هكذا ببساطة ووضوح شديدين ..

-----------------------------------

ان علاقات سوريا بحزب الله , ترتبط بالصراع العربي الاسرائيلي , نحن وهم في نفس الصف وفي مواجهة نفس العدو..

ان علاقات سوريا بالعماد ميشيل عون , هو في ترك هذا الرجل وتياره يواجهون المخطط الامريكي الحريري , والمخطط الاسرائيلي القواتي , وعدم اضعافه بالقول انه حليف سوريا , يجب ان تكون علاقات سوريا بالعماد عون عبر حزب الله .. وكذلك الحال بالنسبة لفرنجية .

يجب ان تمنع الحكومة السورية وصول النار الى سوريا عن طريق لبنان بأي ثمن , ويجب ان تتعامل بهدوء مع اعداء اسرائيل في لبنان بعيدا عن الاعلام والتوظيف السياسي ..

[الشايب]

أكبر فضيحة في تاريخ فرنسا
فرنسا تقوم بتهريب الأدلة : الصديق
ميليس بدأ مع الصديق والتحقيق سينتهي معه





أكبر فضيحة في تاريخ فرنسا.‏
زهير الصديق المتهم بالاشتراك بقتل الرئيس الحريري تقوم فرنسا بإطلاقه، رغم أن أفادته ‏أمام القاضي ميليس كانت صريحة، وهي أنه اجتمع مع الضباط السوريين واللبنانيين وخططوا ‏لاغتيال الرئيس الشهيد رفيق الحريري.‏
هل قرر شيراك تخريب العلاقة بين لبنان وفرنسا نهائياً؟
هل قررت دولة فرنسا التي أنشأت لبنان ان تقوم بتدميره؟
ما هي القصة؟
محمد زهير الصديق كان في لبنان، اعتقلته قوى الامن الداخلي التابعة لتيار المستقبل ‏وأرسلته الى القاضي ميليس، وقال للقاضي ميليس انه كان رائداً في المخابرات السورية، ‏وانه اجتمع مع الضباط اللبنانيين الأربعة الموقوفين، واجتمع مع رستم غزالي وجامع جامع ثم ‏خططوا لاغتيال الرئيس الحريري، وكان الاجتماع في شقة في حي معوض في الضاحية الجنوبية.‏
أعلن القاضي الالماني ميليس الذي سقط نتيجة انتمائه للمخابرات وألاعيبه ضد لبنان وضد ‏الحقيقة، أنه قرر توقيف الضباط اللبنانيين الأربعة اللواء جميل السيد، العميد ريمون ‏عازار، اللواء علي الحاج والعميد مصطفى حمدان، وقرر الاشتباه بالعميد رستم غزالي ‏وبالعميد جامع جامع على أساس أنهم اجتمعوا في شقة في حي معوض بوجود زهير الصديق الذي ‏ادعى انه رائد في المخابرات السورية، وأعلن ذلك القاضي ميليس في تقريره امام مجلس الأمن.‏
قرر القاضي ميليس إرسال لجنة خبراء لفحص البصمة الوراثية في شقة في حي معوض، فلم تجد ‏اللجنة أي دليل ومع ذلك استمر ميليس بتوقيف الضباط الأربعة، كما أوقف صاحب الشقة ‏كامل أحمد وتم اطلاق سراحه بعد 22 يوماً لعدم ثبوت أي أمر عليه.‏
كتبت «الديار» يومها كيف تم اكتشاف الأمر:‏
ان المدعو محمد زهير الصديق هو مجند سوري فار وليس ضابطاً في المخابرات السورية، وقالت كيف ‏يمكن للجنة تحقيق دولية أن تعتمد على شهادة مجند سوري فار، وقال شارل أيوب في مقابلة مع ‏الزميل سعيد الغريب أنه يتحدى ميليس في تقريره بشأن زهير الصديق.‏
استدعى ميليس شارل أيوب إلى التحقيق وتم رفع السرية المصرفية عنه، وإثر جلسات تحقيق ‏طويلة ورفع السرية المصرفية عن شارل أيوب سقطت ادعاءات لجنة التحقيق بشأن كلام شارل ‏أيوب.‏
واثناء التحقيق، تحدى رئيس تحرير جريدة «الديار» القاضي ميليس قائلاً له : ان محمد زهير ‏الصديق هو كذاب ولم تستطع لجنة التحقيق إثبات رأيها.‏
تم تهريب محمد زهير الصديق إلى اسبانيا، إلى مقر رفعت الأسد، وهناك أعطاه تيار المستقبل ‏وسعد الحريري أجهزة خليوية تم اكتشاف ارقامها لاحقاً.‏
جاء محمد زهير الصديق الى باريس وبقي بحماية منصور وهو أحد المسؤولين عن حماية الأمراء ‏الذين يستضيفهم سعد الحريري، وقامت السلطات الفرنسية بتوقيف محمد زهير الصديق.‏
لقد ارسل المدعي العام التمييزي القاضي سعيد ميرزا برقية إلى السلطات الفرنسية بواسطة ‏الأنتربول يطلب فيها توقيف محمد زهير الصديق بصفته مشتركاً في جناية القتل المتعلقة بالرئيس ‏الشهيد رفيق الحريري.‏
