الاستاذ الكبير عبدالمنعم جبر
بداية احييك على هذا العمل الرائع
والشرح الوافى بعلم الحديث
وبرغم دراستى لهذا العلم وفقه السنة
الا اننى زادت معرفتى اكثر من خلال موضوعك الجميل
اعانك الله وأثابك على عملك
وتقبل منك ومنا خير العمل
|
الاستاذ الكبير عبدالمنعم جبر
بداية احييك على هذا العمل الرائع
والشرح الوافى بعلم الحديث
وبرغم دراستى لهذا العلم وفقه السنة
الا اننى زادت معرفتى اكثر من خلال موضوعك الجميل
اعانك الله وأثابك على عملك
وتقبل منك ومنا خير العمل
ماذا يعني قولهم ( هذا حديث صحيح ) .. و ( هذا حديث غير صحيح ) .. ؟
١ - المراد بقولهم ( هذا حديث صحيح ) : أي أن الشروط الخمسة السابقة قد تحققت فيه ، لا أنه مقطوع بصحته في نفس الأمر ، لجواز النسيان والخطأ علي الثقة .
٢ - المراد بقولهم ( هذا حديث غير صحيح ) : أنه لم تتوفر فيه شروط الصحة الخمسة السابقة كلها أو بعضها ، لا أنه كذب في نفس الأمر ، لجواز اصابة من هو كثير الخطأ .
هل يمكن الجزم في اسناد ؛ أنه أصح الأسانيد مطلقا ؟
المختار أنه لا يجزم في اسناد أنه أصح الأسانيد مطلقا ، لأن تفاوت مراتب الصحة مبني علي تمكن الإسناد من شروط الصحة ، ويندر تحقق أعلي الدرجات في جميع شروط الصحة ، فالأولي الإمساك عن الحكم لإسناد أنه أصح الأسانيد مطلقا ، ومع ذلك فقد نقل عن بعض الأئمة قولهم في أصح الأسانيد ، والظاهر أن كل امام رجح ما قوي عنده .. ( أورد الدكتور محمود الطحان بعضا منها كنماذج ) .
أول مصنف في الصحيح المجرد :
أول مصنف في الصحيح المجرد صحيح البخاري ، ثم صحيح مسلم ، وهما أصح الكتب بعد القرآن ، وقد أجمعت الأمة علي تلقي كتابيهما بالقبول .
أيهما أصح ؟
البخاري أصحهما ، وأكثرهما فوائد ، لأن أحاديث البخاري أشد اتصالا وأوثق رجالا ، ولأن فيه من الإستنباطات الفقهية والنكت الحكمية ما ليس في صحيح مسلم .. وكون صحيح البخاري أصح من صحيح مسلم انما هو باعتبار المجموع ، وإلا فقد يوجد في بعض أحاديث مسلم ما هو أقوي من بعض الأحاديث في البخاري .. وقيل : صحيح مسلم أصح .. والصواب هو القول الأول .
هل استوعب المصنفان الصحيح ، كل الصحيح ؟
لا .. لم يستوعباه .. قال البخاري : " ما أدخلت في كتابي الجامع إلا ما صح وتركت من الصحاح لحال الطول " .. وقيل في بعض الروايات " لملال الطول " .. والمعني ( أنه ترك رواية كثير من الأحاديث الصحيحة في كتابه خشية أن يطول الكتاب فيمله الناس ) .
وقال مسلم : " ليس كل شئ عندي صحيح وضعته هاهنا ، إنما وضعت ما أجمعوا عليه " .
هل فاتهما - البخاري ومسلم - الكثير من الصحيح في مصنفيهما ؟
قال الحافظ ابن الأخرم : لم يفتهما إلا القليل .. وأنكر هذا القول عليه .
والصحيح أنهما فاتهما من الحديث الصحيح الشئ الكثير ، فقد نقل عن البخاري أنه قال : " ما تركت من الصحاح أكثر .. " وقال : " أحفظ مائة ألف حديث صحيح ، ومائتي ألف حديث غير صحيح " .
أين نجد بقية الأحاديث الصحيحة التي فاتت البخاري ومسلما ؟
نجدها في الكتب المعتمدة المشهورة كصحيح ابن خزيمة وصحيح ابن حبان ومستدرك الحاكم والسنن الأربعة وسنن الدارقطني والبيهقي وغيرها .
