Page 1 of 3 1 2 3 LastLast
Results 1 to 12 of 27

Thread: مشروع كتاب إلكتروني

  1. #1 مشروع كتاب إلكتروني 
    المدير العام طارق شفيق حقي's Avatar
    Join Date
    Dec 2003
    Location
    سورية
    Posts
    13,621
    Blog Entries
    174
    Rep Power
    10
    بسم الله الرحمن الرحيم

    والصلاة والسلام على سيدنا محمد وعلى آله وصحبه أجمعين

    قام المربد منذ مدة بإضافة قصة الطفل لقسم القصة
    وقد قام عدد من الكتاب بالإشارة لضرورة الاهتمام بأدب الطفل
    وقد أبلغنا بذلك الأستاذ خليد خريبش
    ثم قامت الكريمة وردة القاسمي بفتح موضوع شغل بالها عن مادة الطفل النادرة في الأسواق العربية
    وكان للمشرف الكريم عبد المنعم جبر عيسى دور في فتح موضوع يثير ذات المشكلة
    ولا بد أن نشير لردود القاصة عائشة بنور في المضمار ذاته

    فكان أن اقترحنا بفكرة إعداد أول كتاب إلكتروني عن أدب الطفل في المربد

    ونفتتح هذا الموضوع لجمع المادة

    فعلى كل من يريد المشاركة في هذا الكتاب وضع مادته
    علما أننا سنشكل لجنة تختار الأفضل
    لنقدم لطفلنا العربي مادة بطعم لمربد


    وعلى بركة الله

    Reply With Quote  
     

  2. #2 رد: مشروع كتاب إلكتروني 
    كاتب عبد المنعم جبر عيسي's Avatar
    Join Date
    Aug 2008
    Location
    مصر
    Posts
    833
    Rep Power
    18
    على بركة الله ..
    وبالتوفيق ..
    moneim
    Reply With Quote  
     

  3. #3 رد: مشروع كتاب إلكتروني 
    كاتب عبد المنعم جبر عيسي's Avatar
    Join Date
    Aug 2008
    Location
    مصر
    Posts
    833
    Rep Power
    18
    حجاجُ النسَّاجُ
    قال الوالي الظالمُ ؛ للنسَّاج ( حَجَّاجِ ) :
    - أريدُ منكَ شيئا يا ( حَجَّاجُ ) .
    فرفع ( حَجَّاجُ ) يده محييا .. وهو يقول :
    - طوعْ أمرِكَ يا مولاي .
    فقال الوالي :
    - أريدك أن تَنْسِجَ لي ثوبا ..
    أسرع ( حَجَّاجُ ) .. قائلا :
    - إنه أمرٌ بسيطٌ .. هينٌ !
    فجاء صوتُ الوالي .. غريبا .. قاسيا :
    - لا يا ( حَجَّاج ) .. إنه ليس ثوبا عاديا !
    فقال ( حَجَّاجُ ) :
    - يمكنني صنعُهُ من حريرٍٍ .. أُزَيِّنُهُ بخيوطِ الذَّهبِ !
    فقال الوالي :
    - لا أريدُ الحريرَ .. ولا خيوطَ الذَّهبِ !
    ثم صَمَتَ قليلا .. قبل أن يقول :
    - أُرِيدُهُ ثوبا غريبا .. عجيبا .. لَمْ يَرْتَدِ مثله إنسان قَبْلِي !
    سأل ( حَجَّاجُ ) بشئٍ من الحِيْرَةِ :
    - ما رأيكم في الدِّيْبَاجِ .. الزُّمُرِدِ .. اليَاقُوتِ ؟
    فقال الوالي بِحَسْمٍ :
    - لا أُرِيِدُ كل هذه الأشياء !
    عاد ( حَجَّاجُ ) إلي صَمْتِهِ ، بَيْنَمَا قال الوالي :
    - أريدك أن تَنْسِجَهُ من أشعة الشَّمْسِِ الذَّهَبِيِّةِ عند الغروبِ .. زَّيِّنْهُ بقطراتِ النَّدَي .. أو حتي حَبَّاتِ المَطَرِ !!
    ثم فكر قليلا ، قبل أن يواصل :
    - جَمِّلْهُ ببريق نجوم السماء ، في ليلة من ليالي الربيع العذبة .. حَسِّنْهُ بِطيورِ الخَيَالِ وَرْدِيَّةِ اللون !
    لم يَجِدْ ( حَجَّاجُ ) ما يقوله ، فوقف وقد اتسعت عيناه دهشةً وذهولا .. والوالي يقول مهددا :
    - أمامك يوم واحد فقط لتأتيني بالثوب .. وإلا .. !
    ارتجف ( حجاج ) خوفا ، وعاد إلي بيتهِ حزينا مهموما .. قالت له زوجته :
    - لِمَ لَمْ تقل له لا أستطيع ؟
    فقال ( حجاج ) :
    - ومن يجرؤ علي قول ذلك للوالي ؟
    ثم دخل ( حجاج ) غرفته ، وجلس وحيدا يفكر .. ولم يشعر بنفسه والوقت يمر به .. حتي أفاق في مساء اليوم التالي ، ورجال الوالي يَجُرُّوْنَهُ إلي قصرِ الوالي جَرَّا .. حتي وجد نفسه بين يَدَيِّ الوالي ، الذي سأل ( حَجَّاجَا ) عندما رآه :
    - صَنَعْتَ الثَّوْبَ ؟!
    صَمَتَ النسَّاجُ المسكينُ طويلا ، قبل أن يقول مترددا :
    - لا .. سيدي .. لم أَسْتَطِعْ .
    وكانت ثورة الوالي عارمةً ، قال غاضبا :
    - كيف تَجْرُؤْ يا ( حَجَّاجُ ) .. أيها النَسَّاجُ ؟!
    وبدا الوالي في أَشَدِّ حالات الغَضَبِ والهَيَاجِ .. وَوَضَحَ أنه سوف يفتك به .. بينما اشْتَدَّتْ فَرْحَةُ النَسَّاجِ ( حَجَّاجِ ) بآخرِ كلمةٍ قالها الوالي ، بعد أن وجد فيها مَخْرَجَهُ ونَجَاتَهُ ؛ من هذا المأزق القاتل .. فجاء صوته معبِّرا عن سعادةٍ لا توصَفْ :
    - أنْتَ قلتَهَا يا مولاي .. أنا فَقَطْ .. نَسَّاجُ !
    قال الوالي في دهشة :
    - ماذا تقصد ؟
    فقال ( حجاج ) :
    - أقصد أنني مجرد نَسَّاجٍ بسيطٍ ، لو أَمرتُ الشمسَ بِأَنْ تَبْعَثَ بأشعةٍ ذهبيةٍ ؛ يمكنني نَسْجُ الثوبِ منها لما أطاعتني .. كذلك قطرات الندي .. وحَبَّات المَطَرِ .. لو أمرتهما بأن يسقطا قطراتٍ وحباتٍ ؛ يمكنني تزيين الثوب بهما ؛ لما أطعنني !
    صمت الوالي في ذهول ، فواصل ( حَجَّاجُ ) :
    - لكنك أنت الوالي .. تَأْمُرُ والجميع يطيعون .. فلماذا لا تَأْمُرَ الشَّمْس .. وقطرات الندي .. وحبات المطر .. وكذلك نجوم السماء .. وطيور الخيال وردية اللون ؟!
    moneim
    Reply With Quote  
     