حققت السلطات الفرنسية مع محمد زهير الصـديق وتبـيّن أنـه كاذب وأودع السجن، وعندما ‏طلبت السلطة القضائية اللبنانية استرداد محمد زهير الصديق أجابت فرنسا بنتيجة ضغط ‏الرئيس شيراك بأنها لا تسـتطيع تسـليم الصـديق إلى بلـد يُطبق فيه قانون الإعدام.‏
تم إرسال القاضية جوسلين تابت إلى باريس للتحقيق مع محمد زهير الصديق، وبقيت سبعة أيام ‏ولم تستطع التحقيق معه ولا مقابلته دون أن تقدم السلطة الفرنسية مبرراً للأمر.‏
وعادت القاضية اللبنانية تابت وهي عضو في لجنة التحقيق دون أن تستطيع تنفيذ مهمتها..‏
قام سعد الحريري بالاشتراك مع الرئيس شيراك بوضع محامين بتصرف محمد زهير الصديق، وبدل ‏إحالته الى محكمة الجنايات الفرنسية تمت إحالته الى محكمة الجنحة في فرساي، ويوم الخميس ‏الماضي تمت محاكمته وبدلاً من محاكمته بتهمة القتل تمت محاكمته بتهمة إفادة كاذبة فكانت ‏جنحة وصدر حكم بالإفراج عنه والإكتفاء بمدة توقيفه.‏
انها فضيحة الفضائح التي يرتكبها الرئيس شيراك، وهكذا يصبح محمد زهير الصديق مثل الأميركي ‏لي أوزولد الذي قتل الرئيس الاميركي كيندي ثم جرى قتل لي أوزولد واختفت جريمة كيندي.‏
اليوم يتم الإفـراج عن محـمد زهـير الصـديق لأن فريق تيار 14 آذار والرئيس شيراك الذي ‏يقوم بتدمير لبنان قرروا تهريب الدليل وإزالة الدليل نهائياً عن جريمة قتل الرئيس ‏الحريري.‏
بعد صدور القرار 1644 الذي قضى بإنشاء محكمة ذات طابع دولي والتي قرر مجلس الوزراء ‏اللبناني الطلب إلى مجلس الأمن بإقامتها إثر اغتيال الزميل جبران تويني ووافق مجلس الأمن، ‏فإن كافة الشهود أصبحوا بتصرف لجنة التحقيق الدولية.‏
وهكذا كان على فرنسا أن تسلم محمد زهير الصديق الى لبنان ليمثل أمام محكمة ذات طابع ‏دولي، الاّ أن سعد الحريري مع الرئيس شيراك قرروا إطلاق سراح محمد زهير الصديق لإزالة الدليل ‏وإلغاء كل الأدلة عن الجريمة وكشف الحقيقة بشأنها كي يتم توظيفها سياسياً لصالح تيار 14 ‏آذار.‏
المهم ان «الديار» تكشف هذه الحقيقة وتقول ان محمد زهير الصديق مازال موقوفاً في السجون ‏الفرنسية وسيتم الإفراج عنه يوم الثلاثاء أو الأربعاء، ولدى سؤاله إلى أين يريد الذهاب، ‏طلب الذهاب إلى اسبانيا وإلى ماربيا إلى مقر رفعت الاسد.‏
الخطير في الأمر أن السفارة الفرنسية في بيروت تعرف الأمور كلها، ورغم حديثها عن مصلحة ‏العلاقة اللبنانية الفرنسية فإنها تسكت عن هذا الأمر وتترك الأمور تخرب بطريقة غير طبيعية.‏
المهم الآن ان محمد زهير الصديق وهو الشاهد الرئيسي الذي تم توقيف الضباط اللبنانيين ‏الأربعة والاشتباه بالضباط السوريين على اساس إفادته يتم تهريبه وإلغاء الأدلة بشأنه، ‏فيما على القضاء اللبناني ان يتحرك وعلى الرئيس شيراك أن لا يفقد مصداقيته.‏
ما هي قصة زهير الصديق؟
لقد رأت السلطات الفرنسية برئاسة شيراك ان زهير الصديق لديه إفادتان، إفادة تقول أمام ‏لجنة التحقيق بأنه اشترك مع الضباط اللبنانيين الأربعة والضباط السوريين في التخطيط ‏لاغتيال الرئيس الحريري، وإفادة أخرى أمام السلطات الفرنسية بأنه كاذب، فمن أجل أن ‏تبقى إفادته امام لجنة التحقيق مثلما اتفق مع القاضي الألماني ميليس يجري تهريبه من ‏فرنسا كي تسقط إفادته بأنه شاهد كاذب وتبقى الافادة امام لجنة التحقيق لحين قيام المحكمة ‏ذات الطابع الدولي، ويبقى الضباط اللبنانيون الأربعة موقوفين وسوريا متهمة.‏
مشكلة الرئيس شيراك ومشكلة 14 آذار هي أنه إذا حضـر زهـير الصديق الى لبنان وأدلى ‏بإفادته أنه كاذب فسيسقط تيار 14 آذار سياسياً وقضائياً.‏
هذا ما ترويه «الديار» وهي تتحدى الرئيس شيراك أن ينفي ما تكتب، وهي تتحدى تيار ‏المستقبل أن ينفي ما تنشره «الديار».‏
على كل حال الأيام القادمة ستظهر الحقيقة في هذا المجال.

