صفحة 10 من 22 الأولىالأولى ... 3 4 5 6 7 8 9 10 11 12 13 14 15 16 17 20 ... الأخيرةالأخيرة
النتائج 109 إلى 120 من 256

الموضوع: أخبار ثقافية

  1. #109 عميد كلية اللغة العربية بجامعة الإمام يعلن تفعيل موقع الكلية 
    ...... الصورة الرمزية د.ألق الماضي
    تاريخ التسجيل
    Dec 2005
    الدولة
    بين الكتب
    المشاركات
    10,196
    مقالات المدونة
    12
    معدل تقييم المستوى
    31


    الرياض - أحمد الحوتان:
    أعلن الدكتور محمد بن عبدالرحمن السبيهين عميد كلية اللغة العربية في جامعة الإمام محمد بن سعود الإسلامية تفعيل الموقع الإلكتروني للكلية ضمن موقع الجامعة على شبكة الانترنت، الذي يضم معلومات مفصلة عن الكلية وعن أنشطتها المختلفة، بالإضافة إلى معلومات خاصة بعلماء اللغة العربية وعلومها المختلفة.
    وقد أشاد د. السبيهين بالتعاون الكبير الذي بذله منسوبو معهد البحوث والخدمات الاستشارية في الجامعة، الذين بادروا بطرح فكرة تطوير الموقع، وتجهيزه، وعملوا متطوعين قدر الجهد في تطويره. وعد ذلك إسهاماً غير مستغرب من المعهد الذي يسعى إلى التطوير ونشر الثقافة الإلكترونية في الجامعة، والذي كان له إنجاز متميز في برامج الإبداع والتميز لأعضاء هيئة التدريس في الجامعة.
    وأكد د. السبيهين في ختام تصريحه أن الموقع ما يزال في انطلاقته الأولى، وأنه سيجرى عليه الكثير من التطوير والتحديث، وسوف يتم استكمال عدد من الأقسام العلمية، وعلى رأسها الاستعلامات اللغوية فيه؛ ليكون لدى زوار الموقع قدرة على معرفة الأسئلة اللغوية الشائعة والرد عليها.
    جريدة الرياض/السبت 7 رجب 1428هـ - 21يوليو 2007م - العدد 14271


    ألقٌ من السِحرِ ..أم سِحرٌ بـهِ ألقُ
    وفي حروفِكِ يأتي البدرُ والشـفقُ
    وحِـسُ قلبِكِ أثْـرَىَ لحنَ أغنيتي
    فصـار قلبي على كفَّـيْكِ ينطلقُ
    أأكتبُ الشّـِعرَ أم أُهـديكِ قافلةً
    من الورودِ عليها القلبُ والحَـدَقُ
    ورمزُ اسمـِكِ مكتُوبٌ على شَفَتي
    من قبلِ أن يُولدَ القِرطاسُ والوَرَقُ
    ثروت سليم
     

  2. #110 لمساعدتها على الخروج من أزمتها المالية التي أثرت بشكل سلبي في أداء منتسبيها 
    ...... الصورة الرمزية د.ألق الماضي
    تاريخ التسجيل
    Dec 2005
    الدولة
    بين الكتب
    المشاركات
    10,196
    مقالات المدونة
    12
    معدل تقييم المستوى
    31

    خادم الحرمين يقدم 10ملايين ريال لجريدة الندوة من حسابه الخاص

    جدة - واس:
    انطلاقا من حرص خادم الحرمين الشريفين الملك عبدالله بن عبدالعزيز آل سعود حفظه الله على دعم المؤسسات الصحفية في المملكة أمر أيده الله بدفع مبلغ عشرة ملايين ريال من حسابه الخاص لجريدة الندوة الصادرة عن مؤسسة مكة للطباعة والإعلام.
    أعلن ذلك معالي وزير الثقافة والإعلام الأستاذ إياد بن أمين مدني.

    وقال في تصريح لوكالة الأنباء السعودية إن خادم الحرمين الشريفين وجه بتقديم هذا المبلغ للجريدة لمساعدتها على الخروج من أزمتها المالية التي تعيشها حاليا وأثرت بشكل سلبي في أداء منتسبيها.

    وأكد وزير الثقافة والإعلام أن هذه المبادرة الكريمة من الملك المفدى لجريدة الندوة لتتغلب على ظروفها يجسد مواقفه حفظه الله الداعمة والمساندة للمؤسسات الصحفية والإعلامية في المملكة بشكل عام للقيام بمهامها لتواكب قفزات النمو المعاشة في المملكة وحجم التقنية والمعلوماتية المتدفق بشكل متواصل عالميا.

    وأعرب الوزير إياد بن أمين مدني عن تقديره الجم لخادم الحرمين الشريفين على هذه الوقفة مع جريدة الندوة متطلعا إلى أن تسهم في تمكينها من النهوض مجددا والعودة إلى ما كانت عليه من القوة والمنافسة.

    من جهته رفع رئيس مجلس إدارة المؤسسة معالي الدكتور محمد عبده يماني باسمه واسم منتسبي جريدة الندوة ومؤسسة مكة للطباعة والإعلام عبارات الشكر والامتنان لمقام خادم الحرمين الشريفين على دعمه الندوة بمبلغ عشرة ملايين لتسهم بعون الله في التغلب على الأزمة التي تعاني منها الجريدة.

    وأعرب عن أمله في أن يساعد هذا الدعم الكريم الصحيفة على مقدرتها على النجاح والتميز والنهوض لتسعد قارئها في مكة المكرمة خاصة والمملكة عامة داعيا الله سبحانه وتعالى أن يحفظ خادم الحرمين الشريفين ويجزيه خير الجزاء على وقفته الخيرة مع الجريدة.
    جريدة الرياض/الأحد 8رجب 1428هـ - 22يوليو 2007م - العدد 14272


    ألقٌ من السِحرِ ..أم سِحرٌ بـهِ ألقُ
    وفي حروفِكِ يأتي البدرُ والشـفقُ
    وحِـسُ قلبِكِ أثْـرَىَ لحنَ أغنيتي
    فصـار قلبي على كفَّـيْكِ ينطلقُ
    أأكتبُ الشّـِعرَ أم أُهـديكِ قافلةً
    من الورودِ عليها القلبُ والحَـدَقُ
    ورمزُ اسمـِكِ مكتُوبٌ على شَفَتي
    من قبلِ أن يُولدَ القِرطاسُ والوَرَقُ
    ثروت سليم
     

  3. #111 برعاية وزيرالثقافة وحضور د. السبيلأدبي الشرقية يحتفل بمجلة "دارين" الثقافية ويطلق ا 
    ...... الصورة الرمزية د.ألق الماضي
    تاريخ التسجيل
    Dec 2005
    الدولة
    بين الكتب
    المشاركات
    10,196
    مقالات المدونة
    12
    معدل تقييم المستوى
    31

    برعاية وزيرالثقافة وحضور د. السبيل
    أدبي الشرقية يحتفل بمجلة "دارين" الثقافية ويطلق الموقع الإلكتروني للنادي

    الدمام - محمد السعد:تصوير - خالد الناجم
    تحت رعاية وزير الثقافة والإعلام الأستاذ إياد مدني، وحضور الدكتور عبدالعزيز بن محمد السبيل وكيل وزارة الإعلام للشؤون الثقافية، أقام نادي المنطقة الشرقية الأدبي حفلا بمناسبة تدشين مجلة "دارين" الثقافية في ثوبها الجديد وإطلاق الموقع الالكتروني للنادي حيث ألقى لاستاذ جبير المليحان رئيس النادي الأدبي كلمة شكر فيها معالي وزير الثقافة والإعلام على ما يلقاه النادي من دعم ومؤازرة وبعد ذالك القى الدكتور السبيل كلمة اكد حرص معالي وزيرالثقافة والاعلام على دعم ومتابعة نشاط النادي مضيفا ان تدشين الموقع الكتروني يفتح الأفاق لنشر ثقفتنا إلى العالم وأيضا يسهم في تفاعل المثقفين والأدباء في المنطقة مع محيطهم الاجتماعي، وبعد ذلك تم تدشين الموقع الكتروني للنادي وفي الختام تم تكريم أعضاء النادي الأدبي من قبل الدكتور السبيل.
    وقد تم تصميم الموقع من قبل شركة وطنية محترفة في تصميم المواقع الالكترونية ويحتوي على صفحة الشخصيات الثقافية وفيها سيرة ذاتية لأغلب مثقفي المنطقة إضافتا لصفحة إخبارنا وفيها إخبار النادي من الفعاليات والتغطيات الصحفية للأمسيات اما صفحة ابد عات مقسمة على الشعر والقصة والنقد إضافتا إلى عرض جميع الأعداد من مجلة "دارين الثقافية" منذ العدد الأول إلى العدد الأخير مع إصدارات النادي من الكتب على موقع، وكذلك يحتوي الموقع على أيقونة بتسجيل العناوين الالكترونية وأرقام الهواتف الجوالة للراغبين بوصول الدعوات إليهم عبرها وسيكون هناك منتدى عام مرتبط بالموقع ينشر فيه النصوص الإبداعية والمعلومات والتعليق عليها بحيث تكون تفاعلية مع جميع المبدعين ومفتوحة لتشجيع المواهب ومتابعتها بالنقد والحوار.

    وبنظرة أولى الى مجلة الثقافة في شكلها الجديد تتضح الحساسية البصرية العالية التي اعتمدها فريق التحرير لإصدار مجلة أدبية تقدم ذلك المزيج الأدبي والثقافي الذي أصبح متعارفا علية من الدراسات الأدبية والنصوص الإبداعية والتجارب التشكيلية والفوتوغرافية، ولكن في حلة جديدة تشكل خروجا مغايرا عن المظهر التقليدي الذي يغلب على المجلات لأدبية فالهوية البصرية للمجلة تعكس درجة عالية من الحرفية في التعامل مع النصوص والخطوط والصور والهوامش والعناصر الأخرى، كما ترتبط من جهة أخرى بتقنيات المتعددة، البصرية منها وتللك المرتبطة بالانترنت والمأمول ان يساعد التصميم الجديد على كسر حالة العزلة النخبوية التي تجابه معظم المجلات المتخصصة.