  4. #4 رد: مشروع كتاب إلكتروني 
    كاتب عبد المنعم جبر عيسي's Avatar
    Join Date
    Aug 2008
    Location
    مصر
    Posts
    833
    Rep Power
    18
    ندى
    ( ندي ) فتاةٌ ريفيةُ ، جميلةٌ نديةٌ ، عذبةٌ كأنسامِ الصباحِ ، رقيقةٌ كقطراتِ الندي .. في عينيها زُرْقَةُ السَّمَاءِ ، في ساعاتِ الصَّفَاءِ .. وفي وجنتيها حمرة خفيفة رائعة .. وفي جبينها اشراقة وضاءة لا مثيل لها .. تَحْمِلُ شعرا له نعومة الحرير .. ورقة النسيم .. ولون الذهب !
    تخرج كل صباح إلي البَرَارِي ، تعمل في جَمْعِ الزِّهُورِ البَرِّيَّةِ وتنسيقها ، في تنظيم عجيب بديع ، يَسْلُبُ الأَلْبَابَ ويبهرُ العيونَ .. بروعةِ التنسيقِ ودقةِ الترتيبِ وجمالِ التنظيمِ .. ثم تقوم ببيعها ، لمساعدة جدتها الحبيبة ؛ التي تقضي معها أشهرَ الأجازةِ الصيفيةِ .
    كانت ( ندي ) سعيدة بحياتها ، مستمتعة بكل شئ فيها .. تحب كل المحيطين بها ، وتتعامل مع الجميع بحبٍ ومودةٍ ؛ وقلبٍ مفتوحٍ .. كانت صادقة جدا مع نفسها ؛ ومع الآخرين !
    في مرةٍ ؛ ذهبت ( ندي ) إلي السوق ، قابلها رجلٌ شريرٌ .. حاول اقناعها بأن يبيعا الزهور البرية ؛ علي أنها زهور بلدية ، وبذلك تتضاعف أرباحهما كثيرا .. لكن ( ندي ) رفضت ذلك بِشِّدَّةٍ ، لأنه غش وخداع .. وراحت تعرض زهورها علي المشترين قائلة :
    - هذه زهور برية .. من يشتري الزهور البرية ؟!
    فغضب منها الرجل الشرير غضبا شديدا ..
    يوما ، رَأْتْ فأرا يهرب .. يطارده ثعبانٌ ثقيلٌ ضخمٌ .. اقترب الثعبانُ من ( ندي ) .. وسألها :
    - أين ذهب الفأر ؟
    فأرشدته ( ندي ) إلي مكان الفأر الهارب ، ثم عاد الثعبان الثقيل بعد قليل ليشكرها ، قائلا بصوته الغليظ :
    - شكرا لكِ .. لقد كنت صادقةً جدا معي !
    قَاَبَلَتْ في أحد الأيام ذئبا غبيا مغرورا .. وقف أمام ( ندي ) مستعرضا قُوَّةَ مَخَالِبِهِ وَحِدَّةَ أَنْيَابِهِ .. قال مهددا :
    - أَرَاكِ وحيدةً يا ( ندي ) !
    فأجابته ( ندي ) علي الفور :
    - لستُ وحيدةً .. بَلْ مَعِيَ رَبِّي .
    تَلَفَتَّ الذئب حوله .. ثم قال مبتسما :
    - أين هو .. ؟ أنا لا أراه !
    فقالت ( ندي ) ببساطةٍ :
    - إنه معي بعلمهِ .. ويحرسني بقوتهِ !
    لم يفهم الذئب الغبي ؛ المعني الحقيقي لكلمات ( ندي ) ، لاحَ علي البُعدِ أمامهما صيادٌ يحمل بندقيةً .. أحسَّ الذئبُ بالخوفِ .. فانطلق مبتعدا عن ( ندي ) وهو يقول :
    - أنتِ صادقة جدا .. وداعا !
    وقفت ( ندي ) بين الأحراشِ ، لتواصل عملها في جَمْعِ الزهورِ .. حولها الفراشاتُ الجميلةُ ، ترفرف بأجنحتها الملونة في سعادةٍ ومرحٍ .. والطيورُ تشدو بأعذبِ الألحانِ وأجملِ النغماتِ .. ورَاحَتْ ( ندي ) تغني أغنية الصدق ، علي أنغام الطبيعة الساحرة .. وهي تحس بأن الدنيا كلها تتمايل ؛ مع غنائها في رقص بديع مدهش .. ثم ظهرت أمامها مفاجأة !
    إنه ذلك الرجل الشرير ، الذي قابلته ( ندي ) في السوق ، ورفضت طلبه بأن يبيعا الزهور البريَّةِ ؛ علي أنها زهور بلدية .. وبدا الرجل أنه ما زال غاضبا جدا من ( ندي ) .. قال :
    - أخيرا وقعتِ في يدي !
    لم تَخَفْ ( ندي ) من الرجل ، لأنها علي يقين من أنها لم تخطئ في حقه .. لم تَظْلِمْه .. سألته في هدوء :
    - ماذا تريد مني ؟
    فقال الرجل في غيظ :
    - لقد رفضتِ التعاون معي .. عصيتِ أوامري ..
    فقالت ( ندي ) بهدوءٍ أَشَدٍّ :
    - لا أستطيع أن أَغشَّ في تجارتي .. لا أحب خداع من يثقون فيَّ ..
    اتسعت عينا الرجل الشرير في غضبٍ هائلٍ .. وهو يقول :
    - سوف أنتقم منكِ !
    لم تهتم ( ندي ) بتهديد الرجل .. ولم تَخَفْ .. بل استدارت عنه ، وواصلت جَمْعَهَا للزهورِ .. حولها الفراشاتُ ؛ ما زالت ترفرف بأجنحتها الملونةِ الجميلةِ ، والطيورُ تواصل شدوها ؛ بأعذبِ الألحانِ وأجملِ النغماتِ .. مرددين جميعا أغنية الصِدْقِ .. بينما جاء صوت الشرير يقول في عنفٍ : - أنت صادقة جدا .. وسوف أنتقم منك !
    وقبل أن يتحرك ذلك الشرير بإتجاه ( ندي ) ، كان الثعبان الثقيل قد خرج توا من جحره ، قال بصوته الغليظ :
    - ماذا هناك ؟
    وظهر للجميع وهو يتلوي علي الأرض ، بحجمهِ الضخمِ وزحفهِ الثقيل ..
    وبدا لمن رآه .. وكأنه خرج ليشارك جميع الكائنات فرحتها وسعادتها بصدقِ ( ندي ) ..
    وسرعان ما أطلق الرجلُ الشريرُ ساقيهِ للريحِ !
    moneim
    Reply With Quote  
     