[محمود الحسن]

صديقي الشايب المثل العامي يقول
"بكرة بيدوب الثلج و يبان المرج"
لكن برأيك ما هي درجة وقوف الشعب اللبناني مع جعجع و جنبلاط و 14 آذار في المرحلة المقبلة؟؟؟

[طارق شفيق حقي]

الأحد, 26 شباط , 2006 - 07:40

باريس / سانا
اعلنت وكالة الصحافة الفرنسية ان القضاء الفرنسى رفض تسليم لبنان الشاهد الكاذب محمد زهير الصديق الذى قدم شهادات ملفقة وكاذبة ومفبركة ضد سورية فى قضية اغتيال رفيق الحريرى رئيس وزراء لبنان الاسبق.
ونقلت الوكالة الفرنسية عن مصدر قضائى فرنسى اليوم ان القضاء الفرنسى قرر الافراج عن الصديق الذى اعتقل فى فرنسا منذ السادس عشر من تشرين الاول الماضى بسبب تقديمه معلومات كاذبة حيث تم تصنيعه وتحضيره لتقديم شهادة مفبركة وكاذبة ضد سورية من قبل اطراف لبنانية مغرضة.
يذكر ان الشاهد الكاذب الصديق هو شاهد رئيسى مزور اعتمد عليه ميليس فى تقاريره الا انه تراجع عن شهاداته ما دفع القضاء اللبنانى الى ملاحقته وطلب استجوابه فى فرنسا وتسليمه للبنان وقد رفض القضاء الفرنسى تسليمه.

[الشايب]

الصديق طارق ..

الشعب اللبناني , وبكل اسف , غائب , او مغيب ولكن هذا لا يبرر الغياب في المحطات المصيرية , والخيارات الوطنية .

لقد تراجع اداء الانسان اللبناني , من مرحلة الشعب الى مرحلة الطائفة , وهذا يعني ان أي زعيم موتور ومتشنج وضيق الافق يستطيع ان يهيج المشاعر ويقود الناس الى التجمع والهتاف والعداء لمن يريد ..

ان ما سوف يحصل في المستقبل القريب او البعيد , في لبنان ..

لا يغير في واقع ما حصل , بشيء ..

فبالنسبة لسوريا العربية , وحتى وان لم تنجح المؤامرة , فان ضررا اقتصاديا وامنيا ومعنويا كبيرا ومريرا , قد وقع ..

وان ثمنا مناسبا وضمانات امنية واعلامية قاسية , يجب ان تدفع تعويضا لسوريا العربية شعبا ونظاما , والا فان هذا الدرس القاسي سيتكرر قريبا ودائما , وقد لا يمر في كل المرّات علىالبلد والشعب ثم النظام , بسلام ..

