اقتباس المشاركة الأصلية كتبت بواسطة عائده محمد نادر مشاهدة المشاركة
(( اليوم عاد ))


اليوم عاد..
يطلب الغفران ..
وبنفس النظرة التي لم تبارح الأرض خجلا, يطلب منها أن تعود إليه بعد أن طلق ابنة العم لأنهما لم ينسجما معا..!
وإنه.. نادم!
داهمت رأسها ذكريات يوم مثقل بالشجن ووجع لم يفارقها, حتى الساعة حين جاءها مطأطئ الرأس, ينظر إلى الأرض, يخبرها بإنه سيرتبط بابنة العم, خوفا على إرث عائلته من الضياع, لو تزوجت من رجل غريب, بعد وفاة زوجها وأبيها .. ابتلعها الوجل حتى غدى وجهها شاحبا, وارتعش جسدها النحيل رعبا, وهي تسأله بصوت متحشرج مذهول, وكأنها لم تع ماقاله:
_ ماذا..؟
- سأتزوج ابنة عمي .. هذا قرار العائلة أجمع.. ليس الأمر بيدي.
دارت الدنيا بها..وأعتمت..
توسلته أن لايرتكب جريمة بحقه وحقها وأولادهما..
أن لايبيع نفسه من أجل المال..
ذكرته بالحب الذي يجمعهما منذ سنين..
ببيتهما الذي بنياه معا.. حجرة بعد أخرى..
بحديقتهما, وفنجناني القهوة مساءا حين يرتشفانها سوية, وهما يراقبان لهو أولادهما وضحكاتهم البريئة التي تملأ الفضاء ضجيجا .. بعشرة السنين, بحلوها ومرها..
استحلفته أن يترك الأمر ويتراجع عنه..
إلا إنه أبى واستكبر, وصوت المال يطغى على نبرة صوته:
- ما الذي سيضيرك ستبقين حبيبتي.. ولن ينقص مني شيء.
مسحت دموعها .. نفضتها عن خديها وكأنها تستعيد كرامتها التي أحستها مهدورة ..وبكل هدوء طلبت منه أن يختار ..أما ابنة العم, أو.. هي .
مرت صورته من أمامها وابنة العم تزف إليه, فأحست بالغبن يعتريها ويفتت قلعة كبريائها التي سحقها برجليه حين تركها بين نار الغيرة وكرامة ذبيحة..ودموع ساخنة لم تفارقها, تبلل وسادتها كل ليلة,حتى الأمس.
نفضت رأسها وكأنها تبعد عنه ذكريات يوم قبرت فيه كل أحلامها الجميلة..التي عاشتها معه..
حين كان الحب يظلل حياتها.
بقسوة رمته بنظرات يتطاير منها الاشمئزاز والتشفي.. ونبرة متعالية تغلب على صوتها, بعد أن ابتلعت غصة شجن كادت أن تفضح وجعها, وهي تجيبه, بعد أن نهضت وفتحت ستائر النافذة ليدخل ضوء الشمس الساطع منها.. فوضع يده على عينيه.. وغطاهما..
عادت الى كرسيها ..
جلست ..
وضعت ساقا على ساق..
ثم انبرت تسأله:
- أمازلت رجلا للبيع....؟!!


26/3/2009
المبدعة والأخت والصديقة
عائدة نادر
مساؤك أقحوان مكرر

وأحلى مساء نكرم به من نعز هو أن نضيف إليه
زهر الأقحوان
وزهر الأقحوان هو زهر مدينتي إربد وما حولها
حتى أن تلك المدينة كان اسمها ( الأقحوانة )
وبعد
لا أدري هل سُقتُ هذه المقدمة لتبرير تأخيري
لكن لا إنك يا عائدة تستحقين أكثر منها دون أي تبرير

قرأت قصتك بإمعان
لن أكرر المستوى الإبداعي من حيث السرد واللغة والموهبة
فقد تجاوزنا هذه المرحلة مع مبدعتنا عائدة
تدور الفكرة حول الزواج الثاني عموما
وحول الأسباب الواهية التي تدفع الرجل أن يفعل ذلك دون مبرر
استغربت أن يعلن الزوج هكذا ببساطة أنه يريد الزواج من ابنة عمه لأجل المال فهذا اعتراف كأنما يعقد صفقة مع زوجته ويريدها أن توافق على هذه الصفقة مدعيا أنها ستظل حبيبته
لكن الزوجة لم تجد في تبريره إلا أنه صار رجلا للبيع
وأنه لا مبادىء له ولا أخلاق ليسوق مثل هذه المبررات
كنت أرغب لو أنك طرحت فكرة الزواج الثاني دون ربطه بالمال
أن تطرحيه كرغبة يستغلها الزوج هروبا من روتين زواجه أو لنزوة عابرة أو لمجرد التغيير
ولكن أيا كان السبب فالزواج الثاني وإن كان مشروعا لكن على الأقل أن يكون مسببا
ولعل المرأة بطبيعتها لن تغفر لزوجها هذا الفعل أيا كانت أسبابه
لأنها تعتبره طعنة في صميم صميمها
لفتني في القصة
العنوان المعبر تعبيرا صارخا عن ما بداخل الزوجة من سخرية وازدراء
اليوم عاد
وهل ما زلت رجلا للبيع
جملتان مرتبطتان تماما
تبدع عائدة في ربط العناوين بالنهايات
لكنني أتساءل
رغم اشمئزاز الزوجة واحتقارها لزوجها
وتعريته تماما بسؤالها الأخير له
لكن لماذا تقبل بعودته إليها
هل كانت لا تزال تحبه رغم كل ازدرائها لفعلته
ربمــــا ...!!