  5. #5 رد: مشروع كتاب إلكتروني 
    مربدي الباز's Avatar
    Join Date
    Aug 2007
    Posts
    723
    Rep Power
    19
    بارك الله فيكم
    جهد مبارك
    كان الله في عونكم..

    رائعة قصصك الجميلة أخي عبد المنعم
    لكني استغربت فقط اختيار اسم النساج في القصة الأولى
    فالحجاج كما هو معروف كان من أبطش الناس
    فكيف تحول في هذه القصة إلى حمل وديع مطيع ضعيف؟؟


    أقترح -من بعد إذنكم- تغييره


    وشكرا لكم على هذه الفكرة السديدة المفيدة




    Reply With Quote  
     

  6. #6 رد: مشروع كتاب إلكتروني 
    كاتب عبد المنعم جبر عيسي's Avatar
    Join Date
    Aug 2008
    Location
    مصر
    Posts
    833
    Rep Power
    18
    Quote Originally Posted by الصقر View Post
    فالحجاج كما هو معروف كان من أبطش الناس


    أنت قلتها شاعرنا المبدع :
    الحجاج ( معرفة ) .. وليس حجاج ( نكرة ) ..
    وقد قصدتُ الإقتراب من المعنى اللغوى ( حَاجَّ فَحَجَّ ) أى غلب بالحُجَّةِ .
    وهو ما أثبتته نهاية القصة .
    وكنتُ أتصورُ ـ فى فترة سابقة من حياتى ـ أن ( حَجَّاجا ) صيغة مبالغة من ( حَجَّ ) .
    ثانيا .. القصة موجهة لمرحلة طفولة معينة ، لا تعرف شيئا عن الحجاج بن يوسف ، لذلك فاحتمالات الربط بين الشخصيتين والمقارنة .. أو الخلط .. بعيدة جدا أو غير واردة ..
    أيضا تعودنا فى أدب الأطفال أن يكون للعنوان رتم محبَّب .. أو إيحاء مُنَغَّم .
    والعنوان فى هذا الشأن مثالى .
    حيث لم يخل من تنغيم .. كما أوحى بمضمون القصة ..
    لذلك أختلف معكم .. فأى تغيير للعنوان أو اسم شخصية البطل .. قد يُفْقِدُ القصة مغزاها ..
    شكرا جزيلا ..
    moneim
    Reply With Quote  
     