    ويعتبر العدد الجديد لمجلة "دارين" أول مطبوعات النادي في عهد ادارته الجديدة ويحفل بالعديد من الدراسات والنصوص والإبداعات والترجمة حيث جاءت في باب اسفار قراءة للشاعر قاسم حداد لمدينة برلين. وشارك د. مشاري النعيم بتقصي مدينة دارين التاريخية في دراسة بعنوان "عمارة بنكهة البحر". وترجم عبدالوهاب ابو زيد فصلاً من كتاب الروائي التركي اورهان باموق الحائز على جائزة نوبل.. وعنوانه "اسطنبول: الذكريات والمدينة". وشاركت د. فاطمة الوهيبي بدراسة للشاعر محمود درويش، ودراسة د. معجب الزهراني "من الركام الى التراكم" وعلي الشدوي حول الف ليلة وليلة.. ومحمد العلي "نمو المفاهيم" ومحمد الحرز حول الكتابة الشعرية الجديدة. وفي ملف التشكيل يستعرض الناقد العربي د. اسعد عرابي ملامح الحداثة والمعاصرة في المحترف السعودي، ويأتي حوار العدد مع الدكتور سعد البازعي حول قضايا الترجمة وشجونها. وفي النصوص الابداعية: قصائد للشعراء احمد الملا، عيد الخميسي، احمد كتوعة، محمد خضر، طلال الطويرقي، زياد السالم، كوثر موسى، محمد الحميد وعبدالرحمن الشهري.

    وفي القصة القصيرة: فهد العتيق، عواض العصيمي، عبدالله التعزي، صلاح القرشي، محمد البشير، عبدالعزيز عسيري، عبدالله الوصالي ومصلح جميل. ويساهم الشاعر غسان الخنيزي بترجمة تشريحات مستبقة لجثة. وللدكتور مبارك الخالدي دراسة حول الاعلان، واثير السادة في حكاية الانترنت واتجاهات النص ومليحة الشهاب تقرأ في رواية عبده خال (فسوق) وعبود عطية يتناول حكاية "الجنية" لغازي القصيبي وعبدالله الفر في قراءة.

    "جاهلية" للروائية ليلى الجهني

    يذكر ان هيئة تحرير مجلة "دارين" تضم نخبة من المثقفين منهم الشعراء محمد الدميني وعبدالله السفر وغسان الخنيزي وعبدالوهاب ابو زيد.
    جريدة الرياض/الأربعاء 11رجب 1428هـ - 25يوليو 2007م - العدد 14275


    ألقٌ من السِحرِ ..أم سِحرٌ بـهِ ألقُ
    وفي حروفِكِ يأتي البدرُ والشـفقُ
    وحِـسُ قلبِكِ أثْـرَىَ لحنَ أغنيتي
    فصـار قلبي على كفَّـيْكِ ينطلقُ
    أأكتبُ الشّـِعرَ أم أُهـديكِ قافلةً
    من الورودِ عليها القلبُ والحَـدَقُ
    ورمزُ اسمـِكِ مكتُوبٌ على شَفَتي
    من قبلِ أن يُولدَ القِرطاسُ والوَرَقُ
    ثروت سليم
     

  4. #112 رحل في بغداد عن 75 سنة وجمع بين الفلسفة والأدب ... مدني صالح المفكر العراقي الذي لم 
    ...... الصورة الرمزية د.ألق الماضي
    تاريخ التسجيل
    Dec 2005
    الدولة
    بين الكتب
    المشاركات
    10,196
    مقالات المدونة
    12
    معدل تقييم المستوى
    31

    رحل في بغداد عن 75 سنة وجمع بين الفلسفة والأدب ... مدني صالح المفكر العراقي الذي لم يكن دكتوراً
    بغداد - ماجد السامرائي الحياة - 25/07/07//
    نعته إحدى الفضائيات فوصفته بالمفكر وأستاذ الفلسفة في جامعة بغداد. ونعاه طلبته في جامعة بغداد فقالوا: «كنا نراه يقاوم التعب البادي عليه بما يتواصل به معنا، ونتواصل معه، من أفكار». وقال أصدقاؤه: «فقدنا برحيله كاتباً تميزت العبارة على قلمه في الكتابة، ولمعت الفكرة الفلسفية في ما هو يتداولها، فهو أستاذ جمع بين الفلسفة والأدب بحيث لا تدري أي منهما كان يشده الى الآخر»!

    لم يكن مدني صالح (1932 - 2007) شخصاً عابراً في تاريخ الثقافة والفكر في العراق، وعلى مدى الخمسين سنة الأخيرة من تاريخ هذا البعد الشقي الذي لم يورث ببناءه سوى التميز العقلي والإبداعي، والشقاء. إلا ان الواقع الذي عاشه هذا المفكر المبدع (او المبدع المفكر) كان أضيق من مدى رؤيته، وأدنى حدوداً من آفاق رؤياه، لذلك وجدناه ينهج، ومنذ كتاباته الأولى، نهج السخرية من بعض ما كان يدور في محيطه الثقافي والفكري مما وجده يحد من حرية الإنسان والإبداع.
    ويبدو ان مدني صالح الذي ولد في مدينة صغيرة في غرب العراق، يحدها الفرات شرقاً والصحراء من بقية الجهات، كان ان نشأ مجبولاً على التمرد. وحين استهواه الأدب بدأه في أول كتاب له «أشكال ألوان» (1955). أما يوم وجد نفسه يفكر بالإنسان، والوجود، فهو لم يتردد لحظة عن الانخراط في قسم الفلسفة بجامعة بغداد، ويوم تخرج فيه بتفوق، وقد توهجت روح التمرد فيه، كان أن حمل نار روحه هذه وذهب الى كيمبردج، ليلتقي هناك صفوة من المتمردين على عصرهم، كان في طليعتهم الشاعر خليل حاوي الذي ربطته به صداقة من نوع خاص، فما كان أحدهما يسمع اسم الآخر يذكر في حضرته حتى يستغرق في ضحك هو الى الفرح والاحتفاء اقرب منه الى أي شيء آخر، من دون ان يذكر شيئاً عن صاحبه، وعما يبعث نشوة الفرح هذه في نفسه وروحه، وهو يستعيد ايام كيمبردج.

    إلا ان زملاء مدني وأصدقاءه المقربين يذكرون عنه، مع تكتمه هو على ذلك، انه لم ينه دراسته الجامعية العليا هناك. فهو عاد من كيمبردج لا مخفقاً، بل حاملاً الشعور بالانتصار لأنه واجه الأستاذ المشرف بما لم يسمعه من طالب فلسفة قبله، يوم اعترض ذلك الأستاذ على الرسالة الجامعية التي كتبها مدني في انها قامت على الرأي الشخصي في موضوعها عوض البحث من خلال المراجع والمصادر التي يفترضها البحث الجامعي والتي من شأنها تعزيز ما قد يأتي به الطالب من رأي. فما كان من مدني إلا ان رد عليه - كما تقول الرواية التي شاعت - بأنه سيخرج من هنا حاملاً شهادة في الفلسفة ليدرس الفلسفة، والفلسفة، كما يراها، ابتكار وليست إعادة قول، ليست كتابات مجردة، أو نظرية، بقدر ما هي صرخة تملأ الزمان لتؤسس إرادة القول. لكن مدني صالح عاد الى الجامعة التي تخرج فيها ليدرّس الفلسفة على طريقته الخاصة، من دون ان يحمل لقب دكتور. وخارج الجامعة بدأ الكتابة واختار الصحافة اليومية اكثر من المجلات منبراً له، مرتفعاً بالفلسفة الى مستوى الحياة اليومية للإنسان: هموماً ومشكلات وأحلاماً ورؤى.كانت سنوات «الحصار» قاسية الوقع عليه، هو الذي تمسك ببيته وجامعته وطلابه، ومع هذا كان صبوراً، وواقفاً مثل رمح: ينكسر ولا ينحني.

    وفي سياق رؤيته الفلسفية، او نظرته الى الفلسفة واستيعابه لمعطياتها والارتفاع بها الى مستوى الحياة اليومية، كان ان دمج الفلسفة بالأدب، او الأدب بالفلسفة، لا فرق، ليبدع «نصاً» تتوازى فيه النظرتان، وتتواشج الرؤية. وعلى هدي من نهجه هذا في الكتابة، التي لم تكن تخدع قارئها بتعدد المراجع وكثرة المصادر، كتب مدني صالح كتابه «هذا هو السياب»، ولم يكن له من مصادر فيه سوى رسائل السياب. ثم جاء كتابه الآخر في أعقابه، وعلى النهج ذاته «هذا هو البياتي» الذي ظل البياتي أمامه لا يبدي رأياً قاطعاً بما جاء فيه: هل هو كتاب معه ام انه ضده؟ وهو السؤال نفسه الذي أثاره كثيرون بعدما قرأوا الكتاب. وحين كنا نلقي السؤال، عن قرب، على مدني صالح، بصفته مؤلفاً له، كان يجيبنا بضحكة مسترسلة نشعر معها انها صادرة من القلب، وليست ساخرة - وكأنه على سعادة باختلاف الرأي بكتابه هذا.

    لكنّ مدني بقدر ما كان واضحاً في افكاره وآرائه، كان غامضاً في حياته اليومية والعامة. حتى تلك الأفكار التي كان يماشي بها حياته لم تكن واضحة المقاصد في ما كان له فيها من غايات ابعد. والنص الذي كان يكتبه – بل وكتاباته، حتى ما كان منها فكرياً، هي نصوص، وكان يمضي بقارئه من خلاله في مسارين متوازيين: إثارة الهواجس لدى هذا القارئ... وإثارة الأسئلة أيضاً إزاء الكتابة والكاتب والقارئ.

    واذا كان مدني صالح أمضى حياته في سلم مع الناس، فإنه في الكتابة لم يكن كذلك، بل كان في ثورة دائمة، وان لم يحققها الا في القليل، لا لشيء الا لأن الواقع لم يستوعب رؤيته ورؤياه كما أراد، ولم يفهم فحوى رسالته، ولذلك طوى هذه الرسالة، محافظاً على الكثير من أسرارها، برحيله يوم الخميس الفائت في بغداد.


