من أراد أن يعمل حطابا ، فالفأس مازالت هناك تحت الشجرة ...
-غدا ، دورك ايتها الجميلة...
قال الحطاب للشجرة وهو يقهقه ، وفأسه الحادة على كتفه ، والمساء يطل عليهما من فوق بسلهامه الاسود...
ضحكت الشجرة وتمايلت ، ثم قالت :وبعدغد ، ستجد ابنتي في مكاني أكثر نضارة وجمالا...
قال وهو يلوح بفاسه : سيكون لها هذا ، بالمرصاد...
ضحكت مرة أخرى وقالت :وستقوم حفيدتي في نفس المكان، تتحداك وتفتح حضنها للحياة ...
وقبل ان يفتح الحطاب فمه ليقول شيئا ، أضافت الشجرة : ستكون قد شخت وهرمت وصدأ فاسك...
ثم انتفضت ، مدت قامتها وسمقت في الأعالي..
هز الحطاب رأسه ينظر اليها ، فشعر بالدواروالوهن ، فجلس في مكانه وانكمش...
وبعد ان استفاق البرد ، وتعرت الريح ، ورقص الخوف في كل الأمكنة...حن قلب الشجرة ،فوشوشت للفجر
الواقف على الجبل ، فترجل في الحين ، دثرالحطاب بقطعة من بقايا سلهام الليل وقاده الى حيث كوخه الصغير...
تاركا فأسه تحت الشجرة...