  7. #7 رد: مشروع كتاب إلكتروني 
    كاتب عبد المنعم جبر عيسي's Avatar
    Join Date
    Aug 2008
    Location
    مصر
    Posts
    833
    Rep Power
    18
    فَتَاةُ الثَّلجِ
    كانت الأسرة في زيارةٍ لدولة النرويج ، التي تقع في أقصي الشمال الأوروبي .. حيث الطقس شديد البرودة ، والثلوج تتساقط معظم شهور السنة .
    وكان برنامج الرحلة حافلا ؛ بزيارة العديد من المواقع ، وِفْقَ برنامجٍ أَعَدَّتْهُ العمةُ ( فريدة ) ؛ التي تقيم وزوجها وأطفالها هناك ، بعد أن أضطرتهم ظروف الحياة والعمل الشريف ، للإقامة في هذه الدولةِ البعيدةِ .
    وكان ( بَسَّامُ ) صغيرا جدا ، عندما صَنَعَ فَتَاةً من الثَّلْجِ ، ورَاَحَ يَتَفَّنَّنُ في تلوينها .. لكنه تَعِبَ كثيرا حَتَّي أَعَدَّ لها ثوبا يتناسب مع طبيعتها المائية .. حتي بَدَتْ كعروسٍ تستعد لليلة زفافها !
    وسرعان ما قَدَّمَها لوالديهِ قائلا :
    - هَذِهِ فتاةُ أحلامي .. سوف أتزوجها عندما أكبر وأصير رجلا !
    تبادل الوالدان الإبتسامات ، وأظهرا إعجابهما بعروس ( بَسَّامٍ ) ، وهما يَمْتَدِحَانِ جمالها الفَتَّانِ .. !
    لكن القطة المشمشية اللون كان لها رَأْيٌ مختلف ، فقد مَاءَتْ بغضبٍ شديدٍ عندما رأت فَتَاةَ الثَّلْجِ ، وحاولت إسقاطها من فوق المنضدة ؛ مستعينة بعصي سحرية صغيرة ، لولا أن أدركها ( بَسَّام ) في اللحظات الأخيرة !
    كما كان لأصدقاء ( بَسَّامٍ ) رأي آخر تماما .. فقد عبَّروا عن شِّدَّةِ إعجابهم بِفَتَاةِ الثَّلْجِ ، من حيث دِقَةِ الصُّنْعِ وروعةِ الألوانِ وجمالِ الملامحِ .. غير أنهم رأوا أنها لا تصلح كزوجة لـ ( بَسَّامٍ ) ، لأنها ستكون صغيرة جدا ، عندما يكبر ويصبح رجلا !
    نَسِيَ ( بَسَّام ) ووضع فتاة الثلج بالقرب من المدفأة ، وسرعان ما ذاب أنف الفتاة ، عندما أَحَسَّتْ بالحرارةِ ، وأسرع ( بَسَّام ) ليبعد فَتَاةَ أحلامهِ عن طريقِ المدفأةِ ، وهو يتساءل بينه وبين نفسه : عن الطريقة التي يمكنه بها عقاب المدفأة !
    تألم ( بَسَّام ) قليلا ؛ من أجل فتاة الثلج ، ثم بدأ في تَقَبُّلِ الأمر ببساطة بعد ذلك ، معزيَّا نفسه بأن فتاة بلا أنف ؛ أفضل كثيرا من لا شئ .. وإن بَدَا شكلها الجديد مثيرا للضحك جدا ، ولم يعجب الببغاء ( توتو ) .. وراح يردد :
    - فتاة بلا أَنْفٍ .. فتاة بلا أَنْفٍ !
    لكن العمة ( فريدة ) ، كانت سعيدة بفتاة الثلج ، وأبدت اعجابها بصنيع ( بسام ) ، غير أنها قالت :
    - لو كان لها أنف .. ؟!
    فأحس ( بسام ) بالحزن لأول مرة !
    * * * * *
    دهش ( بَسَّام ) بشدة ، من تَصَرُّفِ ( نَانِي ) ابنة عمته ( فريدة ) .. التي سَخِرَتْ بقوةٍ من فتاة الثلج ، وضحكت أكثر عندما جذبتها من يدها بعنفٍ ؛ فكسرت اليد في يدها .. أختنق صوت ( بَسَّام ) بالبكاء ..
    فَأَنَّبَهُ والده قائلا :
    - لا تَنْسَ أنها عروس من الثلجِ !
    وجاء صوت الببغاء بفرحة :
    - عروس بلا أَنْفٍ .. عروس بلا يَدٍ !
    تبادلت العمة ( فريدة ) الإبتسام مع الأم ، وضحك الأب لقول الببغاء .. بينما جاء صوت ( ناني ) ضاحكا ، وهي تزود المدفأة الرئيسية بالعديد من قطع الفحم :
    - ستكون مفاجأة .. عندما يستيقظ ( بسام ) من نومه غدا صباحا !
    وكانت ليلة من ليالي الشتاء قاسية البرودة ، نام فيها جميع أفراد الأسرة مبكرا ، عدا ( بسام ) ..
    الذي استلقي في فراشه ، وراح يفكر في كلمات ( ناني ) الأخيرة ، وراح يجتهد في تصور : ما الذي يمكن أن يحدث ، عندما يصحو من نومه في صباح الغد .. ؟!
    ولم يتعب كثيرا فى الربط بين قولها .. وتزويدها المدفأة بالفحم !
    * * * * *
    استيقظ ( بَسَّام ) من نومه صباحا ، وَجَدَّ في البحث عن عروسه الثلجية ، تذكر أنه رآها لآخر مرة قبل أن ينام ، بعد أن وضعها بآنية مسطحة علي مقربة من سريره .. أسرع اليها .. لم يجد بالطبق سوي بعض قطرات من الماء ؛ هي كل ما تبقي من عروسه ..
    لم يكن الأمر مفاجأة للأب والأم والعمة ( فريدة ) ، وكانت ( ناني ) في قمة سعادتها لما أصاب عروس ( بَسَّام ) .. الذي بدا صامتا .
    وكان ( بَسَّام ) يفكر ..
    تذكر كلمات قالها والده ، عن كونها مجرد عروس من الثلج ، لا تصلح سوي لبعض اللعب والمرح لبعض الوقت ، وإن عَبَّرَ مظهرها الخارجي الملون عن غير ذلك ..
    وصمت أيضا كل من الأب والأم والعمة ( فريدة ) ؛ انتظارا لما يفعله ( بَسَّام ) ..
    وكانت مفاجأة حقيقية ؛ عندما لم يبك ( بسام ) هذه المرة .. بل تَصَرَّفَ كرجلٍ لأول مرةٍ ..
    وقال وهو يتعمد إثارة غيظ ( ناني ) ابنة عمته :
    - يمكننى صنع غيرها !
    moneim
    Reply With Quote  
     