يقول الدكتور محمود الطحان : " ولا يكفي وجود الحديث في هذه الكتب ، بل لابد من التنصيص علي صحته ، إلا في كتاب من شرط الإقتصار علي اخراج الصحيح كصحيح ابن خزيمة " .
Last edited by عبد المنعم جبر عيسي; 12/01/2009 at 06:47 PM.
الكلام علي مستدرك الحاكم وصحيح ابن خزيمة وصحيح ابن حبان :مستدرك الحاكم :
هو كتاب ضخم من كتب الحديث ، وذكر مؤلفه فيه الأحاديث الصحيحة التي علي شرط الشيخين أو علي شرط أحدهما ، ولم يخرجاها ، كما ذكر الأحاديث الصحيحة عنده وإن لم تكن علي شرط أحدهما ، معبرا عنها بأنها صحيحة الإسناد ، وربما ذكر بعض الأحاديث التي لم تصح لكنه نبه عليها ، وهو متساهل في التصحيح .. فينبغي أن يتتبع ويحكم علي أحاديثه بما يليق بحالها ، ولقد تتبعه الذهبي وحكم علي معظم أحاديثه بما يليق بحالها ، ولا يزال الكتاب بحاجة إلي تتبع وعناية .
صحيح ابن حبان :
هذا الكتاب ترتيبه مخترع ، فليس مرتبا علي الأبواب ولا علي المسانيد ولهذا أسماه ( التقاسيم والأنواع ) ، والكشف علي الحديث في هذا الكتاب عسير جدا ، وقد رتبه بعض المتأخرين ( * ) ومصنفه متساهل في الحكم علي الحديث بالصحة لكنه أقل تساهلا من الحاكم ( تدريب الراوي ١ / ١٠٩ ) .
صحيح ابن خزيمة :
هو أعلي مرتبة من صحيح ابن حبان لشدة تحريه ، حتي أنه يتوقف في التصحيح لأدني كلام في الإسناد ( المصدر السابق ونفس الصفحة ) .
--------------------------------------------
( * ) هو الأمير علاء الدين أبو الحسن علي بن بلبان المتوفي سنة ٧٣٩ هـ وسمي ترتيبه ( الإحسان في تقريب ابن حبان ) .
Last edited by عبد المنعم جبر عيسي; 28/01/2009 at 11:47 AM.
المستخرجات علي الصحيحين١ - موضوع المستخرج :
هو أن يأتي المصنف إلي كتاب من كتب الحديث فيخرج أحاديثه بأسانيد لنفسه من غير طريق صاحب الكتاب ، فيجتمع معه في شيخه أو من فوقه .
٢ - أشهر المستخرجات علي الصحيحين :
( أ ) المستخرج لأبي بكر الإسماعيلي علي البخاري .
( ب ) المستخرج لأبي عوانة الاسفراييني علي مسلم .
( ج ) المستخرج لأبي نعيم الأصبهاني علي كل منهما .
٣ - هل التزم أصحاب المستخرجات فيها موافقة الصحيحين في الألفاظ ؟
لم يلتزم مصنفوها موافقتهما في الألفاظ ، لأنهم انما يروون الألفاظ التي وصلتهم من طريق شيوخهم ، لذلك فقد حصل تفاوت قليل في بعض الألفاظ .
كذلك ما أخرجه المؤلفون القدامي في تصانيفهم المستقلة كالبيهقي والبغوي وشبههما قائلين : " رواه البخاري " أو " رواه مسلم " فقد وقع في بعضه تفاوت في المعني وفي الألفاظ ، فمرادهم من قولهم : " رواه البخاري ومسلم " أنهما رويا أصله .
٤ - هل يجوز أن ننقل منها ( المستخرجات ) حديثا ونعزوه إليهما ( البخاري ومسلم ) ؟
أجاب الدكتور محمود الطحان علي هذا السؤال ، قال فضيلته :
بناء علي ما تقدم ؛ فلا يجوز لشخص أن ينقل من المستخرجات أو الكتب المذكورة آنفا ويقول : رواه البخاري أو مسلم إلا بأحد أمرين :
١ - أن يقابل الحديث بروايتهما .
٢ - أو يقول صاحب المستخرج أو المصنف : ( أخرجاه بلفظه ) .