    ألقٌ من السِحرِ ..أم سِحرٌ بـهِ ألقُ
    وفي حروفِكِ يأتي البدرُ والشـفقُ
    وحِـسُ قلبِكِ أثْـرَىَ لحنَ أغنيتي
    فصـار قلبي على كفَّـيْكِ ينطلقُ
    أأكتبُ الشّـِعرَ أم أُهـديكِ قافلةً
    من الورودِ عليها القلبُ والحَـدَقُ
    ورمزُ اسمـِكِ مكتُوبٌ على شَفَتي
    من قبلِ أن يُولدَ القِرطاسُ والوَرَقُ
    ثروت سليم
     

  5. #113 في كتابه "نحو تفسير إسلامي للأدب".. 
    ...... الصورة الرمزية د.ألق الماضي
    تاريخ التسجيل
    Dec 2005
    الدولة
    بين الكتب
    المشاركات
    10,196
    مقالات المدونة
    12
    معدل تقييم المستوى
    31
    في كتابه "نحو تفسير إسلامي للأدب"..
    د. حميد: القيم التي تعامل معها الأدباء الإغريق أمثال إيسخولوس تلتقي في عمومها مع قيم التصور الإسلامي


    "ثقافة اليوم" - فالح العنزي:
    الكتاب: نحو تفسير إسلامي للأدب.. دراسات نقدية في الأدب الإنساني عربياً وعالمياً
    المؤلف: د. محمد أبو بكر حميد
    الناشر: دار طويق للنشر والتوزيع
    يرى الدكتور عبدالعزيز السبيل وكيل وزارة الثقافة والإعلام للشؤون الثقافية في تقديمه للكتاب: "أن الدكتور محمد أبو بكر حميد يدخل في هذا الكتاب بثقة إلى ساحة أكثر رحابة منطلقاً من المفهوم الإسلامي المتفق عليه، وهو أن الأصل في الأشياء الحل. فالممنوع والمحرم والمكروه هو الاستثناء. وحسب رؤية المؤلف فإن كل أدب لا يتعارض مع التصور الإسلامي يعد موازياً للأدب الإسلامي. وتلك رؤية متسعة تعضدها عالمية رسالة الإسلام حسب رأي المؤلف. وإذا كانت هذه الرؤية تدخل معظم الآداب العالمية إلى ساحة الأدب الإسلامي، بدءاً من أفلاطون وأرسطو، وصولاً إلى الأدب المعاصر، فلعلنا بذلك نصل إلى وسم هذا الإبداع بالأدب الإنساني وهو أدب تقره الشرائع السماوية جميعاً، وتقبله الفطر السليمة".
    ويوضح د. السبيل أن التفسير الإسلامي الذي يقوم عليه هذا الكتاب سيجعل الكثيرين ينظرون إلى مفهوم الأدب الإسلامي برؤية مختلفة. وفي الوقت ذاته، سيختلف معه بعض دعاة الأدب الإسلامي وأنصاره، الذين يرون في هذا الكتاب خروجاً عن المألوف لديهم في رؤيتهم حول هذا الأدب". وأن الطرح الذي يقدمه الدكتور محمد أبو بكر حميد في هذا الكتاب حول الأدب الإغريقي طرح جديد لم يسبقه إليه أحد، حيث يتناول مسرحيات ايسخولوس بما فيها من صراع بين الإنسان والآلهة من منطلق أنه ليس بالضرورة أن ننظر إلى عوالم الآلهة ضمن دلالتها المباشرة، بل يمكن النظر إليها بصفتها رموزاً، ومن ذلك أن تكون من عناصر البيئة وظروف المجتمع التي يتعرض الإنسان لتأثيرها. وبهذه الرؤية يتسع التصور الإسلامي لكل العطاءات والمفاهيم والتصورات التي أنتجتها حضارات ما قبل الإسلام". وإذا كان هذا التصور يفتح للأدب الإسلامي آفاقاً أكثر رحابة، فإنه يجعل التساؤل حول مفهوم "الأدب الإسلامي" أكثر مشروعية.
    ويضيف الدكتور السبيل في تقديمه للكتاب: "الدكتور محمد أبو بكر حميد في هذا الكتاب لا يبقى أسير تنظير نقدي وقف عنده بعض نقاد الأدب الإسلامي، بل ينطلق في رؤية نقدية ربما ينفرد بها. وأجزم أنها ستجعل كثيرين يعيدون النظر في رؤاهم ومواقفهم تجاه مفهوم الأدب الإسلامي. فهو أدب ينمو ويتطور في تحولات في الرؤية والمفهوم، مثله في ذلك مثل كثير من المفاهيم الأدبية، التي تمر بمراحل عديدة من الرؤى والأفكار، مما يجعلها أكثر ثراء وأوسع أفقاً في جانبيها التنظيري والتطبيقي.
    ذكر الدكتور محمد أبو بكر حميد في مقدمة كتابه "نحو تفسير إسلامي للأدب.. دراسات نقدية في الأدب الإنساني عربياً وعالمياً" أن الكثير من الناس يتساءل عن ماهية الأدب الإسلامي، وعن موقفه من الأشكال الفنية والأدبية الأخرى والمضامين التي عبرت عنها الآداب العالمية، ومدى اتفاقه مع نتاجها الإنساني ثم عن الفرق بين الأدب الإسلامي والأدب العربي وغيرها من الأسئلة التي أثارت جدلاً كبيراً ولا تزال تثيره من حين لآخر بين أدباء ونقاد كلهم مسلمون.
    ويرى الدكتور حميد أن الأدب الإسلامي شأنه شأن كل أدب ملتزم يعبر عن رسالة في الحياة، لكن التزامه لا يحد من سعة آفاقه ولا يحصر موضوعاته وقضاياه في حدود أمته عقيدة وثقافة وأرضاً، بل يتسع سعة الإسلام نفسه، ويستمد إنسانيته وعالميته من إنسانية الإسلام وعالميته. لذا لابد أن يرقى مستوى التعبير الفني في الأدب الإسلامي إلى مستوى رقي وعظمة الرسالة التي يعبر عنها، لكي يستطيع أن يعبر بها إلى رحاب الإنسانية والعالمية، وبما أن أشكال التعبير الفني وسائل محايدة ليس لها دين أو هوية أو جنسية فإن الأدب الإسلامي يستوي مع أي أدب آخر أنتجته البشرية في كل بلاد العالم من حيث إن الحكم عليه يتم من خلال مستواه الفني قبل الحكم عليه من ناحية مضمونه الذي يحدد هويته، ولا تشفع له إسلامية المضمون في ضعف مبناه وعلى قدر جودة إبداعه في وسيلته يؤدي رسالته.
    ويؤكد الدكتور حميد من واقع دراساته في هذا الكتاب أن الأدب الإسلامي يلتقي مع كافة أنواع العطاء الإنساني وقيم الفطرة البشرية السوية في الآداب العالمية على مختلف لغاتها وثقافاتها بينما لا يلتقي مع إبداع فني ينتمي للأدب العربي لغة، وكاتبه إنسان مسلم، عندما يعبر فيه عن محتوى يختلف مع ثوابت التصور الإسلامي في دينه الذي ينتمي إليه. وأن القيم التي تعامل معها الأدباء الإغريق أمثال إيسخولوس تلتقي في عمومها مع قيم التصور الإسلامي لأن هذه القيم تنطلق من الفطرة الإنسانية السليمة التي خلق عليها كل البشر وهذه القيم الإنسانية هي التي أعطت للأدب الإغريقي خلوده ومتعته إلى يومنا هذا.
    تحت عنوان مشكلة الفن ونظرية الدراما عند الإغريق على ضوء التصور الإسلامي يؤكد الدكتور حميد أن فلسفة الفن ومشكلة الإبداع ظلت موضع خلاف وحوار بين الفلاسفة والمفكرين والأدباء عبر العصور، ففي الحضارة الإغريقية اعتبر أفلاطون الشاعر كالمصور، يحاكي ظواهر الأشياء دون أن يفهم طبيعتها. وتنص "نظرية عالم المثل" عند أفلاطون على أن كل الكائنات والمخلوقات وعناصر الطبيعة الموجودة في هذا العالم ما هي إلا صورة لما هو موجود في عالم المثل، فإذا جاء الفنان أو الشاعر وقام برسم هذه الصورة أو وصفها فإنما يقوم بتصوير النسخة الثانية للأصل، فيكون عمله إذن النسخة الثالثة، فيأتي أضعف من الواقع بل لا يكون في حقيقة الأمر أكثر من تشويه لهذا الواقع الذي هو صورة للأصل الموجودة في عالم المثل.
    ثم جاء أرسطو وخالف أستاذه أفلاطون في هذه النظرية، ووضع أساساً لفلسفة الفن ومفهوماً للإبداع نسف فيه نظرية أفلاطون بعناصر من داخلها، أو نفذ إليها من ثغرة فيها. وقال: إن الإنسان لا يستطيع أن يصور الأشياء كما هي تماماً في الواقع، ولكن ما يصوره يأتي مشابهاً للواقع، فيكون تصويره إما أفضل مما هو في الواقع أو أسوأ مما هو في الواقع. وقال أرسطو متحدثاً عن مجال إبداع الإنسان، إن الطبيعة وفرت للإنسان المواد الخام لعناصر إبداعه، وهي مواد لا يستطيع صناعتها بنفسه. وبهذا تكون المحاكاة عند أرسطو محاكاة إبداعية لا محاكاة نقلية، ويرى الدكتور حميد أن نظرية أرسطو بهذا المعنى تتفق إلى حد كبير مع وجهة النظر الإسلامية، فلقد خلق الله هذا الكون وسخر للإنسان كل موجوداته وأقره أن يتدبر ويتفكر فيه، ويستغل خيراته لرقيه وتطوره وخدمة مصالحه.
    ويقول أرسطو: إن الفن عموماً والدراما خاصة التراجيديا محاكاة لأفعال الأشخاص لأننا "نكون سعداء أو أشقياء بأفعالنا، وعلى هذا فالحدث الدرامي يستخدم العقل كي يصور به شخصية، ولكنه يتعرض للشخصية بسبب علاقتها بالفعل. ومن ثم فإن مجرى الأحداث - أي الحبكة - يشكل غاية التراجيديا والغاية في كل شيء أهم ما فيه". وهذا يتفق مع التصور الإسلامي بأن عمل الإنسان مقياس الحكم على شخصيته، وأن المسلم لا يعاقب إلا على ما يفعل، والمحبة والكراهية في الإسلام تقوم على الأفعال فنحن نكره في إنسان بعينه أفعاله السيئة ونحب في آخر أفعاله الطيبة.
    يتناول الكتاب مشكلة الفن ونظرية الدراما عند الإغريق على ضوء التصور الإسلامي، ميراث أرسطو في الشكل الفني للقصة القصيرة ومعضلة التأصيل والتجريب عند الأدباء الشباب، التصوير النفسي والمعادل الموضوعي للوحدة الفنية في القصة القصيرة عند أحمد الشيخ، أبطال إيسخولوس بين حرية الإرادة وحتمية القدر من منظور التصور الإسلامي، الحب والوعي في "روميو وجولييت" وموقف شكسبير من رسالة الأديان، فاوست باكثير وجوته على ضوء التصور الإسلامي تحديث الشكل الحكائي على ضوء التصور الإسلامي في رواية "توبة وسلى" ل مها محمد الفيصل، الحب والإيمان في مرآة التصوير الرومانسي عند محمد هاشم رشيد، سورة يوسف أبعادها الفكرية والرمزية في شعر عبده بدوي، التجربة الشعورية والتجربة التاريخية عند عبدالله بلخير، الرمز والإسقاط في رحلات ابن بطوطة في شعر عبدالله العباسي.
    جريدة الرياض/الخميس 12 رجب 1428هـ - 26 يوليو 2007م - العدد 14276