  8. #8 رد: مشروع كتاب إلكتروني 
    كاتب عبد المنعم جبر عيسي's Avatar
    Join Date
    Aug 2008
    Location
    مصر
    Posts
    833
    Rep Power
    18
    يــاَيــَا ( * )
    ( يارا ) تلميذةٌ بالصفِ الثانى ، خفيفة الظِّلِ .. رقيقة .. ذات ملامح جميلة ، تحب أسرتها الصغيرة : بابا .. ماما .. أخاها الصغير ( رامى ) ، الذى كان يعانى من مشكلةٍ ؛ قد تبدو صغيرة بعض الشىء !
    وكانت مشكلة ( رامى ) : أنه لا يستطيع نطق حرف الرَّاء نطقا صحيحا .. مما يجعله يشعر بالحزن كثيرا .. ويدفعه للخجل من نفسه ، خاصة عندما يتحدث إلى أحدٍ لأول مرة !
    وفى حقيقة الأمر ، لقد تعبت ( يارا ) كثيرا مع ( رامى ) ، حاولت معه مرارا ، لكى تعلمه نطق حرف الرَّاء نطقا صحيحا ، لكن محاولاتها تلك كانت تفشل فى كثير من الأحيان .. !
    كثيرا ما تهمس ( يارا ) لـ ( رامى ) :
    ـ قل راء .. راء .. راء .. !
    يحاول ( رامى ) تقليدها .. يقول فى خجل :
    ـ ياء .. ياء .. ياء .. !
    تبتسم ( يارا ) ، ويضحك الوالدان ، وهما يحاولان اقناع الصغيرين ؛ بأن ( رامى ) لا يزال صغيرا جدا ، وأن أمامه متسعا من الوقت ؛ لكى يتعلم نطق حرف الراء ، وكل الحروف العربية نطقا صحيحا .
    يوما ، رن جرس الهاتف .. وسبق ( رامى ) الآخرين إلى السماعة ، ورفعها إلى أذنه .. وكانت ( ريرى ) صديقة ( يارا ) على الطرف الآخر ، وطلبت منه التحدث إلى ( يارا ) .. فهتف ( رامى ) مناديا أخته :
    ـ هذه ( يى يى ) يا ( يايا ) .. !
    وكانت مفاجأة محزنة لـ ( رامى ) ، عندما جاء صوت ( ريرى ) على الطرف الآخر غاضبا :
    ـ اسمى ( ريرى ) لو سمحت .. !
    وأحسَّ ( رامى ) بخجلٍ شديد ، وقرر بينه وبين نفسه ؛ ألا يجيب الهاتف أبدا .. حتى لا يفقد احترام الناس .. !
    ومرت السنوات بالأسرة بسرعة ، حتى سمعت ( يارا ) والدها يتحدث إلى والدتها يوما ، عن أن ( رامى ) قد بلغ عامه السادس ، وهذا يعنى أنه سيبدأ حياته المدرسية ؛ خلال شهور معدودة .. وأسرعت ( يارا ) لتزف الخبر السعيد إلى ( رامى ) ، الذى قال على الفور :
    ـ لا .. لن أذهب إلى ( المديسة ) .. !
    دهشت ( يارا ) لرد ( رامى ) الغريب ، وحاولت مناقشته فيه .. لكنه رفض بشكل نهائى ؛ أى كلام حول هذا الموضوع ، وشاركها الوالدان فى دهشتها ، ومحاولاتها إقناع ( رامى ) بالتراجع عن قراره هذا .. فقال ( رامى ) فى حزن :
    ـ لا أحب أن يضحك منى الأولاد !
    وزار الجد الأسرة فى إحدى المناسبات ، وأراد أن يكافىء ( رامى ) ، وطالبه باختيار هدية مناسبة ، وجاء رد ( رامى ) عجيبا :
    ـ هديتى .. ألا أذهب إلى ( المديسة ) .. !
    اتسعت عينا الجد فى دهشة ، فقال ( رامى ) مستعطفا :
    ـ ( أيجوك ) .. ( أيجوك ) يا جدى !
    وحاول الجدُّ أن يقنع ( رامى ) ؛ بأهمية المدرسة فى تحصيل العلوم .. وضرورتها لكى ينمو عقله بشكل صحيح ، مع النمو الطبيعى لجسمه ، لكنَّ ( رامى ) رفض كل هذا .. فلم يكن من سبيل أمام الأسرةِ لإقناع ( رامى ) ، سوى الإنتظار بعض الوقت ، ربما تهدأ الأمور قليلا ..
    وكانت ( يارا ) قد فكرت بعمق ..
    فعرفت على الفور أن ( رامى ) ؛ لا يرى فى مشكلته إلا الجانب المظلم فقط : وهو سخرية بعض التلاميذ منه .
    وتأكدت أن ( رامى ) لم يحاول أن يرى الجوانب الأخرى الممتعة فيها ، والتى سيعيشها فى المدرسة : من صداقة بين الزملاء .. وتعاون .. وتنافس فى تحصيل الدروس والعلوم .
    قالت ( يارا ) لـ ( رامى ) :
    ـ قد يسخر منك بعض التلاميذ ، وهذا شىء غير طيب .. لكنك ستكون أقوى وأفضل لو صَبَرَََْتَ على سخريتهم هذه .. حتى تتعلم .
    نظر إليها ( رامى ) قالت ( يارا ) :
    ـ ستتعلم فى المدرسة أشياء كثيرة ، أهمها الحروف .. بداية من حرف ( الألف ) .. حتى تصل إلى حرف ( الياء ) .. مرورا طبعا بحرف ( الراء ) .. !
    تأمل ( رامى ) كلمات ( يارا ) .. فكر فيها كثيرا .. سمع ( يارا ) وهى تهمس له :
    ـ نعم يا ( رامى ) .. ستتعلم فى المدرسة نطق حرف الرَّاء .. نطقا صحيحا .. !
    وكانت فرحة ( رامى ) لا حدود لها ، وقد بدأ يردد وراء ( يارا ) الحروف العربية مرتبة :
    ـ ألف .. باء .. تاء .. ثاء .. جيم .. حاء .. خاء .. دال .. ذال ..
    ثم توقف قليلا ، لينطق حرف الرَّاء .. همس :
    ـ ياء .. ياء .. غاء .. غا .. غاو .. غا .. !
    ابتسمت ( يارا ) وقد لمحت فى ( رامى ) تقدما .. قالت :
    ـ رائع .. رائع يا ( رامى ) ..
    فجاء صوت ( رامى ) هاتفا .. ومعبِّرا عن سعادة غامرة :
    ـ ( يايا ) .. سأذهب إلى ( المديسة ) .. !
    -----------------------------------------
    ( * ) القصة منشورة للكاتب ضمن مجموعته ( موسيقى فلفل ) التى أصدرتها ( الهيئة المصرية العامة للكتاب ) عام 2006 م .
    Last edited by عبد المنعم جبر عيسي; 02/11/2009 at 04:52 AM.
    moneim
    Reply With Quote  
     

  9. #9 رد: مشروع كتاب إلكتروني 
    المدير العام طارق شفيق حقي's Avatar
    Join Date
    Dec 2003
    Location
    سورية
    Posts
    13,621
    Blog Entries
    174
    Rep Power
    10
    مدينة السعادة

    قال سامي لوالده وهما على طاولة الإفطار: أريد عينين من وراء رأسي كي أرى أخي كنان وهو يلعب.