٥ - فوائد المستخرجات علي الصحيحين :
للمستخرجات علي الصحيحين فوائد كثيرة تقارب العشرة ، ذكرها السيوطي في تدريبه ( ١ / ١١٥ و ١١٦ ) ، لخصها الدكتور الطحان كما يلي :
( أ ) علو الإسناد : لأن مصنف المستخرج لو روي حديثا من طريق البخاري مثلا لوقع أنزل من الطريق الذي رواه به في المستخرج .
( ب ) الزيادة في قدر الصحيح : لما يقع من ألفاظ زائدة وتتمات في بعض الأحاديث .
( ج ) القوة بكثرة الطرق : وفائدتها الترجيح عند المعارضة .
٦ - ما هو المحكوم بصحته مما رواه الشيخان ؟
مر بنا أن البخاري ومسلما لم يدخلا في صحيحيهما إلا ما صح ، وأن الأمة تلقت كتابيهما بالقبول .. فما هي الأحاديث المحكوم بصحتها ، والتي تلقتها الأمة بالقبول يا تري ؟
والجواب هو :
أن ما روياه بالإسناد المتصل فهو المحكوم بصحته ، وأما ما حذف من مبدأ اسناده راو أو أكثر - ويسمي المعلق ( سيأتي تفصيله فيما بعد ) ، وهو في البخاري كثير ، لكنه في تراجم الأبواب ومقدماتها ، ولا يوجد شئ منه في صلب الأبواب البتة ، أما في مسلم فليس فيه من ذلك إلا حديث واحد في باب التيمم لم يصله في موضع آخر - فحكمه كما يلي :
( أ ) فما كان منه بصيغة الجزم : كقال وأمر وذكر ، فهو حكم بصحته عن المضاف اليه .
( ب ) وما لم يكن فيه جزم : كيروي ويذكر ويحكي ، وروي وذكر ، فليس فيه حكم بصحته عن المضاف اليه ، ومع ذلك فليس فيه حديث واه لإدخاله في الكتاب المسمي بالصحيح .
مراتب الصحيح :مر بنا أن بعض العلماء ذكروا أصح الأسانيد عندهم ، فبناء علي ذلك وعلي تمكن باقي شروط الصحة يمكن أن يقال ان للحديث الصحيح مراتب :
( أ ) فأعلي مراتبه ما كان مرويا باسناد من أصح الأسانيد ، كمالك عن نافع عن ابن عمر .
( ب ) ودون ذلك رتبة ما كان مرويا من طريق رجال هم أدني من رجال الإسناد الأول ، كرواية حماد بن سلمة عن ثابت عن أنس .
( ج ) ودون ذلك رتبة ما كان من رواية من تحققت فيهم أدني ما يصدق عليهم وصف الثقة ، كرواية سهيل بن أبي صالح عن أبيه عن أبي هريرة .
ويلتحق بهذه التفاصيل تقسيم الحديث الصحيح إلي سبع مراتب ، وهي :
١ - ما اتفق عليه البخاري ومسلم ( وهو أعلي المراتب ) .
٢ - ثم ما انفرد به البخاري .
٣ - ثم ما انفرد به مسلم .
٤ - ثم ما كان علي شرطهما ولم يخرجاه .
٥ - ثم ما كان علي شرط البخاري ولم يخرجه .
٦ - ثم ما كان علي شرط مسلم ولم يخرجه .
٧ - ثم ما صح عند غيرهما من الأئمة كابن خزيمة وابن حبان مما لم يكن علي شرطهما .شرط الشيخين :لم يفصح الشيخان عن شرط شرطاه أو عيناه زيادة علي الشروط المتفق عليها في الصحيح ، لكن الباحثين من العلماء ظهر لهم من التتبع والإستقراء لأساليبهما ما ظنه كل منهم أنه شرطهما أو شرط واحد منهما .