    ألقٌ من السِحرِ ..أم سِحرٌ بـهِ ألقُ
    وفي حروفِكِ يأتي البدرُ والشـفقُ
    وحِـسُ قلبِكِ أثْـرَىَ لحنَ أغنيتي
    فصـار قلبي على كفَّـيْكِ ينطلقُ
    أأكتبُ الشّـِعرَ أم أُهـديكِ قافلةً
    من الورودِ عليها القلبُ والحَـدَقُ
    ورمزُ اسمـِكِ مكتُوبٌ على شَفَتي
    من قبلِ أن يُولدَ القِرطاسُ والوَرَقُ
    ثروت سليم
     

  6. #114 صدور دليل (الجمعية السعودية للفنون التشكيلية) 
    ...... الصورة الرمزية د.ألق الماضي
    تاريخ التسجيل
    Dec 2005
    الدولة
    بين الكتب
    المشاركات
    10,196
    مقالات المدونة
    12
    معدل تقييم المستوى
    31

    صدر دليل (الجمعية السعودية للفنون التشكيلية) والذي حمل كلمة معالي وزير الثقافة والإعلام الدكتور إياد مدني الذي هنأ التشكيليين بقرب إشهار جمعيتهم، وأكد مساندة ودعم الوزارة الدائم لما يطرح من أفكار ورؤى تدعم المشهد التشكيلي السعودي، كما تضمن الدليل كلمة وكيل الوزارة للشؤون الثقافية الدكتور عبدالعزيز السبيل، و القواعد والتعليمات المنظمة لانتخاب أعضاء مجلس إدارة (الجمعية السعودية للفنون التشكيلية) وضوابط الدعاية الانتخابية للمرشحين، وقد بلغ مجموع أعضاء الجمعية التأسيسية للجمعية 307أعضاء، وبلغ عدد المرشحين لعضوية مجلس إدارة الجمعية 43مرشحاً، وقد حمل الدليل سيرة وأهداف كل مرشح، يذكر أن انتخابات الجمعية ستبدأ في 24/23شعبان القادم.
    جريدة الرياض/الجمعة 13رجب 1428هـ - 27يوليو 2007م - العدد 14277


    ألقٌ من السِحرِ ..أم سِحرٌ بـهِ ألقُ
    وفي حروفِكِ يأتي البدرُ والشـفقُ
    وحِـسُ قلبِكِ أثْـرَىَ لحنَ أغنيتي
    فصـار قلبي على كفَّـيْكِ ينطلقُ
    أأكتبُ الشّـِعرَ أم أُهـديكِ قافلةً
    من الورودِ عليها القلبُ والحَـدَقُ
    ورمزُ اسمـِكِ مكتُوبٌ على شَفَتي
    من قبلِ أن يُولدَ القِرطاسُ والوَرَقُ
    ثروت سليم
     

  7. #115 رد: أخبار ثقافية 
    ...... الصورة الرمزية د.ألق الماضي
    تاريخ التسجيل
    Dec 2005
    الدولة
    بين الكتب
    المشاركات
    10,196
    مقالات المدونة
    12
    معدل تقييم المستوى
    31
    أدبي الباحة ينظم فعاليات الملتقى الثقافي الثاني في التاسع عشر من شعبان القادم



    الباحة - عبدالرحمن الغامدي:
    ينظم النادي الأدبي بالباحة في التاسع عشر من شعبان القادم فعاليات الملتقى الثقافي الثاني تحت مسمى (الرواية وتحولات الحياة في المملكة) وذلك بمشاركة 43أكاديميا وأديبا من العنصرين الرجالي والنسائي.
    ويشهد اليوم الأول للتظاهرة الثقافية حفل الافتتاح برعاية صاحب السمو الملكي الأمير محمد بن سعود بن عبد العزيز أمير منطقة الباحة ويتم من خلاله تكريم أعضاء مجلس الإدارة السابق. فيما تبدأ جلسات الملتقى في اليوم التالي وتستمر لثلاثة أيام متتالية وعلى ثلاث فترات الجلسة الأولى تنطلق عند الساعة العاشرة صباح بعنوان (الرواية النسائية) ويديرها الدكتور عبد المحسن القحطاني بمشاركة الدكتور حسن النعمي والدكتور عالي القرشي والأستاذة منى الغامدي. فيما تبدأ الجلسة الثانية عند الساعة الرابعة والنصف عصرا وتحمل نفس عنوان الجلسة الأولى، ويديرها الدكتور صالح بن سعيد، بمشاركة الدكتور معجب الزهراني والدكتور حسين المناصرة والأستاذة سماهر الضامن. (الرواية والفنون الأخرى) عنوان الجلسة الثالثة وتبدأ الساعة السابعة والنصف مساءً، ويديرها الدكتور عبد الله المعطاني بمشاركة الدكتور صالح بن معيض والدكتور محمد بن ربيع والأستاذة إيمان التون والأستاذ عثمان جمعان الغامدي. فعاليات اليوم التالي تبدأ جلستها الأولى الساعة العاشرة صباحا وموضوعها (الرواية والهوية) يديرها الدكتور منصور بن جريد، بمشاركة الدكتور سعيد البازعي والأستاذ حسين بافقيه والأستاذة فاطمة الياس. الجلسة الثانية تبدأ الساعة الرابعة والنصف وتأتي استكمالا للجلسة الأولى ويديرها الدكتور عثمان الصيني، بمشاركة الدكتور سعيد السريحي والدكتور حسن الحازمي والأستاذة أسماء الزهراني. لجلسة الثالثة تبدأ الساعة الثامنة مساءً بعنوان (الرواية والقارئ) ويديرها الدكتور احمد الطامي، بمشاركة الدكتور صالح زياد والأستاذ على الشدوي والأستاذ محمد العباس والأستاذة نورة القحطاني. اليوم الثالث والأخير يختتم أيضا بثلاث جلسات الأولى بعنوان (تكريم عبد العزيز مشري) وتبدأ الساعة التاسعة صباحا ويديرها الأستاذ محمد حبيبي بمشاركة الأستاذ علي الدميني والأستاذ سعد الدوسري والأستاذ مسفر الغامدي. الجلسة الثانية بعنوان (الشهادات) وتبدأ الساعة العاشرة والنصف صباحا ويديرها الأستاذ عبد الله الوشمي بمشاركة الأستاذ احمد أبو دهمان والأستاذ عبد الفتاح أبو مدين والأستاذ يوسف المحيميد والأستاذ عبده خال والأستاذ أحمد الدويحي والأستاذة ليلي الجهني والأستاذة نورة الغامدي والأستاذة أميمة الخميس. الجلسة الثالثة تبدأ الساعة الثانية عشر ظهرا بعنوان (تكريم السلوك)

    ويديرها الدكتور عائض الزهراني، بمشاركة الدكتور معجب الزهراني والأستاذ حسين بافقيه والأستاذ قينان الزهراني. من جانبه أشار رئيس النادي الأدبي بالباحة احمد المساعد أن النادي سيعمل على تدوين جلسات الملتقى وطباعتها في كتاب يصدر خصيصا باسم الملتقى، مثمنا لسمو أمير الباحة رعايته ومقدما شكره وتقديره لضيوف الملتقى وقبولهم دعوة النادي للمشاركة في هذه التظاهرة الثقافية الكبرى، كما ثمن المساعد جهود مجلس الإدارة السابق وعلى رأسهم الشيخ سعد المليص على ما بذلوا من جهود مخلصة في تنمية الحراك الأدبي والثقافي بمنطقة الباحة، وأبان المساعد أن بادرة تكريم المجلس السابق خلال الملتقى بحضور نخبة من رموز الأدب والثقافة بالمملكة إنما يأتي عرفانا وامتنانا بدورهم الريادي وجهودهم الحثيثة والمخلصة في تأسيسه وتفعيل دوره في المجتمع وتبنيه للمواهب الشابة ودعمها.

    الرياض لاحد 15 رجب 1428هـ - 29 يوليو 2007م - العدد 14279








    ألقٌ من السِحرِ ..أم سِحرٌ بـهِ ألقُ
    وفي حروفِكِ يأتي البدرُ والشـفقُ
    وحِـسُ قلبِكِ أثْـرَىَ لحنَ أغنيتي
    فصـار قلبي على كفَّـيْكِ ينطلقُ
    أأكتبُ الشّـِعرَ أم أُهـديكِ قافلةً
    من الورودِ عليها القلبُ والحَـدَقُ
    ورمزُ اسمـِكِ مكتُوبٌ على شَفَتي
    من قبلِ أن يُولدَ القِرطاسُ والوَرَقُ
    ثروت سليم
     

  8. #116 البيئة عندما تهذب النفسيات:هل يؤثر البحر في تصرفات سكان المدن الساحلية؟ 
    ...... الصورة الرمزية د.ألق الماضي
    تاريخ التسجيل
    Dec 2005
    الدولة
    بين الكتب
    المشاركات
    10,196
    مقالات المدونة
    12
    معدل تقييم المستوى
    31
    الباحة - مكتب "الرياض"، محمد المرزوقي:
    (الإنسان ابن بيئته) كثيرون من دارسي تراثنا العربي وأدبياته الجغرافية والتاريخية - خاصة - يجمعون على أن الجغرافيا الإسلامية قد ورثت عن الإغريق والفرس والهنود فكرة الأقاليم وعلاقتها بالطبائع البشرية ونجد أيضا من يؤكد أن هذه النظرية كانت تتردد منسوبة إلى بطليموس وجالينوس وأبقراط فالموقع الجغرافي كبيئة هو الذي يحدد بكل دقة وعلى وجه الإطلاق طبائع البشر وعقلياتهم وألوانهم أخلاقهم وبالتالي ثقافاتهم فكل هذا تشكله البيئة التي يعيش فيها الإنسان وهكذا تتابعت الأدبيات التاريخية والجغرافية تبني على هذا التلازم حتى ظهرت الجغرافيا (البشرية) فليس من المستغرب إذا أن تجد اليوم (بوصليون) في تصنيف الناس تباعا لاتجاهات الأقاليم على ما وصلنا من تصورات إقليمية بما فيها مناخاتها وما نعرفه عن تلك الجهات - الأقاليم - التي من خلالها نضع الشخصية تلقائيا داخل قالب إقليمي بجميع أبعاد الشخصية النفسية والاجتماعية والمادية لنتعامل مع القالب المأقلم لا الإنسان !
    لهذا كانت العلوم والصنائع والمباني والملابس والأقوات والفواكه بل والحيوانات وجميع ما يتكون في هذه الأقاليم الثلاثة المتوسطة مخصوصة بالاعتدال وسكانها من البشر أعدل أجساما وألوانا وأخلاقا وأديانا حتى النبؤات فإنما توجد في الأكثر فيها ولم نقف على خبر بعثة في الأقاليم الجنوبية ولا الشمالية وذلك أن الأنبياء والرسل إنما يختص بهم أكمل النوع في خلءقهم وأخلاقهم) هذا ما نجده لدى عبدالرحمن بن خلدون في مقدمته الشهيرة حول تصنيف الإنسان على اعتبار (بيئي) مشرقا ومغربا كما نجد في مقدمته - أيضا - كثيراً عن تأثير البيئة على الإنسان كأثر المعتدل من الأقاليم والمنحرف وتأثير الهواء في ألوان البشر وكثير من أحوالهم وأخلاقهم وعن سكان أقاليم البادية الذين تجعلهم البيئة اقرب إلى الخير من أهل الحضر كما أن أقاليم البادية لا تكون إلا لقبائل تتصف بالعصبيات.