وبالنسبة للكيان اللبناني , شعبا ونظاما ومستقبلا , يبدو ان الرهان على اسرائيل سيستمر اكثر من الرهان على العروبة , وانا اتمنى من كل قلبي , ان يخرج هذا الكيان اللبناني من جامعة الدول العربية , ومن قلوب العرب والسوريين منهم تحديدا , ومن عقولهم ..

فلبنان كان ولا يزال ممرا لامريكا واسرائيل " بافكارهما السياسية والثقافية والاعلامية المعادية للفكر العروبي ومستقبله وللدين الاسلامي وقيمه " .

ولا يزال الشعب اللبناني الطوائفي , او على الاقل النخب فيه , قابلة للبيع والشراء بسهولة , ولمن يدفع ..

والاثبات بسيط , لقد تغير جنبلاط من صديق سوريا العربية الى عدو سوريا العربية ولا يزال زعيما وطنيا ..

واذا جاء يوم " ولن يأتي " , وغير هذا الشعب الطوائفي في لبنان زعماءه , وسياسييه , عندها يكون ممكنا الحوار في علاقة سورية لبنانية معقولة ..

[الشايب]

انها ليست طاولة للحوار في لبنان ..

انها طاولة انتظار , وطاولة رسائل سياسية , وطاولة توظيف اعلامي ..

جاءت وزيرة الخارجية الامريكية , الانسة الوحيدة في امريكا كلّها , لتقول للبنانيين , وعلى وقع تسارع الاحداث في العراق وليس الاّ ..

تحاورا قليلا الان في ما بينكم , ليس للملف اللبناني أي درجة من الاولوية .. ,

في انتظار السيطرة على تداعيات احداث العراق العربي الاخيرة , وفي انتظار فشل طاولة الحوار اللبنانية - اللبنانية , لنحاول بترف ان نقرأ الرسائل ..

من على الطاولة ..

حسن نصر الله , قائد المقاومة ..

سعد الدين الحريري , قاتل المقاومة ..

والبقية تفاصيل ,مهما كانت , وطنية , او مهمة , او غالية الثمن , او مجرمة , او مثقفة , او سياسية امريكية , او استخباراتيه امريكية.

ميشيل عون , الرجل الاكثر لبنانية على الطاولة , والاكثر خبرة في كيفية توظيف القوى الخارجية للسياسي اللبناني ثم تركه ليواجه مصيره .

نبيه بري , رئيس المجلس النيابي اللبناني , وبالرغم من صلاحيات رئيس المجلس واهمية دوره في الاطاحة بالرئيس او عقد معاهدة سلام . الا انه يشعر دائما بانه مهدد من اجتياح سياسي شعبي شيعي لقواعده , من حزب الله وتحجيم حركتة , أمل , ولكنه يبقى مطلوبا بقوة من تيار الحريري لتأمين الحد الادنى من الغطاء الشيعي لمشروع رفيق الحريري " الشرق اوسطي " , وهذا ما يفسر صمت نبيه بري , وقدرته على جمع الاطراف والقيام بلعب دور " بيضة القبّان " , فهو يحتاج الجميع والجميع بشكل أو بأخر , يحتاجه .

وليد جنبلاط , الأغلى ثمنا , والمسيطر الان على القاعدة الاوسع من الدروز , والمتطلع دائما الى تشكيل مجلس الشيوخ ليتسلم رئاسته , ويراهن الان على الزمن الاسرائيلي في لبنان والمنطقة .

سمير جعجع , الاكثر دموية , وقائد التيار الاسرائيلي تاريخيا في لبنان , والمتطلع من خلف سعد الحريري الى القضاء على زعامة العماد ميشيل عون , خصمه السابق والدائم , ليعود زعيما مطلقا على المسيحيين عموما والموارنة خصوصا , وليصبح رئيسا لجمهورية لبنان , وليوقع سلاما مع اسرائيل .

ميشيل المر وغسان التويني , والصراع على زعامة الطائفة الارثوذكسية , لقد حاول احدهم اغتيال ابن الاخر , وقام الثاني باغتيال ناجح . وهما يشكلان نموذجا للصراع العائلي المذهبي على السلطة ذات التوزيع الطائفي في لبنان , وكل واحد منهما يشكل غطاءا لتيار , وكليهما لا يشكلان ابدا ضمانة للطائفة او غطاءا للبنان .