وأحسن ما قيل في ذلك أن المراد بشرط الشيخين أو أحدهما أن يكون الحديث مرويا من طريق رجال الكتابين أو أحدهما مع مراعاة الكيفية التي التزمها الشيخان في الرواية عنهم .معني قولهم ( متفق عليه ) :إذا قال علماء الحديث عن حديث : ( متفق عليه ) فمرادهم اتفاق الشيخين علي صحته لا اتفاق الأمة ، إلا أن ابن الصلاح قال : ( لكن اتفاق الأمة عليه لازم من ذلك وحاصل معه ، لإتفاق الأمة علي تلقي ما اتفقا عليه بالقبول ) " علوم الحديث ص ٢٤ " .هل يشترط في الصحيح أن يكون عزيزا ؟أجاب عن هذا السؤال الأستاذ الدكتور محمود الطحان ، فقال فضيلته :
الصحيح أنه لا يشترط في الصحيح أن يكون عزيزا ، بمعني أن يكون له اسنادان ، لأنه يوجد في الصحيحين وغيرهما أحاديث صحيحة وهي غريبة ، وزعم بعض العلماء ذلك كأبي علي الجبائي المعتزلي والحاكم ، وقولهم هذا خلاف ما اتفقت عليه الأمة . " تيسير مصطلح الحديث ص ٣٦ " .
Last edited by عبد المنعم جبر عيسي; 04/02/2009 at 07:56 PM.
الحسن- تعريفه :
لغة : هو صفة مشبهة من ( الحسن ) بمعني الجمال .. واصطلاحا : اختلف العلماء في تعريف الحسن نظرا لأنه متوسط بين الصحيح والضعيف ، ولأن بعضهم عرف أحد قسميه .. ( وقد ذكر الدكتور محمود الطحان بعض تلك التعريفات .. ثم قال : سأذكر ما أراه أوفق من غيره ) .
قلت ( الدكتور الطحان ) : فكأن الحسن عند ابن حجر هو الصحيح اذا خف ضبط رواتة ، أي قل ضبطه ، وهو خير ما عرف به الحسن ، أما تعريف الخطابي فعليه انتقادات كثيرة ، وأما الترمذي فقد عرف أحد قسمي الحسن وهو الحسن لغيره . والأصل في تعريفه أن يعرف الحسن لذاته .. لأن الحسن لغيره ضعيف في الأصل ارتقي إلي مرتبة الحسن لانجباره بتعدد طرقه ..
ثم اختار فضيلته تعريف الحسن بناء علي ما عرفه به ابن حجر فقال : ( هو ما اتصل سنده بنقل العدل الذي خف ضبطه عن مثله إلي منتهاه من غير شذوذ ولا عله ) .
حكمه :
هو كالصحيح في الإحتجاج به ، وإن كان دونه في القوة ، لذلك احتج به جميع الفقهاء وعملوا به .. وعلي الإحتجاج به معظم المحدثين والأصولين ، إلا من شذ من المتشددين .. وقد أدرجه بعض المتساهلين في نوع الصحيح كالحاكم وابن حبان وابن خزيمة ، مع قولهم بأنه دون الصحيح المبين أولا .. ( انظر تدريب الراوي ج ١ ص ١٦٠ ) .
مراتبه :
كما أن للصحيح مراتب يتفاوت بها بعض الصحيح عن بعض ، فإن للحسن مراتب ، جعلها الذهبي مرتبتين :
١ - فأعلي مراتبه : بهز بن حكيم عن أبيه عن جده .. وعمرو بن شعيب عن أبيه عن جده .. وابن اسحاق عن التيمي .. وأمثال ذلك مما قيل أنه صحيح ، وهو من أدني مراتب الصحيح .
٢ - ثم بعد ذلك ما اختلف في تحسينه وتضعيفه : كحديث الحارث بن عبد الله ، وعاصم بن ضمرة وحجاج بن أرطأة ونحوهم .
Last edited by عبد المنعم جبر عيسي; 23/02/2009 at 12:29 PM.
مرتبة قولهم : ( هذا حديث صحيح الإسناد ) أو ( حسن الإسناد ) :قال الدكتور / محمود الطحان :
( أ ) قول المحدثين : ( هذا حديث صحيح الإسناد ) دون قولهم ( هذا حديث صحيح ) .
( ب ) وكذلك قولهم : ( هذا حديث حسن الإسناد ) دون قولهم : ( هذا حديث حسن ) ، لأنه قد يصح أو يحسن الإسناد دون المتن لشذوذ أو علة .. فكأن المحدث إذا قال : ( هذا حديث صحيح ) قد تكفل لنا بتوفر شروط الصحة الخمسة في هذا الحديث .. أما إذا قال : ( هذا حديث صحيح الإسناد ) فقد تكفل لنا بتوفر شروط ثلاثة فقط من شروط الصحة ، وهي : اتصال السند وعدالة الرواة وضبطهم ، أما نفي الشذوذ ونفي العلة عنه فلم يتكفل بهما لأنه لم يتثبت منهما .