    أما عن تأثير البيئة على ثقافة الإنسان فيشاركنا الأستاذ محمد بن عبدالله القرني قائلا : في عصر الفضائيات وتقنية المعلومات لم يعد هناك إلا فواصل ضيقة تفصل بين الحضارات من جهة وثقافات الأمم من جهة أخرى فتداخل الثقافات أصبح سمة لا يمكن تجاهلها بأي حال من الأحوال ويقينا بأن تأثر الفرد بمستوى معين من الثقافات الأخرى يمكن أن يحدث وإن كان هذا التأثر والتأثير لا يتم إلا في إطار زمني قد يطول مداه ولذلك فلا عجب إذا اعتبرنا أن ما يحدث من تلك التأثيرات الجوهرية الآن إنما هو جزء من طبيعة التكوين البشري الباحث عن (التغيير) أيا كان ما دام أن هذا التغيير في نظر البعض (تطور).

    إذا ما رجعنا مرة أخرى إلى تراثنا الأدبي إلى المسعودي تحديدا وعن طباع البشر أثناء استعراضه الإنسان حسب الاتجاهات البيئية فإنه يقول: "وشمالي غبي تأثر أهله بالبرد فعظمت أجسامهم وجفت طبائعهم وتوعّرت أخلاقهم وتبلدت أفهامهم وثقلت ألسنتهم وابيضّت ألوانهم حتى أفرطت ولم يكن في مذاهبهم متانة وذلك لطباع البرد وعدم الحرارة ومَنء كان منهم أوغل في الشمال فالغالب عليه الغباوة والجفاء والبهائمية وتزايد ذلك فيهم في الأبعد فالأبعد إلى الشمال فإنهم في عداد البهائم وجنوبي متوحش ضربت الحرارة أهله فاسودّت ألوانهم واحمرّت أعينهم وتوحّشت نفوسهم وذلك لالتهاب هوائهم وإفراط الأرحام في نضجهم حتى احترقت ألوانهم وتفلفلت شعورهم لغلبة البخار الحار اليابس".

    وفي رحلة ابن بطوطة والمسماة (تحفة لنَّظار في غرائب الأمصار وعجائب الأسفار) يرصد من خلال الإقليمية الطبائع أيضا وسنكتفي بذكر حادثتين الأولى يقول: "والقرود في تلك البلاد كثيرة جدا وهي سود الألوان لها أذناب طوال ولذكورها لحى كالآدميين.. لها مقدم تتبعه يشد على رأسه عصابة من أوراق الأشجار ويتوكأ على عصا ويكون على يمينه ويساره أربعة من القرود لها عصي بأيديها تضرب بين يدي مقدمها بعض القرود بالعصي وتنتف وبره بعد ضربه".

    ويقول عن مجلس سلطان إقليم مجلة: "رأيت رجلا بيده سكين قد وضعه على رقبته وتكلم بكلام كثير لم افهمه ثم أمسك السكين بيديه معا وقطع عنق نفسه فوقع رأسه لحدة السكين وشدة إمساكه بالأرض وقال لي السلطان: هل يفعل هذا أحد عندكم؟ فقلت ما رأيت هذا قط فضحك وقال: هؤلاء عبيدنا يقتلون أنفسهم في محبتنا". هناك من يرى أن هذه الأدبيات التي شاعت منذ القرون الوسطى تتناول الطباع البشرية كما تتناول الطبائع الحيوانية من خلال بيئتها بطريقة مطلقة تنميطية قاسية تحبس البشرية في طبائع ثابتة مصدرة أحكاما نهائية نواتجها مملوءة بالدونية والتنافر والتضاد والانتقاص من طبائع إقليم ورفع آخر بأساليب مغلقة مطلقة متمركزة حول الإقليمية متخذة من العلم ومن المعرفة شكلا خارجيا بينما يؤكد آخرون أن هذه الأدبيات الثقافية التي تركز في تأثير البيئة على الإنسان إلى حد كهذا كفيلة بصناعة ثقافة الكراهية وترسيخها.

    الأستاذ الشاعر صالح بن سعيد الهنيدي يطل معنا من بعد يتحرك باتجاه آخر قائلا: تثبت الدراسات الاجتماعية منذ ابن خلدون أن البيئة لها تأثير كبير في نسيج الإنسان بشتى صوره وأشكاله من حيث الفكر والاعتقاد والإبداع بل ومن حيث الشكل الخارجي للإنسان حيث تبقى البيئة مؤثرًا بارزًا في كل ما يقبل التأثير ولكن يبقى السؤال الأهم.. هل يستطيع الإنسان أن يتحرر من هذا التأثير البيئي؟ بطبيعة الحال الإنسان قادر على التكيف مع كافة الظروف المحيطة ولذا فلديه القدرة على الانفصال عن مؤثرات البيئة حتى تلك التي انغرست في مكونات شخصيته وتغلغلت في أعماقه وليس المبدع إلا مرآة للبيئة التي عاش فيها وتأثر بما رآه وسمعه وشعر به من مقومات الإبداع لديه ولكنه مع هذا قادر على الفكاك عنها ولعل الشاعر علي بن الجهم أنموذج للمبدع المنفلت من زمام بيئته البدوية التي عاش فيها شطرًا كبيرًا من حياته ليصل الأمر بالمبدع إلى أن يكون ذا تأثير على بيئته التي انفصل من تأثيرها عليه عندما يشعر أنه قادر على التغيير بما منحه الله من مكونات إبداعية جادة. لكننا هل نجد ردود الأفعال نفسها عند الآخر الذي درست علاقته بالبيئة وتأثيرها على طبائعه؟ فأرسطو ( 284- 322ق0م) - مثلا - تناول في كتابه عن السياسة الفرق بين سكان المناطق الباردة في أوروبا وسكان آسيا فسكان أوروبا بالنسبة له يتميزون بالشجاعة التي كانت أساس حريتهم لكنهم غير ماهرين في الإدارة والفهم والتنظيم وبالتالي يفتقدون إمكانية السيطرة أو الإمساك بزمام الأمور.. أما سكان آسيا فلديهم الفكر والمهارة الفنية) وكذلك نجد الرؤية نفسها عند هيبوقراط ( 420ق0م) في كتابه (الجو والماء والأقاليم) والذي يرى أن سكان الجبال المعرضين للأمطار والرياح يتصفون بالشجاعة وطول القامة والطباع الحميدة أما سكان الأقاليم المكشوفة الجافة فيتصفون بنحافة القامة وحب التحكم كما نجد البعد نفسه لدى مونتسكييه في كتابه (روح القانون) الذي تناول اثر المناخ والتربة على طبائع الإنسان. لذلك إما أن تكون مؤقلما (بيئيا) وإما أن تكسر إقليميتك بتكيفك (اجتماعيا) وحينها تكون مؤثرا في البيئة حسب استطاعتك متحررا من تأثيرها المطلق وستكون (الثقافة) وسيلتك ومقياسك لتعرف من أنت؟!.
    جريدة الرياض/الثلاثاء 17رجب 1428هـ - 31يوليو 2007م - العدد 14281

    ألقٌ من السِحرِ ..أم سِحرٌ بـهِ ألقُ
    وفي حروفِكِ يأتي البدرُ والشـفقُ
    وحِـسُ قلبِكِ أثْـرَىَ لحنَ أغنيتي
    فصـار قلبي على كفَّـيْكِ ينطلقُ
    أأكتبُ الشّـِعرَ أم أُهـديكِ قافلةً
    من الورودِ عليها القلبُ والحَـدَقُ
    ورمزُ اسمـِكِ مكتُوبٌ على شَفَتي
    من قبلِ أن يُولدَ القِرطاسُ والوَرَقُ
    ثروت سليم
     

  9. #117 رد: أخبار ثقافية 
    ...... الصورة الرمزية د.ألق الماضي
    تاريخ التسجيل
    Dec 2005
    الدولة
    بين الكتب
    المشاركات
    10,196
    مقالات المدونة
    12
    معدل تقييم المستوى
    31
    الذكرى العشرون لرحيل صاحب «عودة الروح» والأولى لصاحب «الثلاثية» ... توفيق الحكيم عبّد الطريق لروايات نجيب محفوظ
    فخري صالح الحياة - 31/07/07//
    تمر هذه الأيام الذكرى العشرون لرحيل الكاتب المصري توفيق الحكيم (1898 - 1987) الذي انشغل على مدار عمره المديد بالكتابة على تنوع أشكالها وموضوعاتها، منجزاً عدداً كبيراً من الأعمال في المسرح ونظريته، محاولاً وصل زمان المسرح العربي بما تحقق في المسرح الغربي خلال القرن العشرين. لكن الحكيم لم يكتب سوى عدد قليل من الروايات، مع أن بعض هذه الروايات التي أنجزها توفيق الحكيم في نهاية العشرينات وفي الثلاثينات من القرن الماضي، ونشر معظمها في الثلاثينات، وضع الرواية العربية على مفترق الطريق ليلتقطها نجيب محفوظ، في ما بعد، مطوراً بناء الرواية العربية ليرسي عمارة روائية شاهقة ما كان لها أن تنجز ربما لولا جرأة الحكيم على كتابة هذا العدد القليل من الروايات والخروج بالنوع الروائي، الذي كان يشق طريقه بصعوبة في الثقافة العربية، من أسر الخطابية والوعظية المباشرة، وتقديم شخصيات مستقلة نسبياً تتحرك بحرية في فضاء السرد من دون أن يحس القارئ أن الكاتب يحركها بحسب مشيئته القاهرة ويوجهها من دون التفات إلى وظائفها الروائية. الذكرى الأولى لغياب نجيب محفوظ (31 تموز/ يوليو) تتزامن مع الذكرى العشرين لغياب توفيق الحكيم (27 تموز).