بطرس حرب , رجل امريكا " الان " , في لبنان , وهو موجود على الطاولة , باعتباره ومبدئيا " الرئيس المقبل " , من وجهة نظر امريكا , او الرجل الذي سيكمل ولاية لحود بالحد الادنى , وهذا الخيار الامريكي للانسة " رايس " , هو الذي يفسر ارتداد السيدة المفجوعة مرتين , نايلة معوض , بزوجها وبطموحها للرئاسة , وذهابها للتصالح مع السيد سليمان فرنجية , رجل الشمال الاقوى مسيحيا ووطنيا , حتى تضمن لنفسها والاغلب " لابنها " , مقعدا في قضاء زغرتا , عندما يعتمد قانون انتخاب جديد .

" في حين انقلب وتحول الى الصراخ بقية المرشحين على منصب رئاسة الجمهورية في لبنان " , على هذا الحوار , ثم ضد وليد جنبلاط وصولا الى سعد الحريري , كلما ضاع الامل وابتعد المنصب .

امين الجميل , C I A .

وهناك بقية من سياسيين يملؤون بقية الكراسي لا حول لهم ولا قوة الا بالله ..

ما الذي يريده الاطراف الحقيقيون من الحوار ..

حسن نصر الله ..

صاحب مشروع جهادي " شيعي " , يعبر الحدود الى فلسطين والقدس .

لن يسلم السلاح ولا يستطيع , ويبذل كل الجهد في اتجاهين رئيسيين , الاول السيطرة على صقور الحزب ومقاتليه , والذين لا يرغبون حتى بالنقاش مع من اساء للمقاومة وخوّنها او يعمل ولا يزال مع اسرائيل ..

والثاني ان يؤجل ما استطاع , الصدام بين المقاومة وبين أي مجموعة في لبنان مسيحية كانت او مسلمة , على امل تغيير ما في الظرف الدولي والاقليمي .

سعد الدين الحريري ..

وارث مشروع ابيه " الشرق أوسطي " يعبر الحدود الى اسرائيل والقدس .

ان هذا الرجل كما كان والده , لا يمثل ولا يعبر عن المسلمين السنّة في لبنان او حتى في بيروت , بدليل تدميره السياسي لكل ما سبق من سياسيين وعائلات سياسيه سنّية في لبنان , ليبقى عاجزا بالرغم من كل ملايينه من ان يزيل زعامة اسامة سعد في صور معقل " ال الحريري " المفترض , بل وحتى عجز عن ان يهزم مرشح اسامة سعد على منصب رئيس بلدية .

ميشيل عون ..

يعتقد انه يستطيع ان يحيد لبنان عن الصراع في الشرق الاوسط , بانتظار الحل العادل والشامل في المنطقة , ونسي هذا الجنرال ان هذا الحل قد تجاوزته ودمرته تماما " الشرق اوسطية " .

في حين ما يريده الامريكيون الان من هذا المشهد الحواري كلّه ..

توظيفا اعلاميا عن انتصار دبلوماسي للشرق اوسطية , في نشرها لمفهوم الحوار وخيار الديموقراطيه في العالم وخصوصا العربي منه , تغطية , كما كل ما يحصل في لبنان , على اللهيب المتأجج والفشل المرير في العراق العربي .



سوريا العربية , 2 / 3 / 2006

[طارق شفيق حقي]

سلام الله عليك


لو قلنا الشعب اللبناني مغيب أو قسم منه مغيب

كيف غيب ما هي الوسائل التي جعلت هذه الشعب مغيب


أعتقد دور أي باحث مربدي يكمن في تحليل هذه العوامل كي نصل للحكمة المرجوة والفائدة العميقة

مثلا هل ساهمت هذه القنوات الرخيصة كالمستقبل وال بي سي ونيو تي في في تغيب الشعب عبر هذا النمط من التفكير الغربي والفن الغربي وطريقة عيش الغربي

في الأفلام والمسلسلات والأغاني الداعرة والفكر الرخيص
هذه العوامل يجب أن تدرس جيدا وأنا أدعوكم أن نفتح موضوعاً كاملاً مستقلا عن هذه القنوات ونسلط الضوء على كل برنامج وكل أسلوب
تليها مواضيع عن بقية القنوات

[الشايب]

اجتمع السيد حسن نصر الله مع سعد الدين الحريري في دارة الاخير في قريطم , ولمدة سبع ساعات , قبل عدة ساعات من بدء الحوار الوطني اللبناني في مجلس النواب ..