ولكن لو اقتصر حافظ معتمد علي قوله : ( هذا حديث صحيح الإسناد ) ولم يذكر له علة فالظاهر صحة المتن ، لأن الأصل عدم العلة وعدم الشذوذ .
معني قول الترمذي وغيره : ( حديث حسن صحيح ) :
ان ظاهر هذه العبارة مشكل ، لأن الحسن يتقاصر عن درجة الصحيح ، فكيف يتم الجمع بينهما مع تفاوت مرتبتهما ؟ ولقد أجاب العلماء عن مقصود الترمذي من هذه العبارة بأجوبة متعددة ، أحسنها ما قاله الحافظ ابن حجر وارتضاه السيوطي ، ولخصه الدكتور الطحان فيما يلي :
( أ ) ان كان للحديث اسنادان أو أكثر ، فالمعني " حسن باعتبار اسناد ، صحيح باعتبار اسناد آخر " .
( ب ) وان كان له اسناد واحد فالمعني " حسن عند قوم ، صحيح عند قوم آخرين " .
فكأن القائل يشير إلي الخلاف بين العلماء في الحكم علي هذا الحديث ، أو لم يترجح لديه الحكم بأحدهما .
تقسيم البغوي :
درج الامام البغوي في كتابه ( المصابيح ) ( * ) علي اصطلاح خاص له ، هو أنه يرمز إلي الأحاديث التي في الصحيحين أو أحدهما بقوله ( صحيح ) ، وإلي الأحاديث التي في السنن الأربعة بقوله ( حسن ) .. رأي الدكتور الطحان أنه اصطلاح لا يستقيم مع الاصطلاح العام لدي المحدثين ، لأن في السنن الأربعة الصحيح والحسن والضعيف والمنكر ، لذلك نبّه ابن الصلاح والنووي علي ذلك ، فينبغي علي القارئ في كتاب ( المصابيح ) أن يكون علي علم من اصطلاح البغوي الخاص في هذا الكتاب عند قوله عن الأحاديث ( صحيح ) أو ( حسن ) .
من مظنات ( ** ) الحسن :
لم يفرد العلماء كتبا خاصة بالحديث الحسن المجرد كما أفردوا الصحيح المجرد في كتب مستقلة لكن هناك كتبا يكثر فيها وجود الحديث الحسن ، من أشهر هذه الكتب :
( أ ) جامع الترمذي : المشهور بـ " سنن الترمذي " : ( حسن في معرفة معرفة الحسن ، والترمذي هو الذي شهره في هذا الكتاب وأكثر من ذكره .. لكن ينبغي التنبه إلي أن نسحه تختلف في قوله : ( حسن صحيح ) ونحوه ، فعلي طالب الحديث العناية باختيار النسحة المحققة والمقابلة علي أصول معتمدة .
( ب ) سنن أبي داوود : فقد ذكر في رسالته إلي أهل مكة : أنه يذكر فيه الصحيح وما يشبهه ويقاربه ، وما كان فيه وهن شديد بيّنه ، وما لم يذكر فيه شيئا فهو صالح . فبناء علي ذلك ، إذا وجدنا فيه حديثا لم يبين هو ضعفه ، ولم يصححه أحد من الأئمة المعتمدين فهو حسن عند أبي داوود .
( ج ) سنن الدارقطني : فقد نص الدارقطني علي كثير منه في هذا الكتاب .
------------------------------------------------
( * ) اسم الكتاب الكامل ( مصابيح السنة ) ، وهو كتاب جمع فيه مؤلفه احاديث منتقاة من الصحيحين والسنن الأربعة وسنن الدارمي ، وهو الذي زاد عليه وهذبه الخطيب التبريزي وسماه " مشكاة المصابيح " .
( ** ) مظنات : جمع مظنة بكسر الظاء ، ومظنة الشئ معدنه وموضعه ، فيكون معني العنوان : ( موضع وجود الحسن ) .