    قال الأب : إذن لنذهب إلى مدينة السعادة ونرى هل فكرة العينين صائبة.

    وأخرج من جيبه قطعة خشبية عجيبة ثم أحرقها فظهر دخان كثيف ، وحين اختفى وجد سامي نفسه أمام البناية التاسعة في الحي الرابع من مدينة السعادة، ثم سمع صوتاً يناديه كان من الطابق الثامن: سامي تعال اصعد إلى هنا

    كان شاباً وسمياً هو الذي يناديه ، صعد سامي إليه حيث منزله وحين دخل وألقى السلام على الشاب الذي كان اسمه سريع.
    قال له سامي : ماذا تفعل إلى هذا الوقت في المنزل ، لماذا لم تذهب إلى المدرسة؟!


    قال سريع: كل يوم أتأخر على المدرسة لذلك لم أعد أذهب إليها.
    قال سامي : لماذا ؟!

    قال سريع : لأني أتأخر في لبس جواربي.

    استغرب سامي من ذلك وقال لكن لبس الجورب لا يأخذ وقتاً طويلاً يا سريع.

    نظر سريع فيه ثم قال انظر إلى أرجلي .

    نظر سامي فشاهد خمسين رجلاً بعضها بجوارب وبعضها بدون جوارب والأرجل التي بدون جوارب بعضها بأظافر وبعضها بدون أظافر وبعضها نظيف وبعضها متسخ.

    قال له سامي : ما كل هذه الأرجل ، لم أنتبه إليها.

    ثم اقترب موعد الغداء فقال سريع لسامي تعال لنُعد الطعام ، وكان سريع يتحرك بسرعة كبيرة في المنزل وخلال دقائق أعد الطعام ، فقال له ما رأيك أن ندعو جارنا كريم ، وافق سامي.

    وبسرعة ذهب سريع وعاد مع جاره كريم.

    نظر سامي فوراً إلى أرجله فشاهد فقط اثنتين، وقال الحمد لله إنه مثلي.


    ابتسم كريم وجلس بجانبهما على الطاولة.

    ثم قال سريع : تفضلوا الطعام لذيذ.

    فخلع كريم سترته وظهرت لهم ثلاثين يداً فأكل الطعام كله بسرعة ولم يأكل سامي لقمة واحدة، ثم شكرهم وذهب سريعاً.

    في المساء جاء جارهم ليسلم على سامي وكان اسمه مختار ، ثم أصابه النعاس ونام على الأريكة، ولم يستطع سامي النوم لأن مختار كان يشخر بصوت عال حيث أنه يملك خمسة أنوف
    فكان يصدر أصواتاً تعادل خمسة أشخاص

    فقال سامي أريد العودة إلى البيت ولا أريد أن يكون لي عينين خلف رأسي إن مدينتي هي مدينة السعادة الحقيقية ، فظهر ضباب كثيف وحين اختفى شاهد سامي نفسه بجانب والده وحمد الله على أنه خلقه في أحسن تقويم وفي كل يوم كان يتحسس رأسه من الخلف يتأمل أن لا تظهر له عينان جديدتان.

    طارق شفيق حقي
    __________________
    Reply With Quote  
     

  10. #10 رد: مشروع كتاب إلكتروني 
    المدير العام طارق شفيق حقي's Avatar
    Join Date
    Dec 2003
    Location
    سورية
    Posts
    13,621
    Blog Entries
    174
    Rep Power
    10
    صائد السحاب


    نزل الأستاذ زهير من السيارة حاملاً حقيبة صغيرة ..تلفت يميناً..يساراً فهذه أول مرة يزور أخته بعد أن انتقلت إلى هذه القرية بحكم عمل زوجه ,تابع طريقه حتى توسط الجلسة بين أخته وزوجها ولؤي جالس على رجل خاله ورامي على رجله الأخرى وهما فرحين بزيارة خالهما العزيز,وبعد أن ذهب أبو لؤي إلى عمله ودخلت أم لؤي إلى المطبخ لتعد طعام الغداء , خرج لؤي و رامي مع خالهما العزيز إلى الحديقة ..تسابقوا ولعبوا,ركضوا خلف الفراشات ...وحين تعبوا جلسوا تحت شجرة التوت الكبيرة - قال لؤي الذي بلغ من العمر خمس سنين بشيء من الانزعاج بعد أن نظر إلى السماء وقد


    قطب حاجبيه: يبدو إنها ستمطر ...قال الخال : لماذا أنت غاضب هكذا..ألا تحب المطر..قال رامي الذي بلغ من العمر ثلاث سنوات : مطر..مطر....أردف لؤي أنا لا أحب.....قال رامي : أنا لا أحبه.....- قال الخال: ولماذا لا تحب المطر يا لؤي أجاب لؤي:أنا لا أحب المطر لأنه يحرمنا من اللعب أنا لا أحبه ..ردد رامي : لا أحبه..لا أحبه ...فقرب الخال الطفلين منه وقال :أتحب الحمّام يا لؤي ...قال لؤي نعم أحبه...-


    ولماذا تحبه..صمت لؤي قليلاً ثم قال:لأني أقف تحت الدوش وألعب بالماء وأغدو بعدها نظيفاً ...- قال رامي : وأنا ألعب بالبطة في الماء....- قال الخال : كذلك فإن العشب والأشجار والأزهار تستحم حين يهطل المطر ...ألم ترها تحرك أغصانها وأوراقها فرحة بهطول المطر ...قال لؤي: نعم رأيتها من النافذة ولكني لم أعرف بأنها تستحم ثم سكت لؤي قليلاً وقال : خالوه...كيف يهطل المطر......-قال الخال : إنها قصة


    طويلة....لكن أتعرف صائد السحاب - صائد السحاب ...ومن هو صائد السحاب ....- صائد السحاب هو رجل ضخم بلحية طويلة يطير في الهواء فوق السهول والأنهار ..يقترب منكل زهرة وعشبة يحادث كل ثمرة و ورقة ويطير بعيداً إلى البحار حيث تمتزج زرقة البحر..بزرقة السماء والشمس الصفراء ترسل أشعتها لتنتشر بين زرقة السماء وزرقة البحر وهناك يعمل صائد السحاب وهو يحمل خلف ظهره سلة كبيرة وعندها اقترب الطفلان أكثر من خالهما وهما يراقبان شفتاه اللتان تخرجان ذلك الكلام الغريب ...