واليوم بعد الظهر , زار السيد حسن وسعد الحريري , ضريح رفيق الحريري بجوار جامع الامين في بيروت ..

في نفس الوقت توجه وليد جنبلاط ومروان حمادة الى امريكا , لمقابلة وزيرة الخارجية الامريكية الانسة غونداليزا رايس ..

" ان من حاول اغتيال مروان حماده هو وليد جنبلاط في صراعهما على زعامة الدروز والخيارات في التعامل مع اسرائيل ..

المهم الان , ما الذي يحدث ..

استمرار اللقاء " سبع ساعات " , وهذا يعني ان السيد حسن نصر الله وضع سعد الحريري امام مجموعة من الوثائق والمعلومات والتسجيلات والادلة " وبعضها من سوريا " , في حقيقة اغتيال والده رفيق الحريري ..

ثم قام بتقديم معلومات مماثلة عن علاقة وليد جنبلاط وسمير جعجع , باسرائيل , ومدى معرفة سوريا وحزب الله , بالوضع الامني والسلاح لديهما ..

ثم قال له بعد هذه المعلومات كلّها بوضوح وبساطة ..

ان الحرب بين حزب الله وسوريا من جهة , وبين سمير جعجع ووليد جنبلاط , لا هوادة فيها , ولا رحمة ولا تراجع عنها ..

اذا كنت تريد الاستمرار في هذه العلاقات المميزة معهما , وتمويلهما وتغطيتهما اسلاميا على الساحتين اللبنانية والعربية , فانت مع اسرائيل وانت الجزء الرئيسي من هذه الحرب وهذا خيارك ..

واذا كنت , كما هو الحال " مع الرهان الامريكي " بالنسبة للعماد ميشيل عون , فنحن كما التقينا وحاورنا واتفقنا مع العماد ميشيل عون نستطيع ان نتفاهم معك , نحن وسوريا ..

بمعنى ان المشكلة في لبنان ليست مع امريكا ولم تكن كذلك يوما , وانما مع اسرائيل , وكما ان اسرائيل لا يمكن ان تتخلى عن لبنان , نحن لن نتخلى عن السلاح ولا نستطيع ايضا ..

اما في الموضوع الامريكي , فنحن والسوريون والعماد عون , نتفهم المأزق الامريكي في العراق ولا نتدخل سلبا او ايجابا , الا وفق خطة كاملة وتفاهم واضح لم يتبلور تماما بعد , ولكننا نقدر الان , حساسية الوضع في العراق ولا نريد ان نكون جزءا من الصراع الذي تريده اسرائيل والاكراد في العراق بين السنّة والشيعة , ولذلك نحن نقوم بما يلزم ويريح الامريكان الان في اعادة الهدوء الى العراق ..

بالنسبة لسوريا العربية هي في الطريق الى الدخول الى العراق بشكل او بأخر , وبالنسبة الى حزب الله , لن ينجر الى صراع على الساحة الداخلية اللبنانية مع القوى الاكثرية ذات التغطية الاسلامية " السنّية " , أي الحريري ..

في حين يؤمن التغطية المسيحية الوطنية لحزب الله , العماد ميشيل عون بحيث سمح ذلك لحزب الله بتجاوز كل الضغوط وكل الاستفزازات وكل الشتائم ..

اذا قال السيد حسن نصر الله لسعد الحريري وفي قلب دارته , نحن نعرف اللعبة كلها , وها انا اقول لك وفي بيتك , المشكلة والحل , واترك لك الخيارات , وهذا هو الحوار الاخير , ثنائيا, وامامك مهلة هي طاولة الحوار الوطني اللبناني وامامك المخرج اللائق , في الخروج من الرهان على اسرائيل والعودة الى الرهان على امريكا ..

اضاءات ..

الرئيس الفرنسي الفاسد ماليا والمتورط ماليا مع رفيق الحريري يبذل الان جهودا جبارة لاصلاح ذات البين بين سعد الحريري والمملكة العربية السعودية ..

وليد جنبلاط ومروان حمادة الى امريكا معا , لتقول لهما وزيرة الخارجية الامريكية , لا تتصارعا بعد الان فيما بينكما ولا تراهنا على اسرائيل اكثر من اللازم , ولن نقبل بان يكون لبنان منطلقا للحرب على سوريا , لندفع نحن الثمن في العراق , واذا اردتما الرهان على اسرائيل , فلا تتوقعا دعما امريكيا ..