    في عمله الروائي الأول «عودة الروح»، الذي انتهى توفيق الحكيم من كتابة جزئه الأخير عام 1927، يستخدم الكاتب ضمير الغائب ليروي عن «الشعب» الذي أصابته الحمى الإسبانيولية في وقت واحد، إشارة إلى حس التضامن والتآلف والوحدة الذي يجمع أفراد الأسرة الواحدة، ويشملها جميعاً ليحولها في النهاية إلى رمز لوحدة الأمة المصرية في فترة العشرينات. ويدرك القارئ من تطور الأحداث في الرواية، ومن الإلماعات الكثيرة التي تتخلل صفحاتها، أن الرواية كتبت بتأثير ثورة 1919 وعلى ضوء التحولات التي تلتها في المجتمع والسياسة المصريين. لكن ما يبقى من هذا العمل الروائي، بعد ثمانين عاماً من كتابته، هو القدرة على نقل الرواية العربية من مرحلة البدايات وتلعثمها إلى عالم الكتابة الروائية الناضجة التي يتقن فيها الروائي استخدام تقنيات الكتابة الروائية، كما عرفتها الرواية في العالم في تلك الفترة التاريخية، وكذلك القدرة في الوقت ذاته على توظيف هذا النوع الأدبي الوليد في الثقافة العربية للتعبير عن الآمال المحبوسة في عقول المصريين في تلك الفترة التاريخية المتحولة بعد ثورة 1919.

    في هذا المفصل الشديد الأهمية تحتفظ «عودة الروح» بحيويتها وقدرتها على فتح آفاق جديدة للرواية العربية في نهاية العشرينات، دافعة الكتابة الروائية إلى صدارة المشهد، معبّدة الطريق لنجيب محفوظ الذي سيعمل في رواياته على تطوير النوع الروائي وإعادة تمثيل مشاهد التحولات السياسية والاجتماعية، مراكماً من الروايات ما سيجعل الرواية العربية تحتل الصدارة في مراتبية الأنواع الأدبية في العقدين الأخيرين من القرن العشرين. وقد أسهم الحكيم بكتابة «عودة الروح» في تسليط الضوء على النوع الروائي الوليد وتطويره وأخذه مأخذ الجد في تاريخ الأدب العربي في النصف الأول من القرن الماضي.

    يمكن أن نصنف «عودة الروح» في إطار ما يسمى «الرواية - الأطروحة»، بمعنى أنها تحاول، منذ صفحاتها الأولى، أن تركز انتباه القارئ على رسالتها المحددة التي تتمثل في التنبيه الى ضرورة عودة روح التضامن المصرية لإنجاز الاستقلال. ونحن نعثر على عودة هذه الروح في إطار «الشعب» الذي يحشر نفسه في غرفة نوم صغيرة ينام فيها الكبير والصغير والخادم تعبيراً عن انصهار طبقات الشعب جميعها في هذه الوحدة المثالية التي يدعو إلى تحقيقها راوي توفيق الحكيم، الذي يبث الكاتب من خلاله أفكاره ونظرته الاجتماعية - السياسية، شاداً خيوط البداية إلى خيوط النهاية في سرد دائري يجلو الأطروحة التي هدفت الرواية إلى الدفاع عنها وبثها في وعي القارئ على مدار فصولها.

    لكن ما يلفت في «عودة الروح» ليس أطروحتها، وتشديدها على طبيعة مصر الخالدة مجسدة من خلال فلاحيها، بل حيويتها وجرأتها على استعمال العامية المصرية بكثافة، وقدرتها على تمثيل التعددية اللسانية في عمل روائي عربي مبكر يعمل على إدراج لغات المهن والفئات الاجتماعية المختلفة في بنيته السردية. إننا نعثر في «عودة الروح» على الخطاب اليومي الدارج، وعلى الخطاب الرومانسي الحالم، وعلى الخطاب المتحذلق المتعالم، وعلى خطاب الشعوذة. وفي سياق هذه التعددية اللسانية، وغنى الخطابات التي يهجن بعضها بعضاً، يقوم توفيق الحكيم ببناء عمل روائي شديد الغنى والحيوية، على رغم تشديده غير المبرر على أطروحته المركزية التي حاول الدفاع عنها في ثنايا الرواية. ومع ذلك، فإن هذه الأطروحة المركزية، التي تشد بنيان العمل وتربط بدايته بنهايته، لا تقلل من نضج العمل وقدرته على جعل الشكل الروائي مسرحاً لعرض التحولات الاجتماعية والأتواق السياسية لمصر العشرينات. ساعد الحكيم على تحقيق هذه الوظيفة الروائية تركه شخصياته تتطور في الفسحة الزمانية - المكانية الضيقة التي جعلها تسعى في إطارها، فهي شخصيات من لحم وليست أفكاراً يحاول الكاتب أن يكسوها لحماً ودماً فيفشل كما فعل بعض الذين حاولوا استخدام شكل الرواية للتعبير عن أفكارهم السياسية والاجتماعية قبل الحكيم.

    هكذا يستطيع القارئ أن يلم بالملامح الجسمانية والنفسية لشخصيات «عودة الروح» من خلال وصف الراوي الكلي العلم، ومن خلال الحوارات التي تدور بين الشخصيات وتأخذ حيزاً واسعاً من صفحات الرواية، ما يمكّننا من التعرف الى أفكار محسن وهواجسه وحبه لسنية، وعالم زنوبة وعبده وحنفي وسنية ومبروك، وبقية شخصيات الرواية. وهو أمر لم يكن توفيق الحكيم يسعى إلى وضعه في رأس أولوياته، بدليل أنه بنى العمل على مشهد غرفة النوم، والشعب ممدد على أسرّتها مريضاً يشكو المرض نفسه، ثم أنهى العمل بمشهد غرفة المستشفى والشعب ممدد على الأسرّة بعد نقله من السجن.

    إن التعددية اللسانية في «عودة الروح» تتغلّب على الأطروحة المثالية، التي تبنى الرواية من أجلها وعلى حوافها. كما أن شخصيات الرواية وأحداثها اليومية المتحولة توضع بين مزدوجين، فيما يحاول الحكيم التشديد على عدم تغير الطبيعة المصرية على مدار التاريخ، وتجانس عناصر هذه الطبيعة، وتأبيد مبدأ الوحدة في الألم الذي يميز الإنسان المصري عن الإنسان الغربي، كما يرى عالم الآثار الفرنسي. لكن هذه الشخصيات، وعبر تنسيب اللغات واللهجات في الرواية، تعرض للقارئ آمالها وأحلامها وسعيها اليومي في البيت والحارة والقهوة والمدرسة والقرية، مما يجعل الرواية تتطور في اتجاه يقيم في داخلها تعارضاً داخلياً يصعب حله بين أطروحتها المثالية ومادتها اليومية الواقعية التي بنيت منها. إن النوع الروائي يسعى، منذ تبلوره في القرن التاسع عشر، إلى التخلص من الرؤية المثالية للعالم واللغة، وينزع إلى تأكيد النسبية اللغوية وكذلك التاريخية، كما يرى ميخائيل باختين في فهمه للخطاب الروائي. إن ذلك يشق «عودة الروح» من الداخل، فهي في أطروحتها تحاول تبديد الوعي النسبي للتاريخ، فيما تعمل الشخصيات، بحيويتها وسعيها في المكان والزمان وشبهة تمردها على خالقها، على مقاومة فرض الكاتب وعيه المثالي على الرواية. وبغض النظر عن الظهور الدائم لوعي الكاتب المثالي ورؤيته للعالم وانعكاسه في مرآة الراوي، فإن الشخصيات تبدو في الرواية وهي تقاوم توجيه الكاتب، بحيث يتولد وعي ضدي طالع من أعماق وعي الشخصيات.

    إذا انتقلنا إلى «عصفور من الشرق» (1938) فسنجد أن توفيق الحكيم نجح في تحويل الرواية إلى معرض لأفكاره المثالية عن التناقض القائم بين روحانية الشرق ومادية الغرب، مجرداً الشخصيات التي تسعى في العمل من أغوارها النفسية وقسماتها الشكلية لكي تصبح ملائمة لاستراتيجيته التأليفية التي تعلن عن نفسها في خطاب محسن الذي يرى أن لا لقاء بين الشرق الروحاني والغرب المادي.

    يبني الحكيم روايته هذه، التي يفترض أن تكون امتداداً لـ «عودة الروح»، على هذا التعارض المثالي المفترض، بدءاً من مشهد تشييع جنازة الرجل الفرنسي، في الفصل الأول من الرواية، وانتهاء بالحوارات الفكرية التي تدور بين محسن والعامل الروسي إيفان. أما العلاقة بين محسن وسوزي فتمثل اختباراً تجريبياً لهذه العلاقة المفترضة حيث تثبت العلاقة صحة الفكرة التي تقوم عليها الرواية: مثالية الشرق (مجسدة في محسن) ومادية الغرب وحسيته ونفعيته كما تجري في دم سوزي. ونحن لا نعثر في مشاهد الرواية وحواراتها الطويلة، تلك التي تجري على لسان إيفان، ما يشكل أطروحة نقيضة لما يؤمن به محسن من وجود تعارض جوهري حاد بين الشرق والغرب. ولا يحل المؤلف هذه التعارض إلا عبر القول في نهاية الرواية بأن الغرب لوّث الشرق وخرّب روحانيته التي أنقذت العالم وكان يمكن أن تنقذه من أزمته الروحية الخانقة لو أنه لم يلوّث شقيقه الشرق بأدران ماديته.
    بعكس «عصفور من الشرق»، تعمل رواية «يوميات نائب في الأرياف» (1937) على تغليب أولويات الشكل الروائي وتضمين رسالتها في ثنايا المادة الروائية من دون أن يكون صوت المؤلف طاغياً، كما كان في «عصفور من الشرق»، على رغم أن توفيق الحكيم يتخذ من صيغة اليوميات شكلاً لكتابته الروائية في هذا العمل. لكن صيغة اليوميات ليست سوى حيلة فنية، فهي لا تؤثر في تطور الأحداث ولا تمنع انجلاء ملامح الشخصيات، بل تساعد على الكشف عن البيئة الاجتماعية التي تتحرك فيها الشخصيات التي يجيد الحكيم التحكم في حركتها بما يخدم هذا العمل الروائي، الذي يمثل أكثر أعمال الحكيم الروائية كثافة وقدرة على تمثل شخصية الشكل الروائي.

    تبدأ حكاية «يوميات نائب في الأرياف» من حادثة قتل غامضة تمضي بنا إلى الكشف عن أوضاع الريف المصري في عشرينات القرن الماضي، وعن أوضاع المحاكم المصرية في تلك الفترة، وتكشف عن تغليب السياسة وألاعيبها على تحقيق العدل، وتغليب الأمور الشكلية في التحقيق والمحاكمات على ضرورة البحث عن القتلة والمجرمين ومحاكمتهم. كل ذلك يتكشف من خلال عيني الراوي، الذي يعمل وكيلاً للنيابة في الأرياف، عبر البحث الجاري عمن أطلق النار على «قمر الدولة علوان». وهكذا تنمو حول حكاية قمر الدولة علوان حكايات فرعية أخرى تغني نسيج الكتابة الروائية وتوضح صورة الوعي السياسي والاجتماعي في مصر بدايات القرن. ومع أن الجريمة لا تتوضح أركانها، بل إنها تجر في أعقابها جريمة غامضة أخرى يدرك القارئ بحدسه أنها متصلة بالأولى اتصالاً وثيقاً، إلا أن «يوميات نائب في الأرياف» تعوض غموض الحكاية الرئيسة بعدد من الحكايات الفرعية التي يصادفها الراوي خلال عمله في التحقيق ومتابعته قضايا الجنح والجنايات في المحكمة.