الأخ الفاضل
عبد المنعم جبر
متعك الله بالصحة والإيمان
مجددا أتابع معكم هذا الكتاب الرائع المفيد
فمن الجميل أن تستعاد هذه السطور إلى الذاكرة
وجميل أن نجد من يبذل مثل هذا الجهد ليضيء لنا بعض ما أشكل على الكثير فهمه
ومن ذلك من يخلط بين ما يرويه البخاري في صحيحه أو في الأدب المفرد أو الكبير
ومن يعزو إلى المستخرجات دون فهم أو دراية
لذا فمثل هذه الموضوعات هامة هامة هامة يجدر بنا متابعتها والاستفادة منها
سدد الله خطاك
الأخت الكريمة الغالية / أم المثنى ..
حضورك ومتابعتك وتوجيهك لى شرف عظيم أفخر به وأعتز ..
شكر الله لك .. وجعله فى ميزان حسناتك ..
قريبا جدا باذن الله تعالى نواصل ما بدأناه ..
أسأل الله العلى القدير أن يتم علينا عملنا ثم يتقبله منا خالصا لوجهه الكريم ..
جزيت الجنة أيتها الكريمة الفاضلة ..
أخوك .
هو الحسن لذاته إذا رُوى من طريق آخر مثله أو أقوى منه .الصحيح لغيرهتعريفه : ( * )
وسُمى صحيحا لأن الصحة لم تأت من ذات السند ، وإنما جاءت من انضمام غيره له .
هو أعلى مرتبة من الحسن لذاته ، ودون الصحيح لذاته .مرتبته :
حديث ( محمد بن عمرو عن أبى سلمة عن أبى هريرة أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال : لولا أن أشق على أُمتى لأمرتهم بالسواك عند كل صلاة ) ( 1 ) .مثاله :
قال بن الصلاح : ( فمحمد بن عمرو بن علقمة من المشهورين بالصدق والصيانة ، لكنه لم يكن من أهل الإتقان ؛ حتى ضعَّفه بعضهم من جهة سوء حفظه ، ووثَّقه بعضهم لصدقه وجلالته ، فحديثه من هذه الجهة حسن ، فلما انضم اليه كونه رُوى من أوجه أُخر زال بذلك ما كنا نخشاه عليه من جهة سوء الحفظ ، وانجبر به ذلك النقص اليسير فصح هذا الإسناد ، والتحق بدرجة الصحيح ) ( 2 ) .
ــــــــــــــــــــــــــــــــ
( * ) الدكتور / محمود الطحان – فى كتابه ( تيسير مصطلح الحديث ) ص 40 .
( 1 ) أخرجه الترمذى فى كتاب الطهارة ، وأخرجه الشيخان من طريق بن الزناد عن الأعرج عن أبى هريرة .
( 2 ) علوم الحديث ص 31 ، 32 .
الحسن لغيره :تعريفه :
هو الضعيف إذا تعددت طرقه ، ولم يكن سبب ضعفه فسق الراوى ، أو كذبه .
قال الدكتور محمود الطحان : ( يستفاد من هذا التعريف أن الضعيف يرتقى إلى درجة الحسن لغيره بأمرين هما :
( أ ) أن يروى من طريق آخر فأكثر ، على أن يكون الطريق الآخر مثله أو أقوى منه .
( ب ) أن يكون سبب ضعف الحديث إما سوء حفظ راويه أو انقطاع فى سنده أو جهالة فى رجاله ) ا.هـ .
مرتبته :
الحسن لغيره أدنى مرتبة من الحسن لذاته .
ويبنى على ذلك أنه لو تعارض الحسن لذاته مع الحسن لغيره ؛ قُدِّم الحسن لذاته .
حكمه :
هو من المقبول الذى يحتج به .
مثاله :
( ما رواه الترمذى وحسنه من طريق شعبة عن عاصم بن عبيد الله عن عبد الله بن عامر بن ربيعة عن أبيه : أن امرأة من بنى فزارة تزوجت على نعلين ، فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم : أرضيت عن نفسك ومالك بنعلين ؟ قالت : نعم .. فأجاز ) .
قال الترمذى : ( وفى الباب عن عمر وأبى هريرة وعائشة وأبى حدرد ) .
فعاصم ضعيف لسوء حفظه ، وقد حسَّن له الترمذى هذا الحديث لمجيئه من غير وحه . ( * ) .
( * ) تيسيير مصطلح الحديث : للدكتور محمود الطحان ، ص 41 .
« الجهاد الوهمي | هل نعيش لنأكل أم نأكل لنعيش » |