المشاركة الأصلية كتبت بواسطة روان أم المثنى
الشاعر القدير
جلال الصقر
بارك الله فيك
وأحسن الله إليك فما أنا ممن يعد عالما ولا دون ذلك
وإني أقل مما تظن غفر الله لي ولك
وأحيي فيك هذه الروح الطيبة والأريحية العالية
بخصوص العلم فأنا أعلم أن تواضعك و دماثة خلقك دفعاك لقول هذا
أما أنا فلم أقل أنك عالم .. فأين رأيت ذلك ؟؟
فكل ما قلته (ما وهبك الله من علم) و هي حقيقة لا ينكرها
كل من يتابع مواضيعك و ردودك فاعترفي رجاء و لا تنكري ...
لا تخشي من الحسد فقد أسلفت "ما شاء الله" قبل أن أقول ذلك.
المشاركة الأصلية كتبت بواسطة روان أم المثنى
أما قولك
غير أني أستميحك عذرا لأنك لم تنتبهي
لما لونتُه بالأزرق في ردي السابق
حيث لم تضربي لي أي مثال من القصيدة
حتى أفهم على وجه التحديد ما تقصدين
فإن ما أقصده قد بينته مفصلا في ردي السابق
وإيراد أمثلة هو أشبه بمن يقتص من ريش الطائر ريشا
ثم يشير قائلا هذا الجزء كان من طائر يطير له صفة كذا وكذا
فإن الصنعة في القصيدة لا تتضح بالبيت ولا البيتين
إنما تتضح بالوحدة العامة للنص
فنصك ها هنا نص له غرض جميل بديع
يغوص في أعماقك.. لكن لم أحس بأعماقك
فلماذا.؟
إنني يا أخي الكريم لا أقرأ النص من زاوية النقد أول مرة
إنما أقرؤها كالمتلقي العادي
الذي يمر بالنص فيحاول أن يحس بمكنونه
وهنا يبرز تميز الشاعر
فالشعر كفن جميل له ثلاثة أبعاد هامة
الأول هو اللفظ والكلمة.. أو ما يسمى بالطبقة اللامعة التي تغلف حبة الحلوى
والثاني هو المعنى الرائق البديع الذي تشف عنه الكلمات وهو تماما ككنز الطفل الذي تفاجئه حلواه بما في داخلها
أما الثالث فهو الذي يجعلك تعيد الكرة مرارا وتقرأ النص لتمتع ذائقتك بطعمها المتجدد
وعلى كل.. هذا رأي مفرد .. ولعلك تجد رأيا خيرا من رأيي
وعلما أعلى وأنفع من إفراطي في حب الحلويات
دمت برفعة وتألق
الإحساس بالأعماق:
سأجيب باختصار على هذه النقطة محاولا إزالة حيرتك إن شاء الله.
الإحساس بالأعماق يتطلب أن تكوني قد خضت تجربة مماثلة و الواضح
من كلامك أنك لم تخوضي مثل هذه التجربة و لهذا من المستحيل
أن تحسي بها، و لعلي في هذا المقام أذكر أن هذه التجربة غالبا ليست
نسائية و قلما تنجذب المرأة لموضوع أو شعر صلب كهذا ...
فالمرأة بطبيعتها الأنثوية الراقية اللينة تحب اللين و المشاعر الدافئة
الحانية و الكلمات الرقيقة اللطيفة التي تجعلها ترقص طربا وتحوِّلُها إلى ريشة
تحملها النسمات على رأي نزار قباني، و تنفر من كل ما فيه قوة و صلابة ..
ذاك في اعتقادي هو السبب و الله أعلم
و أنا هنا لا أجد مناصا من الاعتراف بأن في شعري
صلابة و قوة و بعدا عن اللين و هذا بحكم:
أولا - البيئة: ففي بلادنا لا نولي بعض المشاعر أكثر من حقها أو قل أننا
لا نعبر عنها إلا لمن نحب بيننا و بينه و أتحدى أيا منكم أن يجد لي قصيدة
غزل على الأنترنت لشاعر جزائري إلا في النادر الأندر وحتى لو وُجدت
فلن تجد فيها مثل ما تجد في قصائد إخوتنا المشارقة من هيام يكاد يحوّل
المرأة و الحبّ إلى آلهة تُعبد ...
و هذا لا يعني أننا عديمو المشاعر و إنما لأن كلَّ شيء إذا زاد عن حده انقلب إلى ضده،
و أصارحكم القول أني أرى في بعض إخوتنا المشارقة ميلا شديدا إلى الغزل و الحب
لدرجة عبادة المرأة تقريبا؛ هذا للشعراء، و العكس صحيح للشواعر (وإن بدرجة أقل) ..
و أرجو أن لا يستجيش هذا إخوتي ضدي فأنا قلت بعضهم و ليس كلهم
كما أنني لا أقصد أن أعيبهم لأنه من يدري لعل العيب -إن كان- فينا و ليس فيهم .
ثانيا - التجارب الشخصية: وهي حصيلة ما عاشه و ما يعيشه الشاعر
و لعل أحسن ما يعبر عن هذه النقطة هو قول المتنبي:
لم يتركِ الدهرُ منْ قلبي ولا كبدي** شيئا تُتَيِّمُه عينٌ و لا جيدُ
كل ما سبق هو رأي شخصي يحتمل الصواب و الخطأ
و لهذا لي رجاء هو أن لا يكون عتابكم قاسيا -إن كان-
أرجو أن أكون وفقت في الإجابة على سؤالك أختي الكريمة أم المثنى
تقبلي فائق تقديري و احترامي