    في «يوميات نائب في الأرياف» يستخدم الحكيم تعددية لسانية حية تدرج هذا العمل في خانة الأعمال الروائية الناضجة. إنه يبدأ العمل بلغة إخبارية عامرة بالسخرية، ثم ينتقل إلى لغة الإشارات الهاتفية لعمد الريف، فاتحاً الرواية على عالم معقد من تجاور اللغات واللهجات المختلفة التي يستخدمها أصحاب المهن والأشخاص المنتمون إلى المدينة والريف وطبقات الشعب المختلفة. ولسوف نعثر في صفحات الرواية التالية على تمثيلات لا حصر لها لأشكال الوعي المختلفة من خلال تلفظات الشخصيات الرئيسة والثانوية، ومن خلال إعادة رواية هذه التلفظات من جانب الراوي الذي يقوم بالتعليق على أشكال الوعي هذه، ويشير، في أكثر من موضع، إلى عدم ملاءمة القوانين المستوردة، من بيئة غريبة على البيئة المصرية، حال المصريين في الريف الغارق في الجهل والفقر وسوء معاملة الحاكمين له.

    تحفل «يوميات نائب في الأرياف» بالتعددية اللغوية ومظاهر الحوارية والتعددية الأسلوبية والقدرة على تقديم مشهد روائي يحتفل بالسخرية والباروديا والحياة النابضة والغموض الساحر. إن توفيق الحكيم يتخلص من الزوائد الوصفية ومشاهد التأمل والتفكر الذاتيين التي احتشدت بها «عودة الروح»، مكتفياً بما هو ضروري للبنية الروائية، بما يكشف عن تسلسل الحدث الروائي وتطوره الداخلي وتفريعاته الجانبية الضرورية.

    ألقٌ من السِحرِ ..أم سِحرٌ بـهِ ألقُ
    وفي حروفِكِ يأتي البدرُ والشـفقُ
    وحِـسُ قلبِكِ أثْـرَىَ لحنَ أغنيتي
    فصـار قلبي على كفَّـيْكِ ينطلقُ
    أأكتبُ الشّـِعرَ أم أُهـديكِ قافلةً
    من الورودِ عليها القلبُ والحَـدَقُ
    ورمزُ اسمـِكِ مكتُوبٌ على شَفَتي
    من قبلِ أن يُولدَ القِرطاسُ والوَرَقُ
    ثروت سليم
     

  10. #118 «سلطة الأب» في خمس روايات سعودية 
    ...... الصورة الرمزية د.ألق الماضي
    تاريخ التسجيل
    Dec 2005
    الدولة
    بين الكتب
    المشاركات
    10,196
    مقالات المدونة
    12
    معدل تقييم المستوى
    31
    عيد عبدالله الناصر الحياة - 31/07/07//
    هذه الورقة ترصد العلاقة بما يسمى بالسلطة الأبوية في خمس روايات حديثة صدرت لأربع كاتبات وكاتب سعودي خلال العام الحالي والعام الماضي. لم أقم باختيار هذه النصوص، لأنها تحمل ثيمة واحدة، بل كان الاختيار عشوائياً. وقمت بقراءة أو إعادة قراءة هذه النصوص وتحديد الثيمات المهمة في كل نص على حدة، وبعدها قارنت بين هذه الثيمات باحثاً عن الثيمة المشتركة بين هذه النصوص. كانت سلطة الأب من المواضيع التي استوقفتني في النصوص محل الدراسة. فحين تتفق خمس روايات صادرة في بلد واحد وفي مرحلة زمنية محدودة على تحدي هذه السلطة وتعريتها ومحاولة سحب السلطة الرمزية التي تمتلكها فهذا موقف له دلالاته على المستوى الاجتماعي والإنساني في المرحلة المقبلة من حياتنا. دلالات قد نختلف في مدى أهميتها وخطورتها، ولكن ليس من الحكمة تجاوزها أو تجاهلها أو المرور عليها مرور الكرام. والمقصود بالسلطة الأبوية هي تلك المنظومة من الأفكار والقيم والممارسات المتوارثة والتي تشكل عصبة الحياة في مجتمعنا. ولكن هل السلطة الأبوية بما ترمز إليه تعتبر مشكلة؟ هناك الكثير من علماء الاجتماع الذين تناولوا هذا الموضوع ومن أشهرهم الدكتور هشام شرابي في كتابه «النظام الأبوي وإشكالية تخلف المجتمع العربي»، حيث يرى أن «التخلف الذي نجابهه كامن في أعماق الحضارة الأبوية (والأبوية المستحدثة)، ويسري في كل أطراف بنية المجتمع والفرد، وينتقل من جيل الى آخر كالمرض العضال». ورأى دكتور شرابي في الدراسة ذاتها بأن «مصير هذا المجتمع يتوقف على مقدرته في التغلب على نظامه الأبوي (والأبوي المستحدث) واستبدال مجتمع جديد به. يشير الدكتور عقيل نوري إلى «وجود علاقة تكاملية بين الدين والنظام الأبوي، وهذا الفرض ناتج من جهود فكرية واستنتاجات أسهم بها العديد من المفكرين، وبالذات منظري علم الاجتماع وعلم النفس. لقد استند المفكرون في فرضهم هذا إلى بعض الشواهد التاريخية والى التقاليد الدينية للظاهرة الأبوية ذاتها، ولذلك عزز بعضهم، خصوصاً العرب منهم من أمثال هشام شرابي وعلي زيعور، هذا الفرض بالذهاب إلى أن التعاليم الدينية توفر حماية قوية للنظام الأبوي والسلطة الأبوية.

    وهذا التشخيص الذي طرحه الدكتوران شرابي وعقيل لا يذهب بعيداً عما يعتلج في نفوس الشخصيات التي عاشت أدوارها في الروايات التي قمنا بقراءتها وتحليل بنيتها لحوارنا في هذه الأمسية. ففي حين تلامس رواية «جاهلية» لليلى الجهني هذه السلطة بحذر واضح من خلال وضع هذه العلاقة في دائرة الخوف والجبن من المجتمع، نرى رواية «سعوديات» لسارة العليوي ترسم صورة الأب كسكير يغلّب راحته الشخصية في الشراب والاستجمام على أية مسؤولية أخرى. وتصعد رواية «ثمن الشوكلاته» لبشائر محمد المشهد لترسم صورة الأب الراكض خلف نزواته الجنسية والمغلب لقبليته على حساب سعادة بناته اللاتي ضعن في طرق الحياة بسببه. ولتأتي بعد ذلك رواية «بين علامتي تنصيص» لمظاهر اللاجامي لتكسر البرمة (كما يقال) بما فيها على رؤوس القوم، وتقول للأب أن ارحل وكفاك عجرفة وغباء وأنانية وسلطة على أبنائك وكأنك أنجبتهم لتستعبدهم. وتقف في منتصف الطريق رواية «الآخرون» لصبا الحرز التي رصدت حالة الانفصام بين الأب وابنته، بغض النظر عن المبرر خلف هذا الغياب الذي تمثل في الاغتراب ثم السجن، من أجل قضية سياسية (على ما يبدو) ولكن في المحصلة النهائية فإن هذه البنت قالتها صريحة بأنها لا تشعر بأي إحساس تجاه هذا الرجل عدى الغربة الموحشة.
    إن الولوج إلى تفاصيل ما جاء في هذه النصوص سيساعدنا على الاقتراب مما يعتلج في نفسية هذه النصوص وعلى استنطاقها حول موقفها من السلطة الأبوية هذه، وحتى لا يقال بأننا أسقطنا قراءتنا وتأويلنا عليها.
    لنبدأ بنص «جاهلية»، في هذا النص نرى الأب شخصية مهزومة أمام المجتمع، غير قادر على مساندة ابنته على رغم حبه لها، بل انه غير راغب في ذلك، لأنها اختارت شريك حياتها من ذوي البشرة السمراء، وهذا أمر سيصيبه ويصيبها بالحرج الاجتماعي. فهو يعيش صراعاً مراً بين ما علمته الحياة من قسوة وظلم الناس وألسنتهم التي لا ترحم وبين رغبة ابنته التي أحبت شخصاً ينظر له المجتمع بدونية واحتقار لا لشيء الا لأن لون بشرته أسمر.
    أما رواية «سعوديات» لسارة العليوي فتقدم لنا أكثر من نموذج متشابه للأب. فهناك والد «نورة» ووالد «جود». تصف الرواية والد نورة بأنه «رجل عقار معروف، كثير السفر، فهو لا يبقى في السعودية إلا بضعة أيام، ويخلد في رمضان، فهذا الشهر لن يناسبه الا في البلاد. وكثيراً ما يدعي الحرية، وكثيراً ما لامته زوجته المتشددة المحافظة. أما والد جود فهو «تاجر معروف، ثري وهب حياته لأصدقائه، لم تكن جود تحب أصدقاء والدها الذين يكبرونه بالعمر بالعشرة والعشرين عاماً، فقط اكتسب منهم طبع الرجال الطاعنين بالعمر، يسرف في شرب الكحول بشكل كبير جداً... وتصف الكاتبة ما يعتلج في عقل جود على والدها حين يرفض تزويجها من الإنسان الذي تحبه قائلة: «المذنب الحقيقي هو والدها الذي اختار وأصر وقرر».
    وفي رواية «ثمن الشوكولاته» لبشائر محمد تتصاعد مشاعر الغضب ضد الأب وسلطته، هذا الأب الذي بدأت شخصيته تتعرى على حقيقتها إلى الحد الذي تبحث فيه البنت عن مبرر لخيانة أمها له، فتقول: «إنها غلطة أبي وسطحيته، لهاثه وراء متعه الوقتية...».
    وهذا الأب مهمل لأسرته وبالكاد يتذكر أن له بناتاً وولداً وهو مسؤول (بحسب نظامه الأبوي) عن تربيتهم. عن هذه الجفوة تقول ملاك: «في ساعات الرضا النادرة جدا ندرة المطر في صحراء النفوذ يأتي وقد حمل معه بعض المؤونة للمنزل... لا أدري هل تلام أمي بعد هذا إن بحثت عن نفسها في عيون رجل آخر غير أبي الذي لم ير في حياته سوى نفسه وشهواته ومصالحه».
    ومع رواية «بين علامتي تنصيص» لمظاهر اللاجامي يزداد الموقف سخونة واشتعالاً تجاه هذه السلطة الأبوية الصدئة. نلاحظ أن «أمجد» وهو الشخصية الرئيسية في النص يعامل والده بجفوة شديدة»... ليس من عادة أمجد أن يتيح المجال لأبيه أن يدخل معه في شؤونه الخاصة، إضافة إلى أن أمجد يحتقر عقلية أبيه»... ويتجاوز الموقف الاختلاف في الفكر والرأي بين الأب وابنه وليحمل الابن والده كل ما في عقله ونفسه وجسده من علل وأمراض... ولهذا السبب يرفض أمجد أن يكون له أبناء يكونون ضحايا كما صار هو ضحية أخطاء والده. أما الشخصية المحورية في رواية «الآخرون» لصبا الحرز فعلاقتها بأبيها لا تختلف عما ورد في النصوص الأخرى مع فارق الأسباب، فوالدها - كما يبدو - شخص له موقف سياسي وديني مختلف، وكنتيجة لهذا الموقف اضطر للتغرب ثم السجن.
    إذاً بلا مبالغات ولا إسقاطات فهناك تقاطع كبير بين الدراسات الاجتماعية المشار إليها في البداية وبين ما عبرت عنه شخوص الروايات التي قمنا بتحليلها في هذه القراءة. ولكن ترى ما الذي عرّى المستور وكشف المحجوب، ومن ثم أوصل الأمور إلى هذا الحد من الاشتباك بين السلطة الأبوية وبين ضحاياها؟
    خلاصة القول بأنه حين تعتبر «سعوديات» الأب مذنباً، وتسحب «ثمن الشويكلاته» منه سوطه، وتعلن «بين علامتي تنصيص» عن موته، وتتساءل «الآخرون» مستنكرة عمن أعطاه الحق في محاسبتها، فمن المنطق أن نقول بأن هذه القبضة التي استمرت ردحاً من الزمن، صارت اليوم محل تساؤل عن قدرتها على الصمود لفترة أطول، في مواجهة الأنواء التي تضرب بخاصرتها في كل لحظة.
    * مقتطفات من ورقة طويلة تلقى مساء اليوم في «أدبي الشرقية».