    ويحلق صائد السحاب من هنا إلى هناك بين السماء والأرض وهو يبحث عن ندف الغمام حيث تتبخر قطرات الماء وتتحول إلى بخار فيجمعها صائد السحاب بشبكة ناعمة الخيوط ويضعها خلفه في السلة ..-لكن ما هو بخار الماء خالوه قال لؤي ..-أرأيت يا لؤي ذلك الشيء الذي يخرج من الماء حين تسلق لك ماما البيض.....- نعم.. نعم كنت أتدفأ عليها .....-وأنا أيضاً قال رامي ...-قال الخال : هو ذا بخار الماء ....


    قال رامي : وصائد السحاب يجمعه...-نعم وتساعده أيضاً الطيور والنوارس فهي تطير بعيداً وتقترب من صفحة الماء وتسأل الأمواج عنها فترمي لها الأمواج بندف صغيرة تحملها النوارس لتضعها في سلة صائد السحاب وكلما رأيت أسراباً من الطيور مجتمعة فاعرف إنها تساعد صائد السحاب في عمله ويبدأ صائد السحاب بجمع بخار الماء على شكل ندف من الغيم حتى تمتلئ سلته فيطير بها أبعد إلى مكان تجمع الغيوم ثم يجمع


    ندف الغيوم الكثيرة و يربطها بخيوط العنكبوت التي تجمع له الكثير منها قبل هطول المطر....- خيوط العنكبوت قال رامي.... - نعم ألم تر ذات مرة خيوطا تلمع تحت أشعة الشمس تنزل من السماء ......- سكت رامي قليلاً ثم أومأ برأسه بالإيجاب ...-هذه الخيوط تكون قد سقطت من صائد السحاب سهواً وهو يربط ندف الغيم بها وبعد ذلك يجمع أكوام الغيم ويصفها بجانب بعضها البعض وهنا يأتي دور القمر الشقي ....- وهل للقمر دور أيضاً دور في مساعدة صائد السحاب ....- نعم فصائد السحاب يقوم بمهمة صعبة ويجب أن يساعده أحدهم في تفريغ الماء المتجمع في أكوام الغيم ويكون صائد



    السحاب قد تعب من عمله المجهد فيستلقي فوق تلال الغيم وينده للغيم قائلاً : ها قد جاء دورك يا صديقي فما أن يسمعه القمر حتى يشرق سعادة فهذا هو عمله المفضل فيقفز إلى سطح الغيم وعندها يهطل قليلاً من المطر وهي بداية المطر ثم يبدأ القمر بالرقص والقفز من هنا إلى هناك وهو يصيح : مطر ..مطر والماء الموجود في الغيم يتفرغ تحت ثقل القمر الذي علا صوته مطر ..مطر فتشاركه الطبيعة غنائه وهي تتمايل وتتراقص فرحةً بالمطر وحبيباته تغسلها وهي فرحة مسرورة تشارك القمر غنائه وتعلو الأصوات حتى تصل إلى أذن القمر فيتوقف عن إتمام مهمته ويمد رأسه بين


    فتحات الغيوم ليراقب الأشجار والأعشاب وهي تغتسل بالماء فيأتينا ضوء القمر عبر الفتحة التي ينظر منها فتشكل برقاً أبيض اللون ... وما أن يراه صائد السحاب قد تقاعس عن أداء مهمته حتى يصيح به صوتاً عاليا ً وعندها نسمع نحن على الأرض الرعد فيتابع القمر مهمته وحين ينتهي من إفراغ الغيمات من قطرات المطر ينسج له صائد السحاب جسراً جميلاً ملوناً هو قوس قزح فيصعد القمر على قوس قزح ويعود إلى السماء فرحاً بهذا الجسر الجميل الملون وصائد السحاب يشكره قائلاً:إلى لقاء جديد يا



    صديقي القمر الشقي فيقول القمر : أنا مستعد دائما ...متى أردت مساعدتي ما عليك إلا أن تنظر إلى السماء ويتابع القمر صعوده إلى السماء بينما يعاود صائد السحاب عمله من جديد وهو يبحث عن ندف الغيم الصغيرة فوق السهول والجبال والوديان والبحار يعد حمّاماً جديداً للطبيعة......



    والآن أعرفت كيف يهطل المطر يا لؤي...- نعم عرفت إنه صائد السحاب ... أنا أحب المطر وعندها جاءهم نداء إلى الغداء فتسابقوا مسرعين إلى البيت بينما كانت عين تراقبهم من بين شقوق الغمام.
    طارق شفيق حقي
    حلب 12 / 2 / 2000
    Reply With Quote  
     

  11. #11 رد: مشروع كتاب إلكتروني 
    قاص ايهاب هديب's Avatar
    Join Date
    Jul 2009
    Location
    عمان الاردن
    Age
    56
    Posts
    77
    Rep Power
    16
    ( حكايات لانا والجنية مانا )

    ــ 1 ــ (( الله خالقنا ))

