"اختر بيننا اِمّا أنا أو الفرات"
كان كريم ابو طارق مولعاً بهواية صيد السمك عند شط الفرات حيث كان يجلس عند الجرف من بعد العصر وحتى ساعةٍ متاخرة من الليل فيرمي بالسنارة مرات و مرات دون نتيجة تذكر وفي كلِّ مرة كان لزاما عليه أن يستبدل الطعم الذي اِما يكون قد أفلَت من السنارة او أكلته الاسماك دون أن تتورط.
كان مأخوذا بهذه الهواية لدرجة انه لم يخطر على باله البيت والعيال والزوجة التي يفترض أن تأخذ حقها من وقتهِ كشريكةِ حياة كما يقال فكانت الايام تمرُّ سريعة على كريم فلا يشعر بها الا الاسابيع فكان يعرفها من خلال قراءة القران في مكبرات الصوت ليلة الجمعة من الجامع القريب .
تنزل أُم طارق الى جرف النهر كعادتها عصراً لتتفقد شريك حياتها فتصرخ من بعيد
ــ اولا تتذكر بان لك زوجة وعيال..._يارجل اولا تمل من قعودك هذا... الا تخاف الله فينا ... متى يشفيك الله من مرض النهر هذا.
ــ ها انت مرة اخرى الم أنهك بان لاتاتي الى هنا مرة أخرى وانا ساتيكم بمزاجي اذهبي والا سأضطر الى ان اقولها.
ــ بل أنا الذي ساقولها لك اختر بيننا امّا انا أو الفرات.
ــ هكذا اذاً فاسمعيها... انا قد اخترت الفرات قالها ثلاثاً وبصوت عال.