    ألقٌ من السِحرِ ..أم سِحرٌ بـهِ ألقُ
    وفي حروفِكِ يأتي البدرُ والشـفقُ
    وحِـسُ قلبِكِ أثْـرَىَ لحنَ أغنيتي
    فصـار قلبي على كفَّـيْكِ ينطلقُ
    أأكتبُ الشّـِعرَ أم أُهـديكِ قافلةً
    من الورودِ عليها القلبُ والحَـدَقُ
    ورمزُ اسمـِكِ مكتُوبٌ على شَفَتي
    من قبلِ أن يُولدَ القِرطاسُ والوَرَقُ
    ثروت سليم
     

  11. #119 «العطر» مرة أخرى 
    ...... الصورة الرمزية د.ألق الماضي
    تاريخ التسجيل
    Dec 2005
    الدولة
    بين الكتب
    المشاركات
    10,196
    مقالات المدونة
    12
    معدل تقييم المستوى
    31
    عبده وازن الحياة - 30/07/07//
    تكاد أعمال الكاتب الألماني باتريك زوسكند تكتمل عربياً بعدما تنافس عليها المترجمون والناشرون معاً. وها هي روايته البديعة «العطر» تصدر في ترجمة ثانية أنجزها الكاتب السوري كاميران حوج وتبنتها دار الجمل. وكان الناقد السوري نبيل حفار ترجمها قبل نحو عشر سنوات ونشرها المجمّع الثقافي في أبو ظبي ولكن من غير أن يوزعها بل هو أودعها في الظل أو خبّأها حتى أعادت إصدارها دار المدى في دمشق. كان نبيل حفار المتضلع من اللغة الألمانية سبّاقاً فعلاً الى إدراك «عظمة» هذه الرواية التي عرفت فور صدورها عام 1985 نجاحاً كبيراً، أدبياً وشعبياً، وسرعان ما نقلت الى لغات كثيرة ونمّت عن ولادة روائي كبير كان في السادسة والثلاثين عندما أصدرها.

    ولم تمضِ بضع سنوات حتى أصبحت هذه الرواية أشبه بالأسطورة، واستطاعت أن تكرّس نفسها واحدة من الروايات الرئيسة التي يمكن وصفها بـ «الخالدة». وهذه السنة انتقلت الى الشاشة الكبيرة فيلماً سينمائياً بديعاً أيضاً وإن لم يكن في مستوى النص الأدبي. فالمخرج السينمائي توم تايكور لم يستطع أن يحمل الى الشاشة أسرار هذه الرواية وأبعادها الفلسفية وأن يضيء الزوايا الميتافيزيقية التي تحفل بها. لكن هذا الأمر لا يعني أن المخرج غير قدير سينمائياً مقدار ما يعني أن الرواية منيعة أمام الكاميرا بأجوائها الملتبسة وألغازها... ويصعب فعلاً تجسيد لحظاتها العالية والأحوال التي تخامر «البطل» جان باتيست غرينوي الذي يجمع بين ملامح الشيطان والمخلّص وكأنه وجه آخر لبطل غوته «فاوست». ولعل المشهد الذي يخنق فيه»البطل» الفتاة التي سحرته بعطرها، وقد اشتمّه من بعيد غريزياً وجمالياً، يظل أقوى في الرواية منه في الفيلم، وأشد فتنة وروعة.

    ترجمة ثانية إذاً لرواية «العطر» وانطلاقاً من اللغة الألمانية. إنها مناسبة أخرى لقراءة هذه الرواية في صيغة تختلف عن الصيغة التي أنجزها نبيل حفار. وقد تحتمل رواية «العطر» ترجمة ثالثة ورابعة، مثلها مثل الأعمال الكبيرة التي تمنح المترجم فرصة للإبداع، شرط أن يكون المترجم في مستوى النص واللغة التي يعتمدها باتريك زوسكند وميزتها أنها توفّق بين البساطة والامتناع. وقد يكون من الممتع أن يعمد قارئ أو كاتب يجيد الألمانية، الى المقارنة بين الترجمتين وإبراز الاختلاف بينهما لغوياً وأسلوبياً، وكشف الأخطاء إن وجدت والمحاسن إن وجدت أيضاً. فالرواية ليست عادية بتاتاً وهي تغري القارئ كثيراً، أياً كانت طبيعته أو ذائقته.

    كتب الكثير عن هذه الرواية في كل اللغات مثلما كتب الكثير أيضاً عن صاحبها وأعماله الأخرى التي مهما بلغت أهميتها تظل دون «العطر». هذه الرواية الوحشية، الوثنية والميتافيزيقية، رسمت صورة أخرى لمفهوم الخلود متجلياً عبر الرائحة أو العطر. ولعل «البطل» هذا «المجرم الميتافيزيقي» لم يسع الى قتل الفتيات إلا تخليداً لهن عبر روائح أجسادهن. ولئن بات باتريك زوسكند يعيش حياة شبه سرية بعد النجاح الهائل لهذه الرواية، منقطعاً الى عالمه ومبتعداً عن أضواء الشهرة والإعلام، فهو نادراً ما يكتب وينشر حتى ليمكن وصفه بـ «الكاتب المقلّ». فالرواية الفريدة التي تنتمي الى «الأعمال الكلاسيكية الحديثة» كانت له أشبه بالنعمة والنقمة في آن واحد. ماذا يمكنه أن يكتب بعد هذا العمل الضخم؟ ولعل العودة الى أعماله الأخرى الجميلة مثل «الحمامة» والقصص الموزعة في أكثر من مجموعة تؤكد أن «العطر» هي بيت «القصيد» كما يقول العرب، في مسيرته الروائية. إلا إذا فاجأ قراره برواية في قوتها أو رحبتها. لكن هذا لا يعني أن نصوصه الأخرى عادية وخلو من الجمال والإبداع والعمق. وقد صدر له بالفرنسية أخيراً نص فلسفي ذو نزعة تأملية، دينية وصوفية وعنوانه «عن الحب والموت».

    لم يعد باتريك زوسكند غريباً عن المكتبة العربية والقراء العرب بعدما ترجمت معظم أعماله الى لغة الضاد. وأي ترجمة أو إعادة ترجمة لأيٍّ من كتبه تظل بمثابة العمل الإبداعي. والقراء سينتظرون أعماله بالعربية مثل نظرائهم في العالم أجمع. والأمل كل الأمل أن يطلع باتريك زوسكند عليهم بجديد، كاسراً تخوم العزلة التي يحيا فيها.

    ألقٌ من السِحرِ ..أم سِحرٌ بـهِ ألقُ
    وفي حروفِكِ يأتي البدرُ والشـفقُ
    وحِـسُ قلبِكِ أثْـرَىَ لحنَ أغنيتي
    فصـار قلبي على كفَّـيْكِ ينطلقُ
    أأكتبُ الشّـِعرَ أم أُهـديكِ قافلةً
    من الورودِ عليها القلبُ والحَـدَقُ
    ورمزُ اسمـِكِ مكتُوبٌ على شَفَتي
    من قبلِ أن يُولدَ القِرطاسُ والوَرَقُ
    ثروت سليم
     

  12. #120 رد: أخبار ثقافية 
    كاتب مسجل
    تاريخ التسجيل
    Jun 2007
    المشاركات
    22
    معدل تقييم المستوى
    0
    اشكرك جزيل الشكر اختي ألق الماضي على نشاطك وجهدك المميز، قاربتي الالفيه الثانيه مابين مداخله وموضوع ، ويغلب على اطروحاتك الفائده القيمه والمتعه. شكراً جزيلاً
     

المواضيع المتشابهه

  1. أخبار ثقافية...2010م
    بواسطة د.ألق الماضي في المنتدى قضايا أدبية
    مشاركات: 4
    آخر مشاركة: 24/02/2010, 08:37 PM
  2. أخبار ثقافية ( 2009 م )
    بواسطة د.ألق الماضي في المنتدى قضايا أدبية
    مشاركات: 30
    آخر مشاركة: 07/01/2010, 07:02 PM
  3. الحداثة قضية دينية أم ثقافية
    بواسطة خنساء المغرب في المنتدى قضايا أدبية
    مشاركات: 2
    آخر مشاركة: 09/11/2007, 03:56 AM
  4. أخبار ثقافية
    بواسطة د.ألق الماضي في المنتدى مكتبة المربد
    مشاركات: 2
    آخر مشاركة: 18/04/2006, 10:24 PM
  5. ما رأيكم بمسابقة ثقافية
    بواسطة طارق شفيق حقي في المنتدى الواحة
    مشاركات: 28
    آخر مشاركة: 08/03/2006, 08:54 AM
ضوابط المشاركة
  • لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
  • لا تستطيع الرد على المواضيع
  • لا تستطيع إرفاق ملفات
  • لا تستطيع تعديل مشاركاتك
  •