    كانت لانا الطفلة الجميلة الحلوة يا أحبابي تمشي
    مع ماما بين دكاكين ومتاجر السوق ، عندما رأت أمامها فجاءة واجهة مَحَلّ الألعاب المختلفة للأطفال ،
    يتعلّق في منتصفها ذلك الفانوس الرمضاني الشهير ،
    وهو يُضيئ لها كشمس الصباح المشرقة ..
    فنادت لانا على أُمّها متلهّفة :
    ــ ماما .. ماما .. ماما ... !
    وأشارت بيدها الصغيرة الى الفانوس الرمضاني المضيئ تُريد الحصول عليه .. لكن ماما قالت لها :
    ــ ليس اليوم يا لانا .. سنشتريه ان شاء الله يا حبيبتي
    الإسبوع القادم عندما يثبُت هلال شهر رمضان المبارك ونراه بإذن الله يُنير ويتلألأ في وسط
    السماء .
    وشعرت لانا بالضيق في نفسها وكشرت زعلانة ،
    لكنها لم تخرج عن حدود الأدب مع أمها .. فهي بنت
    مؤدبة ومُتربّية .
    في تلك الليلة الوردية يا أحباب ، رأت لانا الحلوة
    في أحلامها الملائكية بأن الفانوس السحري يملأ
    بأنواره الرمضانية المباركة وجه الدنيا، ومن داخله
    كانت جنية حسناء صغيرة إسمها مانا ، تُسلّم عليها
    وتحكي معها قائلة :
    ــ لانا يا أختي وصديقتي الجميلة الحلوة .. لا تحزني
    لأن ماما لم تشتري لكِ اليوم الفانوس الرمضاني ،
    فبعد أيام قليلة سأكون أنا وهذا الفانوس الذي أسكن في داخله عندك بمشيئة الله سبحانه ...!
    فرحت لانا كثيرا وقالت متعجّبة :
    ــ أنتِ تُكلّميني أيتها الجنية مانا ؟؟ ..
    قالت الجنية مانا :
    ــ نعم يا لانا ، فهذا فضل الله سبحانه يعطيه لعباده الذين يُحبهم
    ويجعلهم يتكلّمون بإذنه مع مَن يُحبهم ويُحبّونه فهو سبحانه يُحبّنا لذلك جعلنا نتكلم مع بعضنا أنا وأنتِ .. إنه عزوجل القادر على
    كل شيئ .. لقد خلقنا نحن الجِنّ المسلمين كما خلقكم أنتم الانس .. فأنا
    حفيدة الجَنّ الذين استمعوا الى رسول الله صلى الله عليه وسلم وهو يتلو القرآن الكريم فآمنوا به وصدّقوه وذهبوا الى قومهم فقالوا لهم : ــ
    (( ... إنا سمعنا قرآناً عجبا*1* يهدي الى الرُّشد فآمنّا به ولن نُشرك
    بربّنا أحدا )) . سورة الجن آية 1

    لهذا يالانا نحن نؤمن بربّنا ونعبده ونصلي له الخمس صلوات المفروضة ، مثلكم تماماً أيها الانس .. فالله سبحانه خالقنا وخالق
    الحياة والممات .
    قالت لانا بإيمانٍ ورضى :
    ــ نعم ، أنا أؤمن بالله تعالى وأحبّه كثيراً جداً جداً وسأظل أصلّي
    له الخمس صلوات الفجر والظهر والعصر والمغرب والعشاء ،
    لأنه خلقني وخلق بابا وماما والناس وكل الأشياء

    نهاية الحكاية الأولى
    بقلم : ايهاب هديب
    جميع الحقوق محفوظة بأمر الله
    ايهاب هديب
    ( طائر السماء المقعد )

    Reply With Quote  
     

  12. #12 رد: مشروع كتاب إلكتروني 
    كاتب مسجل وردة قاسمي's Avatar
    Join Date
    Aug 2009
    Location
    الجزائر
    Age
    42
    Posts
    134
    Rep Power
    16
    السيد طارق
    بارك الله فيك مجهودك الرائع و بارك الله في جميع من شاركونا هذه الفكرة
    و كما قلت، أنا معكم قلبا و قالبا..و ارى أن نقوم بتبويب أنواع الكتابات الموجهة للطفل حسب الفئات العمرية المستهدفة ( مثلا مابين 10/15 سنة أو أقل من 10 من عشر سنوات) و حسب المواضيع ( مثلا تراث - ممكلة الغاب - مغامرات - تحري و ألغاز) و هكذا...و بالتالي تتنوع المواضيع و تتعدد الأفكار...و سأنقل موضوعي لقصة الطفل ( سلسلة أسود الغابة الفضية) إلى هذا الفصل بإذن الله.
    كما انه من المهم مناقشة كيفية إخراج العمل، و أقترح في هذا الصدد مشاركة الإخوة من المهتمين بالبرمجة و التصميم لإفادتنا في الموضوع
    أتمنى لي و لكم التوفيق و لكم مني أصدق التحايا
    وردة قاسمي
    Reply With Quote  
     

Similar Threads

  1. شعراء العصر الجاهلي .. كتاب إلكتروني للتحميل ...
    By أبو شامة المغربي in forum ديوان العرب
    Replies: 12
    Last Post: 11/04/2013, 09:43 PM
  2. شعراء العصر الأندلسي .. كتاب إلكتروني للتحميل ...
    By أبو شامة المغربي in forum ديوان العرب
    Replies: 4
    Last Post: 11/04/2013, 09:33 PM
  3. شعراء العصر العباسي .. كتاب إلكتروني للتحميل ...
    By أبو شامة المغربي in forum ديوان العرب
    Replies: 2
    Last Post: 01/02/2010, 08:36 PM
  4. شعراء العصر الإسلامي .. كتاب إلكتروني للتحميل ...
    By أبو شامة المغربي in forum ديوان العرب
    Replies: 1
    Last Post: 21/07/2007, 09:49 PM
  5. مشروع لرقمنة أكثر من 60 ألف كتاب في مصر ...
    By أبو شامة المغربي in forum مكتبة المربد
    Replies: 0
    Last Post: 28/05/2007, 08:45 AM
Tags for this Thread

View Tag Cloud

Posting Permissions
  • You may not post new threads
  • You may not post replies
  • You may not post attachments
  • You may not edit your posts
  •