ان سلاح هذا الحزب لا يشكل للامريكان مشكلة ما دام حزب الله لا يتدخل في الوضع الشيعي العراقي ..

لوحظ تكريم فوق العادة للامير الوليد في فرنسا من قبل الرئيس الفرنسي الفاسد , وهذا يعني ان شيراك توصل الى تفاهم مع القاتل الحقيقي لرفيق الحريري , الامير الوليد , يعوض فيها الامير الوليد للرئيس الفرنسي " المال " , ويضيّع فيها شيراك الاثباتات والشهود والتحقيق الدولي ..

لا بد لي من زيارة سريعة في الساعات القليلة القادمة الى لبنان , لكي استطيع الامساك من جديد بنبض الشارع اللبناني , وصولا الى مزيد من الواقعية في القراءة السياسية , لساحة مفتوحة على كل الاحتمالات ..

[الشايب]

بيروت يا بيروت ..

قدّر لبيروت ان تحتضن المقاومة الفلسطينية وقائدها " ياسر عرفات " ..

وتغيرت معالمها الى الابد , كان هناك توظيفات للوجود الفلسطيني , ثم كانت الحرب الاهلية , ثم كان الدخول العربي السوري , ثم كان الدخول الاسرائيلي , ثم كان الخروج الكبير للمقاتلين بالسلاح , منتصرين واعزاء من بيروت الى القدس , ثم كان الخروج الاسرائيلي , ثم كان الخروج العربي السوري ..

ثم ماذا تنفع القراءات والتحليلات كلّها , الان .. ؟

تلخّص التجربة الفلسطينية في بيروت ولبنان , الملاحم الشعرية الثلاث لمحمود درويش , " احمد العربي , بيروت , مديح الظل العالي " ...

1982 ..

خرج الرجال " كل الرجل " , ترافقهم الدموع والالام والاحلام , هي محطة اخرى لفلسطيني خرج من فلسطين , وقال انه سيعود , وعاد , ولا شيء آخر ..

رافق ياسر عرفات في الطريق الى البحر وليد جنبلاط , باكيا ..

في طريقه الى القدس , ترجّل ياسر عرفات في رام الله , والان وليد جنبلاط في امريكا , وبيروت لم تعد بيروت , وحماس في الطريق من رام الله الى القدس ..

لا تزال ترافقنا الدموع , وتعصرنا الالام , وتدفعنا الى القدس الدماء والاحلام ..

بيروت .. الان .

تغير كل شيء في بيروت , حتى مقهى الوينبي صار مقهى عادي , تغيرت الصور واختلفت الملصقات وتبدلت الشعارات , ربما تبدو بيروت اليوم وكانها عاصمة حقيقية للبنان وحده , ولكن بيروت الان لم تعد عاصمة لكل العرب او الاحرار او الحالمين او الفاسدين او الكفرة او المؤمنين ..

صارت بيروت مدينة عربية عادية ككل المدن العربية الباردة , ماتت فيها الابتسامات , وضاع فيها الامل واحتكرها الطغاة والظالمون , وسرقها اللصوص واستباح سماءها الهواء الاصفر , وتحدث باسمها الكلاب , ثم خطفها غريب ..

تغير شكل الازدحام , صار الناس يسيرون اسرع ولا يتركون على الطرقات أي اثر او في الهواء أي عطر او في الجو أي كلام وان كان بذيء ..

تبدو المحلات خالية ومن بداخلها ينظرون بلا مبالاة الى الشارع , من كان يتوقع ان يأتي يوم على اللبناني , أي لبناني , جالسا هادئا بلا حركة ولا ضجيج ولا حضور يطغى على المكان كلّه ..

كيف اختفت من على وجوه الناس الابتسامات والضحكات المجلجلة , والنزق الرهيب , كم تذكرت رومانيا اواخر السبعينيات وتحديدا " بخارست " ..

اين اختفى ذلك الشباب اللبناني , اين ذهبوا ..

والاخطر , كيف غادر بريق الحياة تجاويف العيون , لتصبح نظرات اللبناني , باردة ذاهلة غير مصدقة وغير مقاومة وغير جريئة , فقط تحمل الشك بكل غريب ولا تنظر الى المستقبل ولا تفتش بتلك القوة عن فرصة وأمل ..

اجمل ما يمكن ان تراه هذه الايام في بيروت , صور الفنانات بملابس فاجرة ..

كان من المستحيل ان تتجول في الوسط التجاري او في الساحتين الشهيرتين او ان ترى عن قرب نصب الشهداء او تمثال رياض الصلح , هناك يجري الحوار اللبناني - اللبناني , وفي هذا الوصف لهذا الحوار , كلّ الادانة لهم جميعا ..

من بعيد وانت تشاهد مكان الانفجار الشهير او مبنى النهار او ساحة الشهداء او ساحة رياض الصلح او الوسط التجاري لبيروت او بيروت كلّها , كم تبدو الارقام والمساحات والاحداث مضخمة , ان بيروت كلها بكل شوارعها وساحاتها لا يمكن ان تستوعب " مليون " انسان ..

انهم جميعا يضخمون ويبالغون ويوظفون , كل شيء , انهم جميعا يكذبون ..

كتبت سابقا ان الحل في لبنان وشعبه يكمن في ارادتهم وقدرتهم على تخطي النظام السياسي الطائفي , وهذه حقيقة , ولكنهم يستطيعون ايضا ان لا يشاهدوا اعلامهم وان لا يقرأوا جرائدهم , حتى يتخلصوا من هذا الاحتقان السياسي الطائفي ..

سالت مباشرة لبنانيين بصفتي عربي سوري ..

هل سوريا قتلت رفيق الحريري ؟ اجابوا لا ..

من قتله اذا ؟ , مؤامرت امريكية اسرائيلية معقّدة ..

هل تعتقدون ان للأمير الوليد يدا في قتل الحريري ؟ , يبدأ التهرب من الجواب ..

لماذا هذا الصمت من قبل بهية الحريري في من قتل اخيها ؟ , ايضا يتهربون ..

ثم يستلمون الان زمام المبادرة , لقد خرّب لبنان " الزعران " , من مسؤولين سوريين ولبنانيين , وسرقوه ..!

ثم يقولون بوضوح اكثر , هناك مشكلة حقيقية بين الشعبين السوري واللبناني , ان احدا في لبنان لا يرغب في شراء أي شيء مكتوب عليه " صنع في سوريا " .. !

ويضيفون , لم يعد يوجد عمال سوريين في ساحات بيروت , حتى في البقاع يعتدي عليهم " الاسلاميين " , ويحرقون " خيمهم " , لقد تخلصنا منهم ..

حتى " الشيعة " في بيروت يكرهون السوريين ..!

وبسؤال شيعي جنوبي ..

هل جميع اللبنانيين يكرهون جميع السوريين ؟

يرتبك فعلا , ثم يستدرك انزل الى الجنوب لتجد ان اهل صيدا وصور يحبّون السوريين ..!

ببساطة قد لا يوجد في لبنان أي انسان يحب السوريين بطريقة او بأخرى , ولكن وبنفس البساطة والوضوح , ان الكره والحقد الحقيقي , هو بين اللبنانيين انفسهم وتجاه بعضهم البعض " طوائفيا " ..

في الطريق الى مطار بيروت كانت بقايا اليافتات التي لا ترحب بالمسؤولين الامريكان لا تزال موجودة ..

واخيرا هذا هو مطار بيروت الذي كلّف كل هذا المال , لأعادة تأهيله واضافة مدرجات جديدة عليه , هو ايضا صغير وغير مقنع , وعندما تسأل لبنانيا ما , معقول ان زجاج مطار بيروت كلفكم " 200 مليون " دولار امريكي , يبتسم ثم يضيف في لبنان يسرق كل شيء , وينفذ باضعاف كلفته الحقيقية ..

على بوابات المغادرين في المطار , تشاهد الشباب اللبناني اخيرا , وهم يودعون اهاليهم بالدموع المريرة ..

-------------------------

في النهاية ..

لم يسرق السوريون لبنان , ولم يفلسوه , لقد سرقه رفيق الحريري وتياره ..

قبل واثناء وبعد الوجود السوري في لبنان , كان ولا يزال اللبنانيين " طائفيين " ..

ان العلاقة المستقبلية بين الشعبين اللبناني والعربي السوري , معقدة وعدائية ..

لا تبدوا الاجواء في لبنان باتجاه حرب اهلية قريبة , واغلب اللبنانيين لا يريدونها فعلا , ولكنهم اجمعوا على ان احدا في لبنان لا يستطيع ايقافها ..

لا احد في لبنان متفائل بنتائج الحوار الوطني ..

رأي شخصي ..

قد يستطيع " واتمنى ذلك " اللبنانيين تجاوز كل شيء , ولكن مشكلة الفقر في لبنان , لا يمكن حلها